أحداث المفرق .. من المسؤول؟
قناعتي بان حرية التعبير مصانة، ومحمية، لا تعني تبرئة جماعة الاخوان المسلمين، وذراعها السياسي حزب جبهة العمل الاسلامي، من مسؤولية ما حدث من توترات يوم الجمعة الفائت في مدينة المفرق.
والقناعة بان الجميع مسؤولون عن امن الوطن، تفرض على الحركة الاسلامية بشكل عام تقدير الاوضاع جيدا، والتصرف بحكمة وعقل ، وليس باسلوب التحدي والرغبة ب» استعراض العضلات» وتحدي المجتمع المحلي.
فالمفرق ـ المدينة والمحافظة ـ منطقة ذات خصوصية يعرفها الجميع. وعبرت قياداتها الشعبية مبكرا عن تلك الخصوصية من خلال رفضها التحول الى مسرح للتظاهرات. دون ان تقلل تلك الرغبة من حرصها على الاصلاح. ووجهت تلك القيادات رسائل بهذا المضمون الى جماعة الاخوان ، وحزب جبهة العمل الاسلامي . الا ان رد الجماعة لم يكن بمستوى الوعي لخصوصية المنطقة ، وبالتالي جاء على شكل نوع من التحدي وادى الى تلك النتيجة التي نحمد الله انها توقفت عند هذا الحد.
فالتطورات المتسلسلة تشير الى انه كان على « الجماعة» ان تلغي المسيرة موضوع البحث. بعد ان وجه لها شيوخ المنطقة رسالة تحذرهم من تبعات الاستمرار في تنظيم المسيرة.
مبررات ذلك ان محافظة المفرق ـ وان كانت تتميز بالتدين ـ الا ان انصار جماعة الاخوان المسلمين وحزب جبهة العمل الاسلامي هناك لا يصل عددهم الى مائتي شخص. وبالتالي فهم اقلية في منطقة يغلب عليها الطابع العشائري، وتتسع فيها دائرة الحزبية من التيارات الوسطية. وفي الوقت نفسه فإن المحافظة التي تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين تفرض عليها تلك الخطوة التعقل ورفض اية اثارة او احتكاك غير مبرر.
ومن المبررات ايضا الرسالة التي وجهت الى الجماعة مبكرا والتي ترفض المسيرة موقعة من شخصيات شعبية لها تأثيرها الواسع. وتعبر عن التوجهات الفعلية للمواطنين هناك. وتشير بكل وضوح الى ان مثل تلك المسيرات تستفز الشارع المفرقاوي.
ما حدث يكرس القناعة بان الحركة الاسلامية التي حاولت التفرد في قيادة الحراك الشعبي ، وخسرت الكثير بسبب ذلك، قد طورت من اسلوبها باتجاه ممارسة التحدي مع الشارع. مع انها تقدم نفسها كحركة اصلاحية راشدة.
والاخطر من ذلك انها انقادت وراء تقديرات خاطئة نتمنى ان تكون قد انتهت عند ما حدث في المفرق. وبحيث لا تستمر في سياسة المناكفات التي كانت واضحة في تصريحات المراقب العام للجماعة الدكتور همام سعيد ، التي اكد من خلالها ان مسيرة المفرق ستنطلق مهما كانت النتيجة. وتصريحات الشيخ حمزة منصورالتي اتهم فيها بعض الجهات بمحاولة زرع الفتنة بين أهل المفرق والحركة الاسلامية.
حيث توقعنا ان لا يلجأ المراقب العام الى اسلوب المناكفة في التعاطي مع ملف كهذا.
اما بالنسبة لتصريحات الشيخ حمزة منصور بخصوص الفتنة ، وعلى الرغم من اختلافنا معه فقد توقعنا ان يعالج تلك الفتنة المزعومة بحكمة الشيوخ. لا ان يصب عليها الزيت .