أسئلة العام 2011
لم تَعُد الفواصل الزمنية التقليدية: مثل نهاية القرن او بدايته، هي المؤشر على بدء قرن جديد، بل ان ثمة أعواما حاسمات كالعام 1990 وهذا العام الحالي 2011 تشكل بحد ذاتها، إيذانا ببدء قرن جديد، أو زمن آخر. فالشرارة التي أشعلها صاحب العربة شهيد الكرامة: محمد البوعزيزي،أضرمت النار أيضاً بزمن طغيان القيادات العربية، وأضاءت طريق الزمن الجديد، الذي سيمشي فيه كل صاحب حق.
وقد فتح هذا العام الباب لأسئلة كبيرة: كيف سرقت أمريكا الربيع العربي ؟؟ وكيف أصبح أعداء الأمس بالنسبة لها: وهم الإخوان المسلمون، أصدقاء اليوم ؟؟ كيف استطاعت أمريكا أن تركّب على رؤوسنا العربية، قادة جلبتهم بالدبابات والإنقلابات، ودعمتهم لأكثر من أربعين عاماً-تحت ذريعة إبعاد الإخوان-لتعود وتتواطأ مع خلع أولئك القادة وتسليم الحكم للإخوان ؟؟ هل خططت أمريكا لهذه التغييرات وانتظرت الشرارة، ثم اقتنصتها ؟ أم تفاجأت وتلقت الصفعة المدويّة ؟؟
هل اقتنع العالم - أخيرا- بكذب أمريكا في العراق مع خروج جنودها من أرضه الخالدة ؟؟ وهل سيتركون العراق (بحاله) ويسحبون خططهم وسرقاتهم مع مرتزقتهم ؟؟هل الرأي العام الأمريكي سيقتنع بإرسال أبنائه الى حيث يُشير سياسيّوهم ؟؟ عبّرت عن هذا قناة سي ان ان الامريكية بالسؤال هي الأخرى: «هل كان الأمر يستحق فعلاً»؟؟ هل رَمِيْ أُسامة بن لادن في البحر هو آخر لقطة في فيلم الكاوبوي الهوليوودي؟؟
روسيا - هي الأخرى - هل استعادت عافيتها الى درجة أن تعود كرديف للقوة الأمريكية المُستفردة ؟؟ وهل موقفها من سوريا هو عودة للحرب الباردة «ما غيرها» ؟؟ وهل تستعيد الأُمم عافيتها بهذه السرعة والكفاءة ؟؟ فإقتصاد روسيا اليوم قوي بنسبة نمو تفوق 9% سنويا، وإعلامها منفتح ومنتشر، وتنميتها على قدم وساق، أما الطبقة الوسطى- صمام أمان المجتمعات، فلقد عادت من جديد: وبهدوء!! هل بالإمكان تقليد الروس والبدء بالتنمية الحقيقية ؟؟ وهل يتوقف العرب عن تقليد دماغ الهمبرغر الأمريكي الإستهلاكي، وبنطلوناته المُمزَّقة ؟؟
محلياً، في أردننا الجديد: هل سنرى حيتان الفساد: القدماء والجدد، في السجن؟؟ وهل سننتخب مجلس نواب من صفوة الأردنيين ؟؟ وهل سيتقلد المسؤولية أصحاب الكفاءة المشهود لهم ؟؟ أم هل ستبقى وزارات كوتا، وانتظار على الدور؟؟ هل تستعيد وزارة التربية والتعليم دورها وتُحسّن مستوى المدارس، أم ستتركنا الى الأبد أسرى للمدارس الخاصة بغلائها وأجوائها الغربية ؟؟ هل تستحدث وزارة التعليم العالي معاييرَ أفضل وفرصاً متكافئة للطلبة أم ستترك هذا الدور للجامعات التجارية؟؟ لن أطرح المزيد من الأسئلة عن الأردن؛ فسؤال التعليم هو أول الأسئلة وهو الذي يحدد مصير الأمم ومكانتها. أليس كذلك ؟
ikramdawud@yahoo.com