...الأَلفُ بِأُفٍ؟!!


الحمد لله الذي أعلنً لعنةً اليهود في كتابه الكريم ، فقال :( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ) وجعلنا نتبرأ منهم كل يوم ، في الصلاة في أم الكتاب الفاتحة ، فقال : (اهدِنَــــاالصِّرَاطَ المُستَقِيمَ(6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ(7)) وهم يهود الرجس عليهم من اللعنة ما يستحقون ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، الذي بشرنا بالنصر المبين عليهم ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : { لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ , فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ , حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ , فَيَقُولُ الْحَجَرُ وَالشَّجَرُ : يَا مُسْلِمُ , يَا عَبْدَ الله هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي , فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إلا الغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُود } .
قرار صدر بمرسوم إلهي في كتابه الكريم في صدر سورة الاسراء ، يقضي بإسلامية بيت المقدس بصفة خاصة ، وفلسطين بصفة عامة .
هذا القرار الرباني ، لا يقبل النقض ، ولا الاستئناف ، ولا التحريف ، ولا التبديل ، وسيبقى هذا القرار نافذًا – إن شاء الله – إلى أن يرثَ اللهُ الأرضَ وما عليها ، رغم شراسة الاعتداءات اليومية على القدس والأقصى لتهويدهما .
أذكِّركم ، أنه وقبل أكثر من خمسين عاما ، وقف رئيس وزراء إسرائيل الهالك " بن غوريون " في هيئة اللمم ، بعد أن اعترف العالم أجمع بالغدة السرطانية الخبيثة ، التي تسمى بدولة اسرائيل والتي أعلن قيامها فوق ثرى فلسطين الطاهر المبارك ، وفوق مسرى الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – وقف رئيس هذه الغدة السرطانية المدمرة ، ليعلن للعالم كله عقيدة اليهود في فلسطين ، وأتمنى أن تعرف الأمة هذه العقيدة ، لتعلم يقينا أن اليهود لا يتكلمون في مؤتمرات أو مفاوضات ، إلإ من خلال عقيدتهم الباطلة التي يجلونها ويحترمونها ، في الوقت الذي تنكَّر أهل الحق للحق ، الذي من أجله خلق الله السماوات والأرض وما عليها .
قال بن غوريون : " قد لا يكون لنا في فلسطين حق من منطلق سياسي ، أو قانوني ، ولكن لنا في فلسطين الحق من منطلق ديني ، فهي أرض الميعاد ، التي وعدنا الله ، وأعطانا الله إياها من النيل إلى الفرات ، وإنه يجب الآن على كل يهودي أن يهاجر إلى أرض فلسطين ، وكل يهودي لا يهاجر إلى إسرائيل بعد إقامتها أن يعلم أنه مخالف للتوراة ، وأنه يكفر كل يوم بالدين اليهودي ".
ثم قال : " لا معنى لفلسطين بدون القدس ، ولا معنى للقدس بدون الهيكل ، ولا معنى لقيام دولة إسرائيل بدون فلسطين " .
وحتى تعلموا يقينا أن هذه عقيدة ، لا تتبدل ، ولا تتغير بتغير رؤساء الوزراء ، فهذا ما أصَّله رئيس وزراء إسرائيل الحالي " النتن ياهو " يوم أن نجح في الانتخابات ، فقال :" لقد صوت اليهود أخيرا للتوراة . ثم قال فوضَّ فوه ، وبمنتهى الصراحة والوضوح : " لا مجال للحديث في أي مفاوضات عن تقسيم القدس فإن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل " .
الصراع بيننا وبين اليهود ، ليس صراعَ أرضٍ وحدود ، ولكنَّه صراعُ عقيدةٍ ووجود ، وصدق الله العظيم إذ يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }
إنَّ لِمسرى ومعراج الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم – والقدس طريقًا واحدًا ، لن تصل الأمة إليه إلا من خلاله ، ولو عاشت آلاف السنين ، هذا الطريق الذي سلكه الصحابة الأخيار– رضي الله عنهم- عند فتحهم للقدس – عمر بن الخطاب ،وأبو عبيدة ، وشرحبيل بن حسنة ، ومعاذ بن جبل – رضي الله عنهم أجمعين – وهو الطريق الذي سلكه مولانا صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – الذي جمع الغبار من معاركه ، وأوصى أن تكون وسادة له في قبره ، حتى إذا ما حُوسب قال للملائكة : هذا الغبار كان في سبيل الله !!
يدخل العرب ، والمسلمون فلسطين ، وبيت المقدس ، يوم يرون رجلاً كصلاح الدين الأيوبي ، الذي كان وهو على فرسه ، يقود المعركة وقلبه يدق خشوعا لله رب العالمين ، خوفا من غضبه ، ورجاء في عفوه ، الذي كلما رأى الصليبيين يهجمون ، ويتقدمون ، وتندحر قوات المسلمين أمامهم ، يصرخ و بأعلى صوته :" كذب الشيطان ، كذب الشيطان " ويعود المسلمون مرة أخرى إلى الهجوم . يدخل العرب والمسلمون فلسطين وبيت المقدس ، يوم يرون رجلا كصلاح الدين الأيوبي ، الذي أعلن صومه وامتناعه عن الطعام والشراب ، فلمَّا سُئِل عن سبب ذلك وأنه يضعفه ، قال :" كيف لي أن أهنأ بالطعام والشراب والمسجد الأقصى ، والقدس أسيرين في يد الصليبيين ، ولِي أخوة في الله يذبحون في بلاد الإسلام في أُولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
وصلَ مولانا صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – نبأً مفاده : أن القائد الفرنجي " أرناط " حاكم الكرك ، يقطع الطريق على حجاج بيت الله الحرام ، فيقتل النساء والأطفال والشيوخ ، وهو يقول لهم : قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم ، اطلبوا منه أن يغيثكم ويخلصكم .
واستطاع رجل من المسلمين ، أن ينجوَ بنفسه ، ويذهبَ إلى صلاح الدين ويخبرَه بما حدث . فماذا كان موقفه ؟ اعتزل في بيته ، وأخذ يبكي بكاء الثكلى على وحيدها يومين كاملين ، وهو يقول :" يا ربِّ يا ربِّ ، هل تسمح لي أن أنوب عن رسولك محمد – صلى الله عليه وسلم – في الدفاع عن أمتك ؟ وما زال يكررها حتى اليوم التالي ، ثم أعدَّ جندَه ، ثم قام فيهم خطيبًا ، وكان مما قال :" يا جندَ محمدٍ - صلى الله عليه وسلم – إنَّ أرناط حاكمُ الكرك ، قد علا وتجبَّر في الأرض ، وقتلَ حُجَّاجُ بيت الله الحرام ، وسفك دماء الأطفال ، والنساء ، وهو يقول :" قولوا لِمُحمَّدِكم أن يدافع عنكم "، وأنا وهبت نفسي ، وروحي لأنوبَ عن سيدي رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم – في الدفاع عن أمته ، ولأقصَّ رقبتَه ، فمن أراد الذهاب معي ؟ فليلحقني ، فقال الجندُ كلُهم أجمعون وبصوتٍ واحدٍ : كلُّنا فداءٌ لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعندما دارت رحى المعركة – معركة حطين – وانتصر فيها مولانا صلاح الدين – رحمه الله – وأسر أرناط قال له صلاح الدين : أنت الذي كنت تقول لمن كنت تقتل من حجاج بيت الله الحرام : "قولوا لمحمدكم أن يدافع عنكم ؟ قال : نعم فأجابه صلاح الدين : وأنا العبد الفقير إلى الله الذي تراه أمامك ، قد ناب عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الدفاع عن أمته وقصِّ رأسك ، ثم قام وقصَّ رأسه ، ثم سجد لله ، وقبَّل الأرضَ شكرًا لله على هذا الانتصار !! رجل ما كان مستكبرا ، ولا كذابا ، ولا مدعيا ، وعند نهاية حروبه مع الفرنجة ، قال قولته المشهورة : { لن يعودوا لفلسطين ما دمنا رجالا } .
أقول لك يا صلاح الدين : " عُذرا وألفَ عذرٍ ، لقد خذلناك ، لست كما وصفتنا ، ولهذا عادوا ، وهاهم في فلسطين يسرحون ويمرحون ، ويهنئون ، ولا يهمهم الملايين من أمتنا ، فأنت ورجالك الواحد منكم بألف ، ونحن بعد أن أضعنا الصلاة ، واتبعنا الشهوات ، صار الألف منا بأف .
وااخجلي يا صلاح الدين بل ويا عيباه
حرَّرْت القدسَ فضيعناه ، ورفعتَ الرأسَ فنكسناه
وبك اعتزَّ التاريخُ وتاه ، وبنا دمعتْ عيْناه
وااخجلي يا صلاحَ الدين بل ويا عيباه
علَّمتَ العالمَ أنَّ المُسْلِمَ لا يخشى إلا الله
أمَّا نحنُ فعلَّمنَاهُ أنَّ المُسلِم
يخشى كلَّ الدنيا إلا الله
وااااااااااخجلي يا صلاح الدين بل ويا عيباه