فيلا القمار في عبدون


اخبار البلد_ القمار ممنوع في الاردن رسمياً،الا ان هناك من يمارسه بشكل سري في فلل مغلقة في عبدون ومناطق مختلفة.

الفيلا مغلقة الشبابيك،وتصطف عشرات السيارات امامها،وفيها أثرياء يلعبون القمار،في جو خاص،ولايخلو هذا الجو من اشياء اخرى،ليس هنا محل ذكرها،ومثل الفيلا،اياها شقق في مواقع عدة.

اذ تصبح عمان مدينة،لاتعرف السلطات عما يجري فيها،او تتعامى عما يحدث فيها،فعلينا لحظتها ان نتوقع كل شيء،لان الكلام ساد سابقا،حول شقق الدعارة،ولم يتحرك احد،بل ان الرقيق الحريمي،متوفر في البلد،ولااحد يعرف كيف تم جلب هذه البضائع؟!.

فرق كبير بين الحرية الشخصية التي تجيز لك هتك حرمة بلد بأكمله،وبين تلك الحرية الشخصية المصانة بمعايير دينية واخلاقية ووطنية،لان النوع الاول من الحرية فيه استفزاز للناس ولضمائرهم ودينهم،وفيه ايضا استهزاء بوجدانهم.

اثير موضوع ترخيص الكازينو،مليون مرة،وتبين ان هناك تراخيص اخرى تم منحها،ووسط انشغالنا بالكازينوهات المرخصة،لم يفطن احد الى وجود كازينوهات غير مرخصة،ولو ضمن معايير اقل جودة للاعبي القمار في البلد!.

لعل السؤال الذي يوجه الى الجهات الرسمية،عما يعرفونه فعليا،بشأن مايجري في البلد،على هذا الصعيد تحديداً،ولماذا يتم التعامي عن اخطاء كارثية تهتك حرمة،وهي حالة تتسم بتعمد ترك الفساد ليكبر ويزيد، دون ان يكلف احد نفسه فتح هذا الملف.

تسمعون عن موظف حكومي ارتشى بألف دينار،تم زجه في السجن،لكن هل سمعتم يوماً عن القاء القبض على شبكة دعارة،هل سمعتم يوماً عن مداهمة شقة تتعاطى مهنة بيع اللحم،هل سمعتم يوماً عن القاء القبض على مقامرين في شقة او فيلا؟!.

هذا يعني ان الجهد ُمبدّد بأتجاهات اخرى،ولايريد عباقرة عّمان ان يصدقوا ان هذا النهش الاخلاقي للبلد،يؤدي الى مشاكل اجتماعية وسياسية وتربوية،ويؤدي الى تحطيم بنيوي كامل،فالقصة لاتقف عند حدود الحرية الشخصية.

مسؤول رفيع المستوى،وقد تقاعد اليوم،سألته وهو في موقعه عن قصص عبدة الشيطان في الاردن وتفشي الشذوذ الجنسي بين بعضهم،ووجود نواد وكوفي شوبات لهم،فقال انهم القوا القبض على مجموعة منهم،وتبين ان فيها ابناء نافذين ومتنفذين.

كل الطابق تمت لملمته خوفاً من ابائهم الكرام ومن الصوت العالي لمنظمات حقوق الانسان،بأعتبار ان ذلك من باب الحريات الشخصية.هكذا قال وسكت.ليته ماحكى ولا روى!.

الاصلاحيون الذي يصرخون ليل نهار ويخرجون ايضا في مسيرات الجمعة،عليهم ان يتذكروا ملف الاصلاح الاجتماعي والديني مرة واحدة،بدلا من الهتافات فقط ضد الحكومة والبرلمان،والمطالبة بقانون انتخابي.

يطلبون كل هذا،ومعهم حق في بعضه،لكنهم لايتذكرون انهم جميعاً ونحن معهم نقف على ارضية هشة.جرف هار.او اكثر خطراً.

حتى الدعوات للعقائد الفاسدة والضالة لايوقفها احد،اذ ان الدعوة للقاديانية الاحمدية في الاردن،جارية بسرعة مهولة،والدعوة لعقائد آسيوية ضالة تتم بقوة رهيبة تحت عناوين علم الطاقة والاتصال،وتتوالى الاختراقات لتحطيم بينة البلد.

فيلا القمار في عبدون ذكرتنا بكل الملفات الاخرى القريبة،وهي كلها ملفات تقول لك اننا قوم نسي اغلبنا تعريفه الاساس،كأنسان عليه واجبات وحقوق،وتعامينا جميعا،بما في ذلك من يوصف بالصالح منا،عما يجري في هذا البلد الطاهر.
بقلم ماهر ابو طير