رسالة

رسالة

أول رسالة أرسلتها الى " صفاء " كانت تتكون من 24 صفحة ، وقد بقيت أسبوع كامل وانا اكتب فيها ، وقد كنت وقتها اخاف أن تسقط الرسالة بين يدي الغير ، فيفضح سر الهوى بيننا . لذا كان علي ان اختار عباراتي بعناية تاركا " لصفاء " حق قراءة ما بين السطور .

هل يحتاج التعبير عن الحب لأربعة وعشرين صفحة ؟! ، أحيانا يحتاج لأكثر من ذلك فقد يتعدى المجلدات ، على عكس التعبير عن الكره ، فالتعبير عنه قد لا يحتاج اكثر من بضع كلمات ، كحالتي مع " صفاء " عندما ضبطتها تؤشر الى ابن الجيران من فوق السطوح ، فقد اكتفيت أن اقول لها " انسيني يا خاينة ورجعي الرسايل ... والا أقلك ... ويش اسوي بالورق ... وكل معنى للمحبة ذاب فيها واحترق " ولكني عدت اليها بعد أيام فأنا ضعيف في الحب .

أنا كنت شاطر في كتابة الرسائل ، واحيانا كنت اكتبها بأقلام ملونة ، وأرسم بعض الورود على اطراف الورق ، وكانت كل رسائلي معطرة ليس بالحنين والشوق فقط بل بكالونيا " الفريسكال " . أساسا الحب والكالونيا مرتبطان مع بعضهما وبشدة فكلاهما له علاقة بالحلاقة .

كل يوم تقريبا أرسل رسالة لصفاء ، وصفاء ما زالت تلوح من فوق السطوح ، غير مكترثة لما بين السطور ، وقد تعبت من افهامها بأن السطور شيء والسطوح شيء آخر ، رغم أن الحروف قريبة ، وربما تعبت هي من سطوري وأغراها السطوح .
لذا ... جائتني أمس لتأخذ رسائلها ، وأعطتني رسائلي ، وقالت لي فأمان الله "احلق" . بعد ان عذبت الفؤاد ولوعت المهج ومصت دماء الشوق والسهر والحب .

ما يصبرني اني لست الوحيد الذي قيل له " احلق " فهناك رؤوس كبيرة منها من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ان تبعث اليه برسالة معطرة "بالفريسكال" مضمونها " احلق " في الجويدة .


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com