كلنا اصلاحيون ولكن؟؟؟؟؟؟


كلنا إصلاحيون .. ولكننا .. بالقول وحده .. لاننجز حلولاً ، ولا نبني إصلاحاً ، الإصلاح ليس أغنية ، وليس نشيداً حماسياً ، ولا علماً نرفعه فوق منازلنا او امام مسيراتنا ، ولا كلاماً نردده في حواراتنا ، ونكتبه في مقالاتنا، ونعلنه في محاضراتنا ، وفي لقاءاتنا السياسية وغير السياسية ، و ليس خطاباً نقدمه في اجتماعاتنا.

الإصلاح ليس اسطوانه نرددها فيشوارعنا وصالونتنا السياسية او في مهرجان أو احتفال ..الإصلاح ممارسة ، ووعي بأهمية موقفنا وصوتنا وممارستنا في تحقيق الفعل الوطني .. الإصلاح يحتم علينا اختيار القادرين على العطاء الوطني المتمسكين بالسلوكيات الوطنية والأخلاقية ، وفي ممارسة أي استحقاق وطني ونضالي .. فالإصلاحي الحقيقي هو الواعي بأهمية صوته وفعله وموقفه ، وهو الذي يذهب إلى صندوق الانتخاب مع أسرته ليس إرضاء لفلان أو فلان زاره في بيته ووعده بصوته ،

. يختار على الهوية المتخلفة ، وينتخب على الهوية المتخلفة ..أو بإغراءات مادية . ـ
والمسؤول مطالب باختيار الكوادر القادرة على تحريك عجلة الإصلاح إلى الأمام. في مسيرة الإصلاح نحتاج إلى الكادر المؤمن بالوطن ، والمثقف، و الممتلك التجربة ، والمقدرة القيادية والعلمية والفنية والإرادة والرغبة في العمل ونظافة اليد .. ، فالمسألة لاتتحمل التهاون أو التساهل ، أو مسك الذقون أو الرضوخ للمحسوبيات

وإنما لأهمية ممارسته لفعل وطني يرسم المستقبل له وللوطن ، والمواطن الإصلاحي ليس في لحظة إصلاحي وقومي وعروبيّ وفي لحظة أخرى عشائري وطائفي وإقليمي ،

اردنيون نحن نعشق الوطن ، و نرفض ان ينحني أمام أعدائه وتحدياتهم . فالاردن كان ومازال حاضنه الثورات وقلعة الاحراروبيت الهاشميين الذي شرع ابوابه امام الجميع منه انطلقت رصاصة الثورة العربية الكبرى التي منحت العرب هويتهم الاردن مهد الانبياء ومحط الرسل الاردن ، ملتقى للإسلام والمسيحية ، وحقلاً للخصب والبناء والعطاء والخير .
هذا هو الاردن . ولاخلاف بيننا ، مبدئياً ، على نزولنا إلى الشوارع والساحات للهتاف للوطن ، ولمسيرة الإصلاح ، ولرفع أعلام الوطن وصور القائد الذي اراد لهذا البلد ان كون كما يجب وكما احب اهله ،او الدعوة إلى التماسك الوطني في وجه دعوات الدم ،والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد ، والمدينة الواحدة ، والحي الواحد. ـ
لاخلاف بين ابنائه على المسيرات والاعتصامات وإقامة الندوات ، والمحاضرات ، والأمسيات الأدبية التي تستنهض الهمم لتفجير مزيد من العشق لهذا الوطن الرائع الجميل بتاريخه وبطبيعته ،وأناسه ، ومواقفه ، وصموده ، وقائده
. لا خلاف بيننا على إدانة أعمال الإرهاب ، والدعوة إلى متانة الخنادق وتعميقها في وجه جحافل العدوان التي تستهدف الاردن الكبير بقيادته وانسانه بعروبته ومواقفه وتاريخه وإبائه

كلنا اصلاحيون والإصلاح سلوك ، موقف ، ممارسة ، بناء ، تحد ، ومقاومة لكل إغراءات الفساد . في رأيي.. للبدء بإصلاح حقيقي .. لابد من القيام بتجريد الفاسدين من قدرات فسادهم ، ومن ثقافتهم ، والمتقاعسين في مواقع الوطن من تقاعسهم ، وفرز المزورين أينما كانوا ، ووضع المتنفذين في حجمهم الطبيعي ، وكشف هؤلاء المزايدين على الشرفاء .، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب

، إن كنا حقاً ننشد الإصلاح .. وسيقدم للداخل والخارج صورة الإصلاح المرتقبة . بصراحة .. في حياتنا اليومية نشكو جميعنا من أوضاع الخدمات وسوئها في مدننا وقرانا ، نشكو من أخطاء بعض القائمين على أمرها ، نشكو من فساد بعضهم ، ومن الفوضى التي تعبث بجمال مدننا وقرانا ، نشكو من المكاسب التي حققها بعضهم بوجوده في موقعه ، ونشكو من ضعف قدرات بعضهم الفنية
والثقافية ، والسؤال :من المسؤول عن وصول هؤلاء الذين نشكو منهم ؟!


نحن مسؤولون ، مواطنون ، وقيادات .مسؤولون كمواطنين ، قد نمنح أصواتنا دون أن نفكر بإمكانيات المرشحين ليكونوالمشرعين او المسؤولين و على أسس متخلفة ، أو على الأقل على أسس لاتتوخى الأفضل للموقع،والذي هو الأفضل لنا ، وللوطن..القيادات الوصائية مسؤولة مرتين ، في الأولى تجاهلها أحياناً الأسس الصحيحة في الاختيار
.. وفي الثانية عدم متابعتها لعمل هؤلاء الذين تسلموا مهامهم باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المقصرين والفاسدين منهم .
الاردن اليوم على خطّ رفيع جداً .. فإما السير نحو الأمام وإما وهنا يبرز التحدي وهنا ظهر الانتماءوالولاء المحبة والوفاء الصدق والرياءوتنعكس الشعارات والمزايدات عندما ياتيدور كل منا فياثبات هويته وحضوره
pressziad@yahoo.com