"القنبلة الموقوتة".. مسؤول روسي يتحدث عن فرص نجاح القذافي الابن برئاسة ليبيا

أخبار البلد ــ قال مستشار أحد المقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن سيف الإسلام القذافي، نجل الدكتاتور الليبي السابق، معمر القذافي "لن يفوز بالسلطة في ليبيا".


ونقلت وكالة بلومبيرغ عن مكسيم شوغالي، المستشار السياسي لـ"ييفجيني بريغوزين"، رجل الأعمال الروسي المقرب من بوتين قوله إن احتمال فوز سيف الإسلام برئاسة ليبيا ضئيل جدا.

الوكالة كشفت أن الكرملين سعى دائما لدعم ترشح القذافي للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر الماضي، وأجلت إلى موعد لاحق.

من المقرر إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر القادم
لجنة برلمانية تنصح بـ "تجنب" تحديد تاريخ للانتخابات الليبية
نصح الهادي الصغير، رئيس لجنة متابعة الانتخابات بالبرلمان الليبي، الاثنين، في جلسة مجلس النواب في طبرق، بشرق البلاد، بعدم تحديد تاريخ للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي تعذر إجراؤها في 24 ديسمبر.
وأمضى شوغالي 18 شهرًا في سجن ليبي، بعد أن اتهمته الحكومة الليبية بالتآمر للتدخل في الانتخابات الرئاسية لصالح نجل معمر القذافي. 

وقالت بلومبيرغ إن الكرملين ضغط كثيرا من أجل إطلاق سراحه.

وقال شوغالي (55 سنة) إنه لا يعتقد باحتمالات أن يصبح القذافي رئيسًا يوما ما. 

وأضاف في مقابلة بموسكو: "لا، لن يكون كذلك"، ملقيا باللوم على الولايات المتحدة لإحباط طموحات قيادة القذافي، دون تقديم أدلة، تقول بلومبيرغ

وقال شوغالي في سياق حديثه عن القذافي: "إنه شخصية غير مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة ". 

ثم تابع "سيكون هذا حدثًا فريدًا من نوعه في العالم، أن تعود عائلة القذافي بعد 10 سنوات"، قبل أن يضيف "لعلها ضربة كبيرة من وجهة نظر نفسية".

الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط، إلينا سوبونينا، قالت إن القذافي الابن لديه احتمالية ضئيلة للنجاح، لأنه "يمثل بالنسبة لكثير من الليبيين خطوة إلى الوراء للنظام القديم". 

وأكدت في حديث لبلومبيرغ أن "هناك الكثيرين في موسكو ممن يريدون أن يلقوا باللائمة على الغرب في الفشل المحتمل لسيف الإسلام، لكن الرجل مرفوض داخليا".

وليبيا الغنية باحتياطيات النفط والغاز، جذبت خلال السنوات الأخيرة، قوى عالمية وإقليمية تتنافس على النفوذ في حرب أهلية احتدمت بشكل متقطع منذ الإطاحة بالقذافي وقتله في انتفاضة 2011. 

وانتقد بوتين مرارًا الغرب في الإطاحة بالقذافي، بينما تتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها، موسكو، التي خسرت مليارات الدولارات في عقود في عهد القذافي، بمحاولة تخريب جهودهم لدعم السلطات المؤقتة التي تدعمها الأمم المتحدة.

وحذر شوغالي من خطر تجدد الصراع إذا لم يُسمح للقذافي بالترشح أو اعتقد أنصاره أنه خسر الانتخابات بشكل غير عادل. وقال: "هذه قنبلة موقوتة".

والقذافي الذي استبعدته المفوضية العليا للانتخابات من السباق الرئاسي، في 24 نوفمبر، عاد للتنافس على رئاسة البلاد التي حكمها والده لعشرات السنوات قبل أن يثور الليبيون ضده في 2011.

واستطاع سيف الإسلام الحصول على قرار قضائي من محكمة استئناف في سبها سيعيده لقائمة المترشحين للانتخابات الرئاسية الليبية.

وتعثر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي كانت مقررة السبت 24 ديسمبر الماضي.

والأسبوع الماضي، نصح الهادي الصغير، رئيس لجنة متابعة الانتخابات بالبرلمان الليبي، في جلسة مجلس النواب في طبرق، بشرق البلاد، بعدم تحديد تاريخ للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال الصغير لدى تلاوة تقرير متابعة العملية الانتخابية في افتتاح الجلسة: "ننصح بوضع خارطة طريق واقعية، قابلة للتطبيق ومضبوطة بمدد ومراحل وليس تواريخ ومواقيت في إطار دستوري، حتى لا نكرر الخطوات السابقة نفسها، ومن أجل إنجاح العملية الانتخابية وضمان قبول نتائجها".

وكانت مجموعة مسلّحة ألقت القبض على سيف الإسلام القذافي في نهاية 2011 ونقلته إلى مدينة الزنتان في غرب البلاد، قبل أن يقُدّم للمحاكمة أمام القضاء الليبي.

وصدر في حقه العام 2015 حكم ب"الإعدام"، رمياً بالرصاص، بعد إدانته بتهم الضلوع بارتكاب جرائم حرب لقمع الانتفاضة التي أطاحت بنظام والده العقيد معمر القذافي.لكنّ الحكم لم ينفّذ.

وفي 2017، أعلنت المجموعة المسلحة التي كان محتجزاً لديها إطلاق سراحه وفقاً لقانون "العفو العام" المثير للجدل الذي أصدره البرلمان الليبي.

لكنّ إطلاق سراحه لم يخضع لإجراءات قضائية حدّدها قانون العفو العام، إذ لم تصدر وزارة العدل أو المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) أيّ قرار رسمي ترفع بموجبه عن سيف الإسلام الأحكام الصادرة بحقّه.

وتقدّم عدد كبير من الشخصيات البارزة في ليبيا للانتخابات الرئاسية التي سيختار الناخبون خلالها للمرة الأولى في تاريخهم رئيساً عبر الاقتراع المباشر.