"الغزالة رايقة" ليست الأولى.. تعرف على تاريخ السرقات اللحنية العربية
أخبار البلد - منذ إطلاقها في 23 ديسمبر/كانون الأول الماضي حققت أغنية "الغزالة رايقة" أكثر من 47 مليون مشاهدة خلال 3 أسابيع، فضلًا عن وجودها في المراكز الخمسة الأولى لقائمة يوتيوب للفيديوهات الموسيقية الأكثر رواجاً، ولا تزال تحصد مزيدا من المشاهدات عبر يوتيوب.
لكن خلال هذه الأيام الـ 18، تداول عدد من مستخدمي منصات التواصل اتهامات موجهة إلى الملحن إيهاب عبد الواحد بسرقة اللحن من أغنية صادرة عام 2019 للمغنيين الروسيين أليكس وروس. هذه الاتهامات التي رد عليها عبد الواحد بالنفي.
سرقة اللحن
ليست "الغزالة رايقة" أولى الأغنيات المتهمة بالسرقة الفنية، إذ لاحقت اتهامات السرقة والاقتباس والتشابه مع العديد من الألحان العربية، لكن ما هي السرقة الموسيقية؟ وما الفارق بينها وبين الاقتباس اللحني؟
تختلف سرقة الجمل الموسيقية عن اقتباسها وإعادة توزيعها. حالة الاقتباس تظهر في لحن أغنية "المذنب" Coupable للمغني الفرنسي جان فرانسوا ميشيل الذي اقتبس اللحن عام 1973 عن أغنية "حبيتك بالصيف" للأخوين رحباني بعدما غنتها فيروز عام 1971 في مسرحية "يعيش يعيش".
أما سرقة الألحان، فتكون باعتماد الإيقاع الموسيقي المستخدم في أغنية ما من دون الرجوع إلى صاحب العمل أو ذكره. وغالباً ما تعاد الجمل الموسيقية في حالات السرقة مع تغييرات طفيفة وتوزيع موسيقي يحاول تغطية اللحن الأصلي.
ووفقًا للمعيار الذي وضعته جمعية الموسيقيين لتقدير حالات السرقة اعتبرت ثبوت السرقة بعد نقل 4 موازير كاملة (المازورة هي الجملة الموسيقية).
ونسخ فنانون عرب وأجانب ألحاناً كاملة أو مقاطع موسيقية، دون الإشارة أو الرجوع لصاحب العمل الأصلي، وفي ما يلي بعض الأعمال الموسيقية الشهيرة المسروقة عن أعمال أخرى في العالم العربي.
ألحان عمرو مصطفى
لم يعترف الملحن المصري المعاصر عمرو مصطفى أبدًا باقتباساته الواضحة طوال مشواره الفني، كما لم يجد من يفتش عن مصدر هذه الألحان سوى بعض المتابعين المتيقظين رغم الاقتباسات التي أجراها إلى حد النقل الكامل من ألحان غربية وعالمية شهيرة.
فقد قدم مصطفى العديد من الأغاني الناجحة والتي حققت شهرة كبرى على مدار مشواره الفني، ولكنه ضرب رقمًا قياسيا في اقتباس الألحان، فقد قدم لحن أغنية "سهروني الليل" للمغني اللبناني راغب علامة عام 2001، لكنه نفس لحن أغنية "ارمي المنديل" التي غناها مصطفى قمر عام 1994.
وكذلك قدم لسميرة سعيد لحن أغنية "كل الأوقات" المقتبس بالمقدمة الموسيقية من أغنية جيسيكا سيمبسون "لا يُقاوم" Irresistible، وكذلك أغنية "علموني عينيك" للمطرب المصري محمد منير.
كما لاحقت اتهامات السرقة اللحنية الملحن مصطفى في أشهر أغنياته مؤخرًا "بشرة خير" لحسين الجسمي، والتي رأى البعض أنها مقتبسة بشكل كامل من أغنية هندية اسمها "Mundian To Bach Ke" أو "احذري من الشباب" للمطرب البريطاني من أصل هندي "بنجابي إم سي".
ألحان مسروقة لدياب
كما اقتبس مصطفى عددًا من الألحان التي قدمها لعمرو دياب، أشهرها لحن أغنية "صدقني خلاص" المنقول من أغنية ويست لايف الشهيرة "حبي" My love، وكذلك اقتبس المقدمة الموسيقية لأغنية "يا حبيبي لا" من المقدمة الموسيقية لأغنية "7 أيام" 7Days لكريج ديفيد، وأغنية "الليلة دي" المنقولة من أغنية "تمايلي" (Sway) لميشيل بوبليه.
لم تقتصر الألحان المسروقة التي غناها دياب على الموسيقى الغربية فقط، بل امتدت إلى الموسيقى العربية، حينما اقتبس لحن زياد رحباني لفيروز في أغنية "سألوني الناس" مع تسريع بسيط وإضافة بعض الإيقاعات في التوزيع لينتج لحن "إنت ما قلتش ليه" الذي قدمه عام 2003.
نبش في الأغاني القديمة
في أغنية "ويلي يا هوى" لنوال الزغبي، استخدم الملحن محمد رحيم وكذلك الموزّع حميد الشاعري جملة موسيقية كاملة مسروقة من مقدمة لحن أغنية "حلوة يا بلدي" للمغنية داليدا، التي غنّتها للمرة الأولى عام 1979، قبل أن يستنسخ اللحن بشكل واضح في أغنية الزغبي الصادرة عام 2002 في ألبوم "إللي تمنيته".
للمرة الثانية يشترك رحيم والشاعري في سرقة موسيقية أخرى، لكن مع المغنية شيرين وجدي ومقدمة أغنيتها "تحلف لي" الصادرة عام 2011، لكن هذه المرة مع سرقة لمقدمة قصيدة "قارئة الفنجان" للمطرب عبد الحليم حافظ الصادرة عام 1960 من ألحان محمد الموجي.
مرة ثالثة يتورط الملحن رحيم في سرقة موسيقية لكن مع لحن آخر للمغنية اللبنانية ميريام فارس وأغنية "شو بحب" عام 2012، لكن اللافت أن اللحن المسروق جديد نسبيًا وهو لحن أغنية "بالقلب خليني" للملحن اللبناني جان ماري رياشي الصادرة عام 2006 في ألبوم "اعتزلت الغرام" لماجدة الرومي.
أغان عالمية تسرق من العربية
لم يكن موضع الموسيقى العربية موضع السارق على الدوام، فقد سُرقت بعض الألحان العربية لتوضع جمل موسيقية منها في أغنيات عالمية حققت نجاحاً كبيرًا.
ومن أبرز الألحان المسروقة من الأغنيات العربية ما يمكننا ملاحظته في لحن أغنية "بابي" Papi لجنيفر لوبيز الصادرة عام 2011، والتي سرقت لحن أغنية "كده رضا" للمطرب هشام عباس والتي لاقت نجاحاً كبيرًا بالتزامن مع عرض الفيلم الذي يحمل نفس الاسم عام 2007.
كما تشابهت أغنية مغني الراب الأميركي "جاي زي" في جملة موسيقية مميزة مع ألحان وتوزيع الموسيقار والملحن المصري بليغ حمدي، ليضعها جملة إيقاعية مكررة في أغنيته "قواد كبير" (Big Pimpin) فهي مأخوذة من أغنية "خسارة" لعبد الحليم حافظ من فيلم "فتى أحلامي" 1957، وبعد إنتاج الأغنية حاول ورثة حمدي مقاضاة "جاي زي" الذي قال إنه استمع لهذه القطعة عبر أسطوانة مجهولة المصدر وظن أنها ملكية عامة، وحاول تسوية الأمر بدفع مبلغ 100 ألف دولار للشركة منتجة الفيلم وورثة الملحن المصري.