تجارة الكراهية.. كيف تمول العملات الرقمية جماعات اليمين المتطرف حول العالم؟
هو الحال نفسه بالنسبة لأغلب الجماعات، المؤسسات والأفراد المنتمين لذلك التيار العنصري، إذ تُلاحَق حساباتهم البنكية وتخضع للمراقبة والحظر في أكثر من مرة. الأمر الذي دفعهم إلى التوجه نحو العملات الرقمية، غير الخاضعة لتحكم البنوك أو مكاتب الأمن المالي، لتصبح طريقة ناجعة لتمويل كراهيتهم.
عملة اليمين المتطرف
في سنة 2017 كذلك، وبعد الأحداث المذكورة، تلقى مالك موقع "Daily Stormer" أندرو أنجلين، تبرعاً بقيمة 14.88 بيتكوين، أي ما يعادل 641 ألف دولار بسعرها الحالي. كان ذلك بعد حظر حسابه بـ Paypal وأوقفت بطائقه البنكية. غرد أنجي وقتها قائلاُ: "لقد وجهتمونا نحو العملات الرقمية أيها المغفلون!"
بحسب التقديرات فإن ثروة إنجي من البيتكوين تعادل 4.8 مليون دولار، فيما هو ليس إلا مثال عن اتساع دائرة استعمال العملات الرقمية في تمويل جماعات اليمين المتطرف. كوْن تلك المعاملات لا تخضع لأي رقابة من المؤسسات القانونية والبنوك.
وفق مركز الدراسات القانونية حول الفقر في الجنوب، مرصد أمريكي مختص في ملاحقة الجماعات اليمينية المتطرفة، فإن في أمريكا وحدها أكثر من 600 حقيبة لتلقي لعملات الرقمية في ملكية أفراد أو مؤسسات يمينية متطرفة، من بينها ريتشارد سبينسر وجمعات أخرى حرضت على اقتحام مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير/كانون الثاني 2020.
فيما تورد مؤسسة محاربة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب أن عدم القدرة على التحكم في التحويلات بالعملات الرقمية، إضافة إلى سعرها المتزايد، يمكن هذه الجماعات من الحصول على تمويلات ضخمة وغير خاضعة للرقابة. وبالتالي يصبح خطرها الإعلامي أو الأمني مضاعف.
العملة السرية
بالمقابل يعيش عالم تمويلات الجماعات اليمينية المتطرفة تحولاً آخر، نحو الأخطر، إذ لم تعد عملات مثل البيتكوين تستجيب لمتطلباتها. كون البيتكوين مبني على شفافية المعاملات، إذ يمكن معرفة المتبرِع والمتبرَع له وتتبع العملية، الأمر الذي قد يُعرِّض الأول لملاحقات قضائية.
هذا ما دفعهم إلى التحول نحو عملة سريةهي المونيرو Monero، التي لا يمكن تتبعها ولا يعرف مصدر تحويلاتها. هكذا عمل أندرو آنجيلين على إنشاء دليل يوضح استخدام هذه العملة. والذي يكتب فيه: "كل تحويل بيتكوين مرئي للعامة. بشكل عام ،لا يرفق ببياناتك بطريقة مباشرة ، لكن الجواسيس من مختلف المنظمات المناهضة للحرية (المستنيرة) لديهم موارد غير محدودة لمحاولة ربط هذه المعاملات بأسماء حقيقية. أما مع Monero ، جميع المعاملات مخفية".
هذا وأصبحت عدة جماعات يمينية متطرفة تفرض على متعاطفيها التبرع حصراً بعملة المونيرو، مثل ميليشيا Proud boys المسلحة أو أعضاء حماعة المقاومة الاسكندنافية المحظورة في فنلندا.