أكبر بعثة وأسوأ نتائج.. البلياردو الأول عربيا والملاكمة ثانيا
على مدار سبعة عشر يوما، كانت الدوحة تحتضن منافسات في 31 مسابقة للجنسين، وحضور ما يقارب 4000 رياضي ورياضية، تنافسوا للنيل من منجم الذهب وفي صراع على 314 ميدالية ذهبية حصيلة ميداليات الدورة.
البعثة الرياضية الأردنية والتي كانت الأكبر على صعيد البعثات الخارجية للدورات العربية، أنهت أمس كغيرها من الوفود العربية الشقيقة مشوار المنافسات، تاركة بصمة النهاية للمنتخب الوطني لكرة القدم، الذي كان حاضرا في المشهد الختامي للدورة، ومحط أنظار العرب حول العالم وهو يواجه المنتخب البحريني للصراع على الميدالية الذهبية الأخيرة في الدورة، لكنه ومن خطأ دفاعي قاتل أهدر الميدالية الذهبية لصالح خصمه في الوقت القاتل.
ورغم أنها البعثة الأكبر عددا من حيث عدد اللاعبين، إلا أن المجموع النهائي للميداليات يشير إلى أنها الأسوأ، إذ جمع لاعبو الأردن 48 ميدالية وحلت البعثة في المركز التاسع، فيما كانت حصيلتنا في القاهرة 51 ميدالية، وفي الجزائر 2004 بلغت 61 ميدالية وفي دورة الحسين 1999 وصلت إلى 129 ميدالية.
صحيح أن عدد الميداليات الذهبية في الدوحة، يعد الأكبر منذ دورة الحسين 99، حيث عزف السلام الملكي 11 مرة من خلال أبطالنا الذهبيين، وافتتح السجل لاعب البلياردو جلال الساريس في الرابع عشر من الشهر الحالي واختتمتها لاعبة الدراجات سماح خالد، قبل أن يتناوب اللاعبون: نانسي أبو بدر وأنس العداربة، ومحمد ايمن (التايكواندو)، يحيى أبو طبيخ وهاني المرافي ورمزي المرافي (المصارعة)، محمد الوادي وايهاب درويش (الملاكمة)، وزوجي البلياردو 9 كرات المكون من جلال الساريسي وأشرف الضامن؛ نقول صحيح أن الذهب كان الأكبر في الدوحة، لكن الأبرز أن يصعد العدد الأكبر من الرياضيين الأردنيين على منصة التتويج، بدليل أن اللجنة الأولمبية اشترطت على جميع الاتحادات الرياضية المشاركة لتحقيق النتائج، وتحقيق النتائج لا يكون مجديا من دون التتويج، باستثناء منتخبات الألعاب الجماعية للسيدات، والتي أشارت اللجنة الأولمبية أنها لن تخضع للتقييم والمحاسبة بعد ختام المنافسات، بهدف اكسابها الخبرة والاحتكاك الميداني، ورغم ذلك حصلت لاعبات منتخبي السلة واليد للسيدات على الميدالية البرونزية في المسابقتين.
تقييم المشاركة الأردنية في دورة الدوحة يجب أن يتم تناوله من أكثر من جانب، تارة الاعتماد على التقييم الفني البحت للاتحاد المشارك، وهو ما سيتم "الطبطبة" على نتائجه كونه يدين الاتحاد وخياراته أو حتى لاعبيه، وتارة الاعتماد على ما قد يترتب على المشاركة من نتائج ايجابية لاحقة على صعيد تطور المستوى الفني للاعبين والفرق، وتارة دراسة الفائدة المترتبة على صعيد رياضات المستوى العالي، وهي الاتحادات التي اعتادت على تحقيق النتائج للأردن، والتي قد تكون نتائجها في الدوحة متميزة، لكنها لم تحقق الفائدة الفنية المطلوبة ومن أبرزها التايكواندو والكراتيه والسكواش.
اللجنة الأولمبية التي ترفع شعار "التقييم" في كل زمان ومكان، عليها واجب كبير في الوقوف على نتائج الأردن في دورة الدوحة، لا أن تأخذنا زهوة المشاركة والميداليات بعيدا عن ممارسة التقييم الحقيقي لأكبر بعثة رياضية، وأقل عدد من الميداليات منذ 12 عاما، وأن يكون مشهد التقييم حازما، وأن تنفذ ما وعدت به من محاسبة ومساءلة، ولا تلتفت للفترة المتبقية من عمر الاتحادات، فتغلق ملف المشاركة بحلوه ومره، خشية إثارة زوبعة مع الاتحادات.
تباين واضح بين الاتحادات
المشاركة الأردنية في قطر جاءت عبر 22 اتحادا رياضيا فحققنا (11 ذهبية و14 فضية و23 برونزية)، وفيها تباين مستوى المشاركة بين الاتحادات، بعضها شكل مفاجأة كبرى، ويستحق جل الثناء وأن ننحني لها إحتراما وتقديرا، فالدراجات والبلياردو والمصارعة والملاكمة والتايكواندو، اتحادات يمكن القول أنها ستكون بعيدة عن مرمى التقييم من اللجنة الأولمبية، بداعي أنها صاحبة الانجاز الذهبي، لكن لاعبو هذه الرياضات يجب أن يكونوا عرضة للمساءلة الفنية الداخلية للاتحاد، خاصة الذين فرطوا بسهولة بالميداليات الذهبية، بعد أن كانوا الأقرب لها، ومستوياتهم الفنية أفضل من الذين حصلوا على الذهب في الدورة، وهم من دون شك معروفين للاتحادات الرياضية، وفئة ثالثة من الاتحادات يجب أن تتحمل مسؤولياتها أمام اللجنة الأولمبية وأمام نفسها، بعد أن ظهرت بصورة "مخزية" في أكبر تجمع رياضي عربي، أو حتى تلك الاتحادات التي حققت ميداليات برونزية وحجم المشاركة لا يتعدى ثلاث أو أربع دول، ما يدلل على شكلها وصورة تواجدها وهي تتهافت على المشاركة في البطولات الآسيوية والدولية، والتي تبذل قصارى جهدها على المشاركة فيها، ليس للفائدة الفنية، بل لأجل السفر ومتعته.
وما دامت اللجنة الأولمبية تحمل شعار المساءلة، فالمطلوب أن تقوم مباشرة بتقييم المشاركة الأردنية في الدورة بصورة شفافة وصادقة، خاصة وأن رئيس البعثة الدكتور ساري حمدان كان متواجدا في جميع الملاعب والقاعات، ولا شك أن التقرير الإداري والفني الذي سيقدمه للجنة الأولمبية سيساعد على إجراء وسير التقييم بسهولة وحياد.
وحتى نستعرض حجم الانجاز لدى الاتحادات المشاركة في الدورة العربية، لا أجل من تسليط الضوء على المركز الذي حققه الاتحاد بين باقي الاتحادات العربية، واستنادا لعدد الميداليات المخصصة لكل رياضة، حتى ندرك حجم خسارة الرياضة الأردنية في المحافل الرياضية الكبرى والتي يتم فيها توزيع مئات الميداليات:
- السكواش: وزعت ميداليتان ذهبيتان ومثلها من الفضة والبرونز، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- التنس الأرضي: وزعت 18 ميدالية ملونة، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- الرماية: وزعت 36 ميدالية ذهبية في مختلف الأسلحة ومثلها من الفضة والبرونز، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- الشراع: : وزعت 18 ميدالية ملونة، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- الفروسية: وزعت 18 ميدالية ملونة، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- الكرة الطائرة: وزعت 12 ميدالية داخل الصالات وشاطئية، ولم يحصل لاعبونا على شيء.
- الجودو: وزعت 48 ميدالية للجنسين، وحصلنا على برونزية محمد زيادين، بعد ثبوت تناول أحد اللاعبين للمنشطات، وحل الأردن في المركز العاشر عربيا.
- السباحة: وزعت 114 ميدالية، وحصلنا على برونزيتين عبر سارة هياجنة وتاليتا بقلة، وجاء الأردن سابع عربيا.
- ألعاب القوى: وزعت 135 ميدالية، وحصلنا على برونزية القرص عن طريق مصعب المومني والذي وضعنا في المركز الخامس عشر عربيا.
- بناء الأجسام: وزعت 24 ميدالية، وحصلنا على فضية احمد السعافين، وشطبت ذهبية محمد الخالدي وحسني مروح بسبب تناول المنشطات، فجاء الأردن في المركز السابع عربيا.
- الكراتيه: وزعت 48 ميدالية، فحصلنا على فضية منار شعث، وبرونزيتي رغد المحتسب وبولين النجار، فحل الاردن بالمركز الثامن.
- المبارزة: وزعت 36 ميدالية ملونة، وحصلنا عبى برونزية سلاح الشيش للرجال وسلاح السيف للسيدات، وهو ما وضعنا في المركز السادس عربيا.
- كرة اليد: وزعت 6 ميداليات للجنسين، وحصلنا على برونزية السيدات.
- كرة السلة: وزعت 6 ميداليات للجنسين، وحصلنا على فضية الرجال وبرونزية السيدات.
- كرة القدم: وزعت 3 ميداليات، وحصلنا على الفضية.
- رفع الأثقال: وزعت 33 ميدالية، وحصلنا على برونزيتين عبر رولا خالد وأسمهان الساحوري، ما وضعنا في المركز التاسع عربيا.
- الجمباز: وزعت 39 ميدالية، وحصلنا على فضيتين وبرزنزية عبر جاد مزاهرة على المتوازي والأرضي والحلق، فوضعنا في المركز الخامس عربيا.
- الشطرنج: وزعت 18 ميدالية، وحصلنا على فضية الشطرنج الكلاسيكي للسيدات وبرونزية لنتالي جمالية في الشطرنج السريع، فحل الاردن في المركز الرابع.
- الدراجات: وزعت 21 ميدالية، وحصلنا على ذهبية فردي الطريق للسيدات عبر سماح خالد، وبرونزية رزان صبح في فردي الطريق، وبرونزية الطرق لفرق السيدات، فحل الاردن في المركز الرابع عربيا.
- البلياردو والسنوكر: وزعت 15 ميدالية وحصلنا على ميداليتين ذهبيتين الأولى لجلال الساريسي في مسابقة 8 كرات، والثانية للزوجي جلال الساريسي واشرف الضامن في مسابقة الاسكتلندي 9 كرات، فحل الأردن في المركز الأول عربيا.
- الملاكمة: وزعت 30 ميدالية، وحصلنا على ذهبيتين لمحمد الوادي وايهاب درويش، وفضية عبدالله شمعون، وبرونزيتي ابراهيم صالح واحمد الطعيمات، وحل الأردن في المركز الثاني عربيا.
- المصارعة: وزعت 42 ميدالية، وحصلنا على ثلاث ذهبيات لهاني المرافي ورمزي المرافي ويحيى أبو طبيخ، وفضية لهاني المرافي و3 برونزيات ليوسف الحسنات ورمزي الحسنات ومحمود حميد، وحل الاردن في المركز الثالث عربيا.
- التايكواندو: وزعت 48 ميدالية، وحصلنا على ثلاث ذهبيات لنانسي أبو بدر وأنس العداربة ومحمد ايمن، وخمس فضيات لكريستينا الطميزي وشهد الطرمان وكنعان كنعان وريما عنانبة ونبيل حسان، وثلاث برونزيات لدانا الطرمان ومرح الصقور ونادين دواني، ليحتل الاردن المركز الثالث عربيا.
فضيحة المنشطات
بقي أن نشير إلى مسؤوليات كبيرة تتحملها اللجنة الأولمبية الأردنية في هذه الدورة وهي متابعة قضية بل "فضيحة" المنشطات والتي كان للاعبي الأردن محمد الخالدي وحسني مروح نصيب منها، بعد ثبوت تناولهما للمنشطات المحظورة رياضيا، وتجريدهما من الميداليتين الذهبية والبرونزية الى جانب 14 لاعبا عربيا.
وحتى اللحظة فإن هاتف رئيس المنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات ما يزال مغلقا، للاستماع الى رده على هذه القضية، خاصة وأن الفحوصات التي أجرتها لجنة مكافحة المنشطات قبل الدورة، تدل على خلو اللاعبين المذكورين من آثار المنشطات، فكيف ظهرت نتائجهما ايجابية في الدوحة، ما أثار جملة من علامات الاستفهام حول أهلية المختبر الذي تعتمده المنظمة الأردنية لاجراء الفحوصات، أو طبيعة الفحص وجودته.
عموما فإن اللجنة الأولمبية الأردنية مطالبة بفتح تحقيق شامل مع اتحاد بناء الأجسام واللاعبين والمنظمة الأردنية لمكافحة المنشطات للوقوف على حقيقة الموضوع، ومحاسبة المتسبب فيه.
رصيد الأردن من الميداليات
ارتفع رصيد الأردن من الميداليات في الدورات الرياضية العربية منذ انطلاقتها وحتى اليوم ليصبح 370 ميدالية (71 ذهبية و106 فضية و193 برونزية).
- الدورة الأولى: الأسكندرية عام 1953 (10 ألعاب) وأحرزنا ميداليتين برونزيتين.
- الدورة الثانية: بيروت 1957 (14 لعبة) وأحرزنا 9 ميداليات (3 ذهب و3فضة و3 برونز)
- الدورة الثالثة: الدار البيضاء 1961 (12 لعبة) وأحرزنا 4 ميداليات (فضية و3 برونز)
- الدورة الرابعة: القاهرة 1965 (13 لعبة) وأحرزنا 2 ميدالية (2 برونزية)
- الدورة الخامسة: دمشق 1976 (18 لعبة) وأحرزنا 12 ميدالية (2 ذهبية و5 فضية و5 برونزية)
- الدورة السادسة: الرباط 1985 (18 لعبة) وأحرزنا ميدالية ذهبية
- الدورة السابعة: دمشق 1992 (16 لعبة) وأحرزنا 13 ميدالية (ذهبية و6 فضيات و6 برونزيات)
- الدورة الثامنة: بيروت 1997 (18 لعبة) وأحرزنا 40 ميدالية (10 ذهب و10 فضة و20 برونز)
- الدورة التاسعة: عمان 1999 (26 لعبة) وأحرزنا 129 ميدالية (26 ذهبية و33 فضة و70 برونز)
- الدورة العاشرة: الجزائر 2004 (19 لعبة) واحرزنا 61 ميدالية (11 ذهب و19 فضة و31 برونز)
- الدورة الحادية عشرة: القاهرة 2007 (22 لعبة) واحرزنا 51 ميدالية (6 ذهب و15 فضة و30 برونز)
- الدورة الثانية عشرة: الدوحة 2011 (23 لعبة) واحرزنا 48 ميدالية (11 ذهب و14 فضة و23 برونز).
النتائج النهائية للدورة العربية العاشرة في الجزائر 2004
الترتيب الدولة ذهبية فضية برونزية المجموع
1 الجزائر 91 89 87 171
2 مصر 81 52 49 127
3 تونس 46 39 47 132
4 سورية 24 30 36 90
5 المغرب 21 38 41 100
6 السعودية 16 20 18 54
7 العراق 13 24 34 71
8 الاردن 11 19 31 61
9 ليبيا 5 2 3 10
10 الامارات 4 5 10 19
11 الكويت 3 6 18 27
12 قطر 3 5 18 26
13 لبنان 3 3 5 11
14 اليمن 3 1 4 8
15 السودان 2 6 3 11
16 البحرين 2 1 3 6
17 فلسطين 0 1 1 2
18 عمان 0 1 0 0
النتائج النهائية للدورة العربية الثانية عشرة في القاهرة 2007
الترتيب الدولة ذهبية فضية برونزية المجموع
1 مصر 148 100 89 337
2 تونس 63 33 49 145
3 الجزائر 30 43 51 124
4 المغرب 21 32 36 89
5 سورية 15 23 45 83
6 قطر 14 13 13 40
7 السعودية 8 19 18 45
8 الكويت 8 10 21 39
9 السودان 8 9 8 25
10 الاردن 6 14 29 49
11 ليبيا 6 10 14 30
12 الامارات 6 9 8 23
13 البحرين 6 5 10 21
14 لبنان 6 5 9 20
15 عمان 5 1 2 8
16 العراق 4 23 33 60
17 اليمن 1 4 7 12
18 فلسطين 0 0 3 3
النتائج النهائية للدورة العربية الثانية عشرة في الدوحة 2011
الترتيب الدولة ذهبية فضية برونزية المجموع
1 مصر 88 76 67 231
2 تونس 53 45 39 137
3 المغرب 35 24 54 113
4 قطر 32 38 40 110
5 الجزائر 16 31 41 88
6 السعودية 15 12 18 45
7 الكويت 13 18 31 62
8 البحرين 12 10 15 37
9 الأردن 11 14 23 48
10 العراق 11 13 34 58
11 الإمارات 10 9 16 35
12 لبنان 8 5 16 29
13 عمان 4 7 10 21
14 اليمن 2 2 3 7
15 فلسطين 1 2 5 8
16 ليبيا 1 1 7 9
17 جيبوتي 1 1 1 3
18 السودان 0 7 7 14