وفد مركزية «فتح» يصل إلى بيروت استكمالا للحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني في دمشق
أخبار البلد ــ وصل الى لبنان قادما من دمشق عن طريق البر، وفد من قيادة حركة «فتح» برئاسة أمين سر اللجنة المركزية اللواء جبريل الرجوب وأعضاء اللجنة المركزية، روحي فتوح وأحمد حلس، وسمير الرفاعي مسؤول الأقاليم الخارجية للحركة، سفير دولة فلسطين في سوريا، وذلك لاستكمال اللقاءات التمهيدية مع الفصائل الفلسطينية لعقد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله المقرر ما بين 20 و23 يناير /كانون الثاني الجاري، بعد انقسام فلسطيني حاد حول انعقاده وتوقيته في ظل تعثر السير قدما في المصالحة الوطنية وطي صفحة الخلافات بين «فتح» و«حماس».
وأنهى وفد «فتح» زيارته إلى العاصمة السورية، دمشق، التي بدأها الخميس الماضي، حيث وصل مساء الثلاثاء إلى العاصمة اللبنانية بيروت لعقد لقاءات فلسطينية والاجتماع مع الرؤساء اللبنانيين.
والتقى الوفد «الفتحاوي» خلال زيارته دمشق، وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد، وسلمه رسالة من رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إلى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، حول تطورات الأوضاع في فلسطين. وأكدت الرسالة عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، والرغبة في تعزيز العلاقات الأخوية بين دولة فلسطين والجمهورية العربية السورية.
وبحث الطرفان خلال اللقاء، آليات تعزير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسُبُل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات.
حضر اللقاء عن الجانب السوري نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور بشار الجعفري، مدير إدارة الشؤون العربية، وعثمان صعب ورؤى شربجي من مكتب الوزير.
وعلمت «القدس العربي» أن وفد حركة «فتح» سيلتقي في بيروت خلال الساعات المقبلة، الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» زياد نخالة، وقيادة «الجبهة الديمقراطية» برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان، للبحث في تطورات القضية الفلسطينية والتحضير لانعقاد المجلس المركزي الفلسطيني.
ويأتي هذان الاجتماعان في لبنان استكمالا للقاءات التي عقدها وفد اللجنة المركزية في دمشق، مع ثلاثة فصائل فلسطينية منضوية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وتحديدا مع كل من «القيادة العامة» برئاسة الأمين العام الدكتور طلال ناجي، و«الجبهة الشعبية» برئاسة مسؤول الخارج ماهر الطاهر، و«منظمة الصاعقة» برئاسة الأمين العام الدكتور فرحان أبو الهيجاء، حيث بحث معهم الموضوع نفسه واهميّته كنقطة انطلاق لعمل سياسي في إطار منظمة التحرير وتطويرها وجمع كل الفصائل في إطار منظمة التحرير.
وأكد الفريق الرجوب في مؤتمر صحافي أنّ «زيارة وفد الحركة إلى سوريا ولبنان تهدف إلى التباحث مع القيادات الفلسطينية لتفعيل منظّمة التحرير الفلسطينية، المُمثّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على أُسس ديمقراطية لها علاقة بتفعيل الفلسطينيين في الداخل والشتات، والفصائل التي تُشكّل النواة الصلبة التي يجب أنْ تتقاطع على هوامش ومساحات اللقاء، وليس على هوامش التعارض».
المصالحة الفلسطينية
وأشار إلى أنّه «جرى بحث عقد اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني وما يتعلّق بالمصالحة الفلسطينية، لأنّنا نُريد دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وتحرير الأسرى وحق عودة اللاجئين، رغماً عن كل العالم».
وشدّد على «حرص «فتح» على التواصل والحوار مع كل الأطراف الفلسطينية للتوصّل إلى موقف قوي يدافع عن الحقوق الفلسطينية على الساحتين الإقليمية والدولية».
وأوضح الرجوب أنّه «تمَّ تسليم رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد، حول آخر التطوّرات المُتعلّقة بالقضية الفلسطينية في ظل تمادي العدوان والاعتداءات الإسرائيلية». وقال الرجوب «خلال اللقاءات مع الجبهة الشعبية والقيادة العامة والصاعقة، في دمشق، قدمنا رؤية استراتيجية لها علاقة بالمخرجات السياسية والتنظيمية وفق لقرارات اللجنة المركزية والمجلس الثوري لحركة «فتح» موضحا أن «التوافق مع فصائل المنظمة لن يكون على حساب الفصائل الأخرى خارج إطار المنظمة، إنما يؤسس لحوار شامل مع تلك الفصائل».
إنهاء الانقسام
وأكدت مصادر الفلسطينية أن الفصائل الفلسطينية تجاوبت مع مساعي وفد «فتح» وأكدت على ضرورة وأهمية هذه الاتصالات من أجل إنهاء الانقسام ووحدة الموقف الفلسطيني في مواجهة التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية، لكنها رفضت المشاركة في اجتماعات المجلس المركزي في انتظار خطوات جادة على طريق ترتيب البيت الفلسطيني العام، والعمل على إعادة بناء «المنظمة» وتفعيل مؤسساتها واستكمال انتخاب المجلس الوطني بحيث يضم الكل دون أي استثناء كخطوة أولى على طريق إتمام المصالحة الوطنية ومشاركة الجميع في القرار الفلسطيني.
وكانت حدة الخلافات بين «فتح» و«حماس» قد تفاقمت خلال الأشهر الماضية على خلفية إصدار الرئيس محمود عباس(30 نيسان 2021) مرسوما بتأجيل الانتخابات الفلسطينية رسميا لحين ضمان عقدها في القدس، على خلفية منع إسرائيل التحضير للانتخابات وإجرائها فيها.
واعترضت»حماس» على لسان رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية على قرار التأجيل، واعتبرت أنه» غير مقنع على الإطلاق» وأنه «يمثل انقلابا على مسار الشراكة والتوافقات الوطنية، ولا يجوز رهن الحالة الوطنية كلها والإجماع الشعبي والوطني لأجندة فصيل بعينه». وكذلك اعترضت «الجبهة الشعبية» و«المبادرة الوطنية» برئاسة مصطفى البرغوثي، فيما أعلنت «الجهاد الاسلامي» في وقت سابق مقاطعتها للانتخابات في الاساس، «لانها تجري تحت حراب الاحتلال». مصادر فلسطينية مقربة من حركة «فتح»في لبنان أكدت لـ«القدس العربي»على أن سلسلة الاتصالات مع الفصائل الفلسطينية في دمشق وبيروت جاءت من أجل التحضير لعقد اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، والبحث في تفعيل مؤسّسات منظّمة التحرير الفلسطينية، وتحصين الموقف الداخلي في مواجهة التطوّرات المحدِقة بالقضية الفلسطينية، وعدم وجود أي آمال لتحقيق سلام عادل معها، مع استمرارها بعدوانها واعتداءاتها والتوغّل الاستيطاني.
ملفات كثيرة سيطرحها وفد حركة «فتح» على القيادات الفلسطينية واللبنانية خلال الساعات المقبلة في بيروت، وأبرزها ملف المصالحة الفلسطينية والدعوة لمشاركة الفصائل باجتماعات المجلس المركزي، كما سيطلع الوفد الرؤساء اللبنانيين على آخر تطورات الأوضاع على الساحتين الفلسطينية والعربية.
القدس العربي