هل الجماعة متعطشة لتذوق الدماء الأردنية...؟


- هل يتوجب على الدولة أن تُعلن الحرب على شعبها كي تمنح جماعة المتأسلمين فرصة إشباع رغباتهم في تذوق طعم الدماء الأردنية كما هو الحال في غير قُطر عربي آخر...؟ ، وهل يُفترض بالدولة الأردنية أن تُهيئ الميادين لغزوات الجماعة في محافظات المملكة لإشعال الفتن بين مكوناتها العشائرية ...؟ ، وهل على الدولة الأردنية أن تقوم بكل هذا إرضاءً لجماعة أو حزب أو حتى جبهة على حساب شعبيها ...؟ ، في الوقت الذي يعبر فيه الشعب الأردني بملايينه الستة وبكل أطيافه السياسية ومكوناته الإجتماعية عن مزاج رافض لمنهاجية الجماعة ، حزبها وجبهتها ...!
- الملك ، الدولة ، الحكومة والشعب منخرطون في عملية الإصلاح وفي حرب ضروس على الفساد ، والجميع منهمك في ورشة عمل لتجنيب الوطن عدوى الدم الذي سال ويسيل في زمن اليباب العربي ، فما الذي يريده المُتأسلمون في الأردن ، وهم يتقافزون على إيقاع التحول من خطاب إلى آخر ومن خندق إلى خندق ...؟ ، ففيما ندرك وربما سبقنا غيرنا بمراحل أن جماعة الإخوان المسلمين ، كتنظيم سياسي عالمي وإن تدثر برداء الدين فهو الأكثر براغماتية والأكثر سعيا وراء المكاسب السياسية والإستيلاء على الحكم في أي مكان متاح، ونعلم كما يعلم الجميع مدى ما وصل إليه هذا التنظيم من تفعيل وتحديث لعلاقاته التاريخية مع الولايات المتحدة الأمريكية ، في هذه المرحلة ""الربيع العربي...!""،وتأتي علاقة التنظيم مع أمريكا بصفتها الوريث "الشرعي...!" لبريطانياالعظمى واللورد البريطاني هدلي الذي دعا للمؤتمر الإسلامي الأول سنة 1903 ، وهو المؤتمر الذي تطور من توصياته التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين ، ولهذا يمارس الإخوان المسلمون النظرية البريطانية ،،،ليست هناك صداقات دائمة ، بل هناك مصالح دائمة،،، وهي نظرية لا تخلو من الميكافلية ""الغاية تبرر الوسيلة"" حتى وإن كانت الوسيلة فتنة بين الأخ وأخيه في المفرق أو سلحوب أو أي موقع آخر يُمكن أن تسيل فيه الدماء .
- وإن توقفنا ويجب أن نتوقف عند مخطط الحركة الإسلامية ، في سعيها لتشكيل مليشيات مسلحة في الأردن ، كما بشرتنا بالأمس ، على غرار أقرانها في العراق ، اليمن ، ليبيا وسورية ،فإن هذه البشري غير السارّة تفضح أسباب إصرار الحركة الإسلامية على تحدي أهلنا من قبيلة بني حسن ، كنوع من التحدي السافر لستة ملايين أردني وأركان دولتهم ونظامهم السياسي ، وتتأكد النوايا الخبيثة المبيته ضد الوطن الأردني بكل مكوناته بتجاهل الحركة الإسلامية لبيانات متتابعة أصدرها رجالات القبيلة الأعز عند الستة ملايين أردني ، تتمنى ، تدعو وتحذر من نتائج التحدي "الغزو" الإسلامي لإرادة قبيلة وشعب مذخور لوطن ، لن يكون لقمة سائغة لعدو خارجي أو داخلي مهما يكن مسماه ، وتحت أي عنوان يعمل .

- وفي محاولة لتجاهل بشرى المليشيات سيئة الذكر، ومن منطلق ثقتنا بأنفسنا كأردنيين ، سنبقي على ما سبق كنوع من التساؤلات وتفنيد للواقع وليست شيطنة للحركة الإسلامية ، كما يحلو للبعض تسمية وتوصيف من ينتقد أداء هذه الحركة العجوز ودهاقنتها ودواهيها ،الذين قد يعجز الدهر عن صياغة أمثالهم بما لديهم من قدرات التلاعب بعواطف الناس وقولبة للحقائق، وهي تساؤلات من واقع التجربة في سلحوب قبل المفرق وفي غير محافظة أردنية جنوبية ، رفض أهلها وما يزالوا يرفضون بشدة أن تركب الحركة الإسلامية على ظهورهم ، أو أن تختطف جهدهم وتشبثهم بتحقيق الإصلاح السياسي ، الإقتصادي ، الإجتماعي والثقافي وفي تصديهم للفساد والفاسدين والمفسدين بطرق سلمية وبخاصية أردنية لا تخضع لحسابات حزبية ، كتلوية ، تياراتية ، حركاتية أو جبهوية ، إنما من رحم الثوابت الأردنية ، تتوجها أيقونة تاريخية < الله ، الوطن ، الملك >.
-
- يتفق الأردنيون ، يختلفون ، تتنوع إهتماماتهم ، تتباين آراؤهم ، تتعدد مشاكلهم في إطار الأيقونة التي لا يسمحون بتجاوزها ودونها خرط القتاد ، ليس في المفرق فحسب بل في كل بيت ، حارة ، قرية ، مخيم ، بادية ومحافظة وهو أمر تدركه الحركة الإسلامية ومن يتحالف معها، لكن الذي لم تدركه الحركة الإسلامية ، وربما تدركه وتتجاهله عن قصد ، هو أن الطفل الأردني بات يعرف كل الألاعيب التي تدور حوله إن كانت من الحركة الإسلامية أو غيرها من الديماغوجيين ، وأبسط مثال هو ما ينتاب الناس من ضحك وسخرية عند قراءَة أو سماع فهلوية المتأسلمين ، حين يدّعون أنهم أشد الناس إيمانا ورغبة في الحوار ، فيذكرون عندئذ مقولة أهلنا في مصر .
- رُغم ذلك نذّكر الجميع ، أن الأردن الجغرافيا ، الديموغرافيا ونظام الحكم حالة خاصة بكل المقاييس ، وأي خطأٍ أو تصرف غير مدروس هو في النتيجة يصب في خانة العدو الصهيوني ، عدا أنه دمار على جميع مكونات الشعب الأردني بلا إستثناء ، وهو ما يحفز الأمل فينا بأن تثمر دعوتنا لمن عرفناهم من عقلاء وحكماء الحركة الإسلامية ، وبقية الحركات والمجاميع الأردنية أن يتقوا الله في هذا الوطن ، وأن ينأوا بأنفسهم ويترفعوا عن المناكفة والتحدي وأن يحافظوا على سلمية حراكهم ، وأن لا تأخذهم العزة بالإثم فيما بينهم كشعب ودولة ، تنظيمات ، أحزاب وعشائر وأن يتنازلوا لحساب الوطن للحفاظ على أمنه وإستقراره وعلى نسيجه الإجتماعي وخصوصيته، وثقافة شعبه وثوابته التي لا محيد عنها وهي ثوابت تنمو في جينات الأردنيين من جيل لجيل .
نبيل عمرو-صحفي أردني




nabil_amro@hotmail.com