تأمين حراسة لوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي في ظل تهديدات يهود له
اخبار البلد -
كشف وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال عومر بارليف، الإثنين، عن تأمين حراسة شخصية له من المخابرات العامة (الشاباك) بعد تعرضه لتهديدات جهات يهودية نشرتها وسائل التواصل الاجتماعي، في أعقاب تصريحاته عن عنف المستوطنين أمام نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولند قبل نحو أسبوعين.
وكان بار ليف قد أقر خلال اللقاء بنائب وزير الخارجية الأمريكي باعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين. وقال بار ليف على مسامع نولند المحتجة على ظاهرة الاعتداء على الفلسطينيين إن إسرائيل تنظر "بخطورة” إلى عنف المستوطنين في الضفة الغربية مدعيا أنه يعمل ووزارة "الأمن” للقضاء على هذه الظاهرة ويسعى للتأكد من أن "الجنود يعرفون التعليمات بشكل أوضح، حينما يواجهون عنفا من جانب اليهود ضد العرب” وأنه يعمل على تعزيز وجود الشرطة في أرجاء الضفة الغربية المحتلة.
كما قال بارليف وقتها خلال اللقاء المذكور "قلت لها إن زيادة تصاريح عمل الفلسطينيين من الضفة الغربية وغزة، والذي بدأنا بتنفيذه، هو مفتاح خفض التوتر تماما مثل تطبيق خطة إقامة منطقة صناعية مشتركة عند مشارف غزة وأمور أخرى، ومساعدة أمريكية للمشاريع هذه ستساعد كثيرا”.
ولم تتأخر ردود الفعل المهاجمة له من جهات سياسية وإعلامية إسرائيلية انضم لها رئيس القائمة العربية الموحدة النائب منصور عباس الذي قال معقبا إنه لا يجوز التعميم وتوجيه إصبع الاتهام لكل المستوطنين. وقالت الإذاعة العبرية العامة إن جهاز الأمن العام صنف تهديد بارليف بدرجة "الأصفر” وهو أقل بدرجة واحدة عن الدرجة الأكثر خطورة، مما يقتضي حراسته فور خروجه من منزله.
شخص حقير
وقال بارليف عبر حسابه على "تويتر” إن حراسته تجري على مدار الساعة طيلة الأسبوع، مؤكدا أن هذه الخطوة جاءت بعد "التهديدات التي تلقاها من قبل جهات يهودية”، وتابع "في الأشهر الستة الماضية، سُئلت عدة مرات في مناسبات مختلفة هل أنت محمي من قبل حراس؟ وأجبت سعيدا: "أنا لست مهددا. بعدما تصديت لعصابات الإجرام العربية تمنيت ألا تأتي اللحظة التي يهددني فيها أي منهم شخصيا، وبالفعل أنا لست مهددا من جانب مجرمين عرب لكنني اليوم مهدد من قبل يهود إسرائيليين”.
وعقبت وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد وقتها في "تويتر” مخاطبة بار ليف بالقول "اختلطت الأمور عليك، المستوطنون هم ملح الأرض، ويواصلون طريق الرواد الصهاينة من المرج والجبل. والعنف الذي ينبغي أن يزعزعنا هو عشرات حالات إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على اليهود والتي تحدث يوميا، فقط لأنهم يهود، وهذا كله بتشجيع ودعم السلطة الفلسطينية، وأنصحك بالتحدث عن هذا العنف مع السيدة نولند”.
وسارع رئيس حزب "الصهيونية الدينية” النائب المتطرف باتسلئيل سموطريتش لمهاجمة بارليف "عذرا على الفظاظة، لكنك ببساطة شخص حقير. مئات آلاف المستوطنين الأبطال يواجهون الإرهاب يوميا ودفعوا الثمن بدماء عزيزة وأنت تسفك دمهم بوقاحة وتشارك حملة كاذبة ومعادية للسامية تشوه صورتهم كي تتظاهر بالتنور وأن تثير إعجاب ثلة من المنافقين”.
منصور عباس
يشار إلى أن ضابط أمن البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) كان قد أمر أيضا بفرض تأمين حراسة لرئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس المهدد من قبل جهات عربية ويهودية منذ انضمامه للائتلاف الحاكم. وكشفت القناة الإسرائيلية "أي 24” أن ذلك جاء بعد أن قال النائب عباس أمام المقربين منه بعد الهتافات ضده في مظاهرات اليمين "إنهم يستبيحون دمي، أخشى على حياتي”.
وقال منصور عباس رئيس القائمة الموحدة للقناة الإسرائيلية "صعب جدا أن تشعر بأنك مهدد وأنك محاط بحراس. وافقت على طلب ضابط الكنيست”. وذكرت القناة أن عباس كان صرح أمام المقربين منه "رؤية الآلاف يصرخون بأنني مخرب، يعني استباحة دمي، بدأت أخشى على حياتي، ما يقلقني أكثر أن قادة هذه الهتافات يعرفون من أنا جيدا، ولا يوجد لديهم أية مشكلة أن أدفع حياتي ثمنا للوصول إلى أهدافهم السياسية”. وقال عباس للقناة الإسرائيلية "شعور صعب أن تشعر بأنك مهدد ومع حراسة مشددة" وتابع "ضابط الكنيست أبلغني أنه توجد حاجة لوضع حراسة وقبلت طلبه مثلما أقبل رأي أي مسؤول مهني في الكنيست”.
نظرية المؤامرة
رغم هذه التصريحات فإن عباس لم يتوجه للمسؤولين الرسميين للحصول على الحراسة، مع ذلك مسؤولون في حزبه قرروا التحرك وتوجهوا إلى السكرتير العام للحكومة الإسرائيلية شالوم شلومو، وطلبوا منه التوجه إلى جهاز الأمن العام- الشاباك لمعرفة مستوى التهديدات التي يواجهها منصور عباس، وإن كان من الممكن توفير الحراسة له.
يشار إلى أن أوساطا يهودية تتهمه بحرمان اليمين المتشدد من البقاء في الحكم بسبب دعمه للائتلاف الحالي وهناك من ينطلق من نظرية المؤامرة ويزعم أن منصور عباس يتظاهر بمواقف سياسية معتدلة كي يحقق مآربه وأنه لا يقل خطورة عن حركة الإخوان المسلمين التي ينتمي لمدارسها. في المقابل يتعرض منصور عباس لتهديدات من قبل أوساط فلسطينية تتهمه بالتواطؤ ضد القضية الفلسطينية وتبني الرواية التاريخية الصهيونية كما يتجلى في تصريحاته المستفزة الأخيرة حول يهودية الدولة وحول المستوطنين.