آلاف المصريين يتظاهرون ضد المجلس العسكري في جمعة "حرائر مصر"

احتشد آلاف المصريين أمس في مظاهرات ومسيرات بالقاهرة ومدن أخرى رددوا خلالها هتافات مناوئة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر وطالبوا برحيله.
وانتقد بعض المتظاهرين جماعة الاخوان المسلمين التي تقدمت على عشرات الاحزاب في انتخابات مجلس الشعب الحالية بسبب رفضها المشاركة في المظاهرات وقولها ان الانتخابات التي تمهد لنقل السلطة للمدنيين أهم من الضغط على المجلس العسكري.
وخرج المصريون للتظاهر رفضا لتعامل الجيش مع احتجاجات نشطاء باستعمال القوة المفرطة مما أدى الى مقتل 17 ناشطا واصابة مئات اخرين هذا الاسبوع.
وأدت قسوة الجنود في تفريق المتظاهرين الى تعرض المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد حاليا لانتقادات دولية.
وما أن أدى المحتجون صلاة الجمعة في ميدان التحرير في وسط القاهرة حتى هتفوا "الشعب يريد اعدام المشير" في اشارة الى رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي الذي يرأس المجس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون البلاد منذ الاطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط الماضي.
وظل المحتجون يرددون الهتاف الذي يطالب بمحاكمة لطنطاوي تنتهي باعدامه لنحو عشر دقائق وقد غلب عليهم الحماس.
واشتعل غضب المصريين بعد أن شاهدوا جنودا يرتدون زي الجيش يضربون متظاهرين ويجروهم على الارض ويجرون نساء ويضربوهن ويتسببون في تعري احداهن خلال سحلها. وقال الشيخ هشام عطية خطيب الجمعة في ميدان التحرير الذي تدفقت اليه عدة مسيرات من أحياء مختلفة بالعاصمة "قفز على الثورة أناس حسبناهم شرفاء فاذا هم خونة جبناء وزاد شرهم وكبرهم عندما أمروا جنودهم بتعرية أجساد البنات في هذا الميدان."
وأضاف "أقول للمجلس العسكري مع كل قطرة دماء يولد بطل... أقول لهم ارحلوا كما رحل مبارك غير مأسوف عليه."
وقال المجلس الاعلى للقوات المسلحة ان طرفا ثالثا يجري البحث عنه تدخل ضد النشطاء والجنود خلال الاشتباكات.
وتقدمت نساء مسيرات دخلت ميدان التحرير وقد حملن صور الانتهاكات ضد المتظاهرين. وردد الداخلون الى الميدان هتاف الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق في فبراير "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية".
كما هتفوا "قتلوا الشيخ والدكتور وبكره ييجي علينا الدور" في اشارة الى الشيخ عماد عفت الذي كان يشغل منصب أمين الافتاء بدار الافتاء والطبيب المتخرج حديثا علاء عبد الهادي اللذين كانا من بين قتلى الاشتباكات الاخيرة.
وهتف المشاركون في المسيرات وهم يخبطون بأرجلهم على الارض "دب برجلك طلع نار بينا وبينهم دم وتار".
واستمرت الاحتجاجات التي أسقطت مبارك 18 يوما. وفيما يبدو أنها اشارة الى الاخوان واسلاميين اخرين رفع محتج لافتة كتبت عليها عبارة تقول "النكسة مش في 67 النكسة في ناس شايفة وساكتين". وتشير اللافتة أيضا الى هزيمة الجيش المصري أمام  اسرائيل في حرب حزيران (يونيو) العام 1967 التي هزمت فيها جيوش عربية أخرى ايضا.
وكتبت في لافتة عبارة تقول "الرجالة لما بتنزل بتسيب الجماعة في البيت". ووضع شعار جماعة الاخوان المسلمين على كلمة الجماعة في العبارة في تلميح ساخر.
ويقول المصريون المحافظون عن نسائهم أحيانا "الجماعة".
وأحيط وسط الميدان وهو مساحة مستديرة مرتفعة عن الشارع بعلم كبير لمصر.
وفي أول عهده بادارة شؤون البلاد أدخل المجلس العسكري اصلاحات كان المصريون تطلعوا اليها طويلا مثل الغاء الترشح للرئاسة مدى الحياة لشاغل المنصب. كما حل المجلس العسكري مجلسي الشعب والشورى اللذين شاب انتخابهما مخالفات واسعة النطاق ووافق على حكمين قضائيين بحل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يحكم البلاد والمجالس الشعبية المحلية وهي برلمانات صغيرة في المحافظات.
لكن بمرور الوقت قال مصريون كثيرون ان المجلس العسكري لم يحقق أهداف الثورة ومنها مكافحة الفساد واقامة نظام ديمقراطي يضمن مدنية الدولة.
وخاضت قوات الجيش اشتباكات دامية مع محتجين اختلفت انتماءاتهم.
وهتف المتظاهرون في ميدان التحرير "الجيش ومبارك ايد واحدة".
وفي انتقاد لقول المجلس العسكري ان هناك بلطجية ضمن المحتجين قالت امرأة "لو انت ابنك مات هتقول عليه بلطجي.. يا سيادة المشير احنا مش هنسيب ابدا دم الشهداء وانا واحدة ست وجاية هنا اعتصم ولو انضربت بالرصاص."
وأضافت في انتقاد للاخوان "الشهدا هم الذين جعلوهم فوق (مقاعد السلطة) الان بعد أن كانوا كلهم في السجون."
وقال ايهاب جمال (23 عاما) ويعمل مهندسا "أنا نازل علشان السلطة تنتقل الى المدنيين في أقرب فرصة قبل 25 يناير."
وأضاف "نازل للاعتراض والتنديد بالمجلس العسكري بسبب سحل البنات وقتل المتظاهرين."
وقال محمد عادل الذي يبلغ من العمر 37 عاما "أشارك اليوم من أجل من أهينت اتهانت في التحرير. نحن لنا كرامتنا."
ويطالب بعض المصريين المتشككين في تعهد الجيش بالالتزام بالتغيير الديمقراطي باجراء انتخابات الرئاسة في موعد مبكر هو 25 يناير كانون الثاني الذي يوافق أول ذكرى للانتفاضة أو اجرائها قبل ميعاد تسليم السلطة للمدنيين والذي أعلن الجيش أنه سيكون في منتصف العام المقبل