أخطر من أوميكرون.. أحدث المعلومات عن متحور فرنسا
أخبار البلد - بينما يتصارع العالم مع متغير أوميكرون، النسخة شديدة التحور من فيروس كورونا، حدد العلماء سلالة جديدة في جنوب فرنسا
النسخة الأحدث من الفيروس المسبب لكورونا SARS-CoV-2 ظهرت لأول مرة قبل نحو شهر في فرنسا، لكن الباحثين أرجأوا الإعلان الرسمي حتى ظهور حالات أخرى وجمع معلومات عن المتحور.
الإعلان عن المتحور الجديد يأتي في الوقت الذي قال فيه وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، إن "البلاد تتوقع أن تشهد أعدادًا يومية أعلى من الإصابات الجديدة بكورونا".
في الأسبوع الماضي، شهدت فرنسا 4 أيام متتالية من الأرقام القياسية للحالات الجديدة التي تجاوزت 200000، وسط توقعات أن العدد أن يرتفع العدد إلى 300 ألف إلى 400 ألف خلال الأيام المقبلة.
"العين الإخبارية" تستعرض أهم المعلومات المتاحة عن متحور فرنسا طبقا لما أعلنه الباحثون والمسؤولون في الدولة.
ما هو متحور فرنسا؟
اكتشف باحثون فرنسيون نوعًا جديدًا من فيروس "كوفيد-19"، وأطلقوا عليه مؤقتًا اسم "IHU".
ويعتقد الباحثون أن المتغير الجديد، ويرمز إليه B.1.640.2، أصاب نحو 12 شخصًا في فرنسا حى الآن.
وكشفت دراسة أولية صدرت في 29 ديسمبر/كانون الأول، وأجريت بدعم من الحكومة الفرنسية لكن لم تتم مراجعتها بعد، أن المتحور الجديد يحمل 46 طفرة و37 حذف.
علق فيليب كولسون، من معهد IHU Mediterranee Infection بمرسيليا: "هناك 12 مصابًا بفيروس كورونا يعيشون في نفس المنطقة الجغرافية في جنوب شرق فرنسا، وأظهر اختبار qPCR أن الطفرات المرتبطة بالمتغير مجموعة غير نمطية".
ومع ذلك، من السابق لأوانه التكهن بالسمات الفيروسية أو الوبائية أو السريرية لمتغير IHU بناءً على هذه الحالات فقط، وفقا للطبيب.
كيف تم اكتشاف متحور فرنسا؟
وفقًا للدراسة، فإن الحالة القياسية صفر (المريض الأول) هي لشخص بالغ من دولة الكاميرون جرى تطعيمه ضد الفيروس التاجيي، وعاد إلى مدينة مرسيليا جنوب فرنسا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد رحلة إلى الكاميرون.
وذكرت الدراسة أنه بعد 3 أيام من عودة الشخص ظهرت عليه أعراض تنفسية خفيفة، لذا فإن الخبراء يفترضون أن المصاب نقل المتحور الجديد من الكاميرون، البلد الواقع في وسط فريقيا، إلى فرنسا.
وقال كولسون إن "عينة العائد الكاميروني من البلعوم الأنفي التي تم جمعها في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني 2021 كشفت عن مجموعة غير نمطية لا تتوافق مع نمط متغير دلتا المتضمن في جميع إصابات SARS-CoV-2 تقريبًا في ذلك الوقت، ولاحقًا مع أوميكرون أيضًا".
وأظهرت عينات الجهاز التنفسي التي تم جمعها من 7 مرضى آخرين إيجابيين لكورونا (بالغان و5 أطفال أقل من 15 عامًا) يعيشون في نفس المنطقة الجغرافية نفس المجموعة من الطفرات التي تم فحصها بواسطة qPCR.
تم إرسال عينات الجهاز التنفسي من هؤلاء المرضى الثمانية إلى مستشفى جامعة معهد ميديتيراني لتسلسل جينوم SARS-CoV-2 على النحو الموصى به من قبل سلطات الصحة العامة الفرنسية.
مما يتكون متحور فرنسا؟
أدت الاختبارات الإضافية إلى تحديد النمط الجيني SARS-CoV-2، وكشف التحليل عن 46 طفرة و37 حذفًا نتج عنها 30 استبدالًا للأحماض الأمينية و12 عملية حذف.
كما يوجد 14 بديلاً للأحماض الأمينية، بما في ذلك N501Y و E484K، فضلا عن 9 عمليات حذف في بروتين سبايك.
وقالت الدراسة: "أدى هذا النمط الوراثي إلى إنشاء سلالة جديدة من البنغول تسمى B.1.640.2، وهي مجموعة شقيقة للتطور إلى السلالة القديمة B.1.640 التي أعيدت تسميتها B.1.640.1".
وأوضحت: "لكن يختلف كلا السلالتين عن طريق 25 استبدالًا للنيوكليوتيدات و33 حذفًا".
علق كولسون: "مجموعة الطفرات وموقع النشوء والتطور للجينومات التي تم الحصول عليها هنا تشير، بناءً على تعريفنا السابق، إلى متغير جديد أطلقناه على IHU".
وأضاف أن البيانات هي "مثال آخر على عدم القدرة على التنبؤ بظهور متغيرات كورونا وإدخالها من الخارج، وهي تمثل صعوبة السيطرة على هذا الإدخال والانتشار اللاحق".
أصبحت متغيرات كورونا مصدر قلق فيروسي ووبائي وسريري رئيسي، لا سيما فيما يتعلق بخطر الهروب من المناعة التي يسببها اللقاح، وظهور المتغير الجديد يستدعي زيادة المراقبة الجينية لـ SARS-CoV-2، كما قال الطبيب.
إلى أي مدى يجب القلق من متحور فرنسا؟
تتفاوت وجهات النظر في هذا الشأن، إذ يعتقد بعض العلماء أن النسخة الأحدث من كورونا لا تستحق القلق بشأنها، يرى آخرون أن الأمر يقتضي قرع أجراس الإنذار.
وعلق توم بيكو، عالم الفيروسات في إمبريال كوليدج، إن B.1.640.2 لا يستحق القلق بشأن الكثير في الوقت الحالي.
وغرد عبر تويتر: "لقد حظي هذا الفيروس بفرصة جيدة للتسبب في المتاعب، لكنه لم يتحقق بالفعل".
رغم من أن المتحور B.1.640.2 يحمل العديد من نفس الطفرات التي شوهدت في المتغيرات السابقة المثيرة للقلق، إلا أن الكثير يعتمد على كيفية اندماجها مع بعضها البعض لتشكيل خصائص الفيروس.
ولأن البيانات الموجودة على B.1.640.2 قليلة نسبيا، فمن غير المرجح أن يكون العلماء قادرون على تقديم إجابة واضحة عن سبب عدم سيطرة هذا المتغير وانتشاره مثل أوميكرون.
نظرًا لأن المتغير لم يتم اكتشافه بعد في البلدان الأخرى، فإن منظمة الصحة العالمية (WHO) لم تصنفه على أنه متغير قيد التحقيق حتى الآن.