هل السلطة الفلسطينية في خطر؟
اخبار البلد -
للمرة الثانية في أقل من أسبوعين؛ يطلق وزير خارجية الاحتلال يائير لبيد، تصريحات سياسية يعلق فيها على لقاء عباس - غانتس في مقر إقامة الأخير في رأس العين، إحدى البلدات الفلسطينية المحتلة عام 48.
لبيد أكد أنه لا مفاوضات مع السلطة وأركانها حتى بعد استلامه لرئاسة الوزراء بالتناوب مع نفتالي بينيت، موضحا أن لقاء عباس - غانتس كان لتعزيز مكانة السلطة الفلسطينية والتنسيق الأمني معها، وأنه لا يشكل مدخلا لخطوة سياسية مهمة.. لبيد في وقت سابق علق على لقاء عباس - غانتس بالقول إنه مهم لأمن "إسرائيل".
لبيد رئيس الوزراء المستقبلي للعامين القادمين؛ ربط بين أمن "اسرائيل" وتعزيز مكانة السلطة والتنسيق الأمني؛ فهو لا يرى في السلطة أكثر من ذلك من حيث الجوهر، مؤكدا انه سينهي حقبته كرئيس للحكومة دون مفاوضات أو حوارات مع السلطة، ما يعني حكماً بأن المهلة التي قدمها الرئيس عباس لقادة الكيان الاسرائيلي والمقدرة بعام اعتبارا من شهر أيلول/سبتمبر الماضي 2021 ستنقضي دون أي تغيرات في سياسة "إسرائيل" تجاه السلطة للتعاطي مع تهديدات الرئيس عباس التي قدمها أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
خارطة الطريق باتت واضحة أمام الرئيس عباس، وأمام لبيد رئيس الوزراء المقبل للكيان الإسرائيلي؛ فما سيقدمه الكيان الإسرائيلي للسلطة سيقتصر على القليل الذي يساعدها على البقاء وأداء مهامها الأمنية، مقابل حمايتها من الانهيار او توسع سلطة المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية.
معادلة قديمة لا جديد فيها.. لن توقف الاستيطان، ولن ترفع من المستوى الاقتصادي للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته لن توقف التحولات الجوهرية والعميقة في بنية المقاومة الآخذة في الاتساع داخل الضفة الغربية، وحالة التفكك والانهيار في خطاب ونفوذ السلطة؛ فلا شيء تغير، وفي المقابل لا شيء سيتغير في المسار المستقبلي الصاعد للمقاومة في الضفة الغربية وللتحولات العميقة المتوقعة لفترة ما بعد الرئيس عباس، فقادة "إسرائيل" لا يملكون إلا الوهم ومزيد من الفراغ لملء المشهد لما بعد عباس.