بعد سنة من الحراك السياسي أحداث المفرق أول مواجهة واضحة بين عشيرة المليون وحزب المليون
عمر شاهين-مؤلم جدا ما حدث بين جماعة الإخوان المسلمين، والجماهير الغاضبة، من عشيرة بني حسن، اجتماعيا وسياسيا،وحتى أمنيا وللمرة الثالثة أقول أن الله يحفظ الأردن ويتدخل برحمته لمنع كوارث في مفصليات الحراك الأردني، التي جرى فيها الفض بالعنف. مرتان عبر جماهير المولاة واقصد 24 آذار و 24 كانون أول –المفرق – ومرة عبر الأمن العام في ساحة النخيل 15/7/2011 وأخرى مشتركة مع السلفيين في الزرقاء 15/4/2011.
ومن بين أربعة آلاف مسيرة واعتصام، يحدث اصطدام ، رئيس في أربعة، و هذا يظهر أن النظام الأردني لا يبدي خشية أو نية مبيتة للضرب الاعتصامات، بينما رأى أن تلك الأربعة تشكل خطرا على بنية الدولة، وكنت قد تحدثت طويلا حول أحداث الداخلية، والنخيل وسلفية الزرقاء، وكلها كان من الواضح أن الإخوان أنفسهم يدركون حتمية الاصطدام مع الدولة، فهم مشتركون اليوم في ثلاثة حالات تم استخدام العنف ضدهم.
ما حدث قدم دلالات واضحة سياسية وأمنية واضحة بدأت منذ 14اذار 2011 كان أهمها، ان الدولة تترك الحراك على مصراعيه،وتتدخل عندما تشعر بخطر احده، وان الأجهزة الأمنية من الاستخبارات والمخابرات تدرك اليوم سعة الحراك السياسي والشعبي ومدى مطالبه وقوته، ففي أحداث الداخلية والنخيل أنهى الدرك المهمة بسهولة بأقل من نصف ساعة، وكذلك في حالات عديدة، كان الدرك يفرق معظم النشاطات بيسر شديد،وصار من الواضح التالي.
هناك حراك عشائري وشعبي خرج من مناطق الفقر ، والمثقفين العارفين بسياسيات الخصخصة ، والتدخلات الأمنية،والفساد ويتنوع بين مطالبين بإصلاح، وبين حركات فردية تطالب بإصلاح النظام .
الحراك السياسي المنتمي للحركات اليسارية والقومية، المنفردة أو المتحركة بين المناطق الشعبية العشائرية، وظهر أن قوته في الإخوان المسلمين، أما بعد الطلاق الذي حصل بين القومين واليساريين والإخوان ثبت عدم وجود مد بشري يعطيه مدى تأثير للضغط السياسي، وهذه رؤية الدولة والشارع.
مشكلة الإخوان وجهاز المخابرات أننا مهما بلغنا من المتابعة السياسية، فلا نعرف ماذا يريدون تحديد وهذا بخلاف الحركات السياسية والشعبية، فالإخوان حركة أممية سيطرت اليوم على حكومات عربية بالأكمل، ولكنها في الأردن ما تزال تراوح بمكانها، فقد فشلت في تحرك الزرقاء واربد وهم أهم معاقلها، وفشلت في تذويب الجمود الفلسطيني، في المخيمات والذين رفضوا نهائيا التجاوب أو المشاركة معها أو مع غيرها في أي حراك ويجدون إنهم يريدون في إصلاح يقوده الملك فقط، وعندما انطلق الإخوان إلى المناطق العشائرية واجهوا فشلا واسعا.
أحداث المفرق قدمت دلالة سياسية واضحة بان القوى العشائرية لا يمكن تجاهلها، ومن يتعدى هذا البعد فسوف يواجه اصطدام واسع، وهذا يجب أن يؤخذ عند وضع قانون انتخاب، أو من يظن بأنه كحزب ممكن أن يشكل حكومة منتخبة حسب تقسيمه الحزبي، والعشائر تريد مجمعة على محاربة الفساد ولكن على عدم خطفه، ولديها دلالات بان الإخوان يهدفون لأكثر من ورقة الإصلاح.
ما حدث بالمفرق خطا ، ولكن من ذهب لهناك كان يعرف انه سيتوجه لمعركة وليس لمسيرة عابرة،وهذا جاء على لسان حمزة منصور نفسه، فالتحذير كان واضحا، وفوز الإخوان في حكومات مصر وتونس، اشعر الحراك السياسي والعشائري بالنفور باتجاه الإخوان، ولن ننس أن هناك تحريض كبير يتم باتجاه الإخوان المسلمين من قبل الحكومات والأجهزة الأمنية، والكتاب المعادين لها، وهذا ينعكس على الانطباع ضدها.
عندما يقول الشيخ زكي بني رشيد أو حمزة منصور بان صبر الشارع بدا ينفذ أو نرى تصريحات سياسية خطيرة باتجاه النظام على الإخوان أو غيرهم الا يظنوا أن الأردن ممكن أن تصبح مثل مصر ا غيرها، بل هناك تقسيمات واضحة لا يمكن تجاوزها، وانفلات الشارع الأردني لا يمكن أن يعود علينا بخير.
في المقابل علينا الاعتراف بان الإخوان المسلمين الأقوى في الشارع، حزبيا،وشعبيا ولا يمكن تجاوزهم أو صناعة مستقبل سياسي بدونهم، فعم الأكثر شعبية وتأهيلا ولديهم اليوم تنظيم لوجستي عالي المستوى.
مطلب الإصلاح موجود لدى الجميع وزمام الدولة ييد الملك ونخشى ان ينتقل الحراك من سلمي وتعبيري إلى اصطدامي داخلي، لذا يجب أن يضع الملك بنفسه مخرجا لهذه الأزمة فالشعب كله يريد إصلاحا يصنعه الملك بنفسه .
ما جرى بالمفرق هو أول مواجهة حقيقية بين عشيرة المليون وبين حزب المليون القادر على حصد أعلى الأصوات في عمان والزرقاء واربد وغيرها، فما هو الدرس لدى الجميع وعلينا أن نخلص من المصطلحات والتهم المعلبة من جميع الأطراف ونرى الأخر بأنه تمثيل حقيقي رغما عما نلقبه إياه لا نريد تكرار كلمات بلطجية وأجندة خارجية نريد مجلس نواب جديدي يثبت من هي القوى المنتخبة التي تتحدث باسم الشارع.
Omar_shaheen78@yahoo.com