اليمن: الأمن يقتل 9 متظاهرين يطالبون بمحاكمة صالح

قالت مصادر طبية إن تسعة متظاهرين قتلوا أمس في أحد أحياء جنوب العاصمة اليمنية صنعاء برصاص قوات الأمن وموالين للرئيس علي عبدالله صالح.
وأصيب عشرات المتظاهرين بجروح عندما أطلقت قوات الأمن ومسلحون النار فضلا عن الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لعرقلة تقدم عشرات الآلاف من المشاركين في تظاهرة للمطالبة بمحاكمة صالح، بحسب شهود ومصادر طبية.
وقال شهود إن قوات موالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح أطلقت النيران في الهواء لمنع عشرات الآلاف من المحتجين المطالبين بمحاكمة صالح من الاقتراب من مقره في العاصمة اليمنية صنعاء أمس.
وأضافوا أن القوات الموالية لصالح أطلقت أعيرة نارية بعد وصول مسيرة انطلقت منذ أيام من مدينة تعز الجنوبية الى العاصمة وكان المحتجون يرددون خلالها شعارات ترفض منح صالح الحصانة.
وكان المحتجون يشيرون الى تعهد بمنح صالح حصانة من المحاكمة لدوره في أعمال العنف لكبح شهور من المظاهرات ضد حكمه الذي امتد 33 عاما.
ويهدف الاتفاق الذي صاغته دول مجلس التعاون الخليجي الى إبعاد صالح عن السلطة والحيلولة دون نشوب حرب أهلية في بلد يشهد اختراقا متناميا من تنظيم القاعدة ويقع قرب ممرات بحرية رئيسية لنقل النفط.
ووفقا للاتفاق نقل صالح سلطاته الى نائبه ومن المقرر أن تقود حكومة مؤقتة البلاد صوب انتخابات رئاسية لاختيار من يحل محله في شباط (فبراير) وأن تفصل قوات ميليشيات موالية لصالح عن الميليشيات الموالية للزعماء القبليين ووحدات الجيش المتمردة في صنعاء وأماكن أخرى.
وردد المحتجون وكثير منهم شبان هتافات منددة باتفاق الحصانة الذي وافق عليه ائتلاف لأحزاب المعارضة المشارك في الحكومة المؤقتة.
وقال شهود إن قوات موالية لصالح انتشرت عند مداخل الشوارع المؤدية لمجمعه لمنع أي محاولات من جانب المحتجين للاقتراب منه.
وتستخدم القوات الموالية لصالح أيضا الغاز المسيل للدموع في محاولة لإعادة المحتجين في حي السبعين في العاصمة.
وفي وقت لاحق من أمس تراجعت المسيرات وتوجهت ناحية ساحة التغيير وهي نقطة تجمع للاحتجاجات التي بدأت في كانون الثاني (يناير).
وجرى نشر الدبابات والقوات والمركبات المدرعة حول المجمع الرئاسي.
ويريد المحتجون تطهير الحكومة من أعضاء أسرة صالح التي ما تزال تتقلد مناصب رئيسية في الجيش وقوات الأمن.
ومن شأن اتفاق نقل السلطة إذا تماسك أن يجعل صالح رابع زعيم يتخلى عن السلطة بعد احتجاجات حاشدة أعادت رسم الخريطة السياسية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
من جهة أخرى،  قال مصدر أمني إن طائرة أميركية بدون طيار قتلت قريبا لزعيم تنظيم القاعدة في اليمن في أحد معاقل التنظيم بالبلاد.
وقال مقيمون في بلدة زنجبار بمحافظة ابين بجنوب اليمن إن طائرة بدون طيار هاجمت أحد أحياء البلدة التي يسيطر عليها المتشددون الإسلاميون مساء الخميس الماضي.
وقال مصدر أمني إن الرجل هو قريب ناصر الوحيشي اليمني الذي يقود جناح القاعدة في جزيرة العرب. وكان الوحيشي يوما المساعد الشخصي لأسامة بن لادن في أفغانستان.
وعززت القاعدة من وجودها في المناطق النائية بجنوب اليمن هذا العام مستغلة الاضطرابات الناجمة عن احتجاجات ضد الرئيس علي عبدالله صالح استمرت عدة أشهر.
ولم يذكر المصدر الأمني تفاصيل بشأن علاقة الرجل القتيل بزعيم القاعدة لكنه قال إنه ليس شقيقه أو من أفراد أسرته المقربين.
وأكد مسؤول محلي وقوع هجوم بطائرة بدون طيار لكنه قال إنه لا يعرف مَن كان مستهدفا به.
ولم ترد أي أنباء عن مقتل أي من قيادات المتشددين على المواقع الإسلامية التي تعلن فيها القاعدة مثل هذه الأنباء.
وشهدت محافظة ابين تصاعدا في أعمال العنف هذا الأسبوع حيث وقعت اشتباكات بين القوات الحكومية وإسلاميين وقال مسؤولون إن نحو 50 قتيلا سقطوا في هذه الاشتباكات معظمهم من الإسلاميين.
وذكر مصدر عسكري أن ثلاثة جنود وستة متشددين قتلوا في زنجبار خلال عملية عسكرية في المدينة كما قتل ثمانية متشددين في غارة جوية على مدينة جعار القريبة.