ليلة مثيرة في تركيا.. تفاعلات ارتفاع الليرة وقرارات أردوغان

شهدت تركيا ليلة مثيرة وتفاعلات واسعة علي مواقع التواصل الاجتماعي، على وقع الارتفاع الصاروخي للعملة المحلية عقب قرارات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

بدأ المشهد بخطاب للرئيس التركي مساء الثلاثاء، عقب ترؤسه اجتماعا للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة، أعلن فيه عن حزمة قرارات وسلسلة من الخطوات قال إنها ستخفف من عبء تدهور العملة على الأتراك.

 

"آلية جديدة.. وبشرى للمصدرين"

 

وأكد أردوغان، وفقا للأناضول، أن حكومته ستطلق أداة مالية جديدة تتيح تحقيق نفس مستوى الأرباح المحتملة للمدخرات بالعملات الأجنبية عبر إبقاء الأصول بالليرة.

وأضاف أردوغان: "سنوفر بديلا ماليا جديدا لمواطنينا الراغبين بتبديد مخاوفهم الناجمة عن ارتفاع أسعار الصرف".

وتابع : "من الآن فصاعدا لن تبقى هناك حاجة لتحويل مواطنينا مدخراتهم من الليرة إلى العملات الأجنبية، خشية ارتفاع أسعار الصرف".

وحول عمل الآلية الجديدة، أوضح الرئيس أردوغان أنه في حال كانت أرباح المودعين في المصارف بالليرة أكبر من زيادة سعر الصرف، فإنهم سيحافظون على أرباحهم، أما في حال كانت أرباح سعر الصرف أكبر فعندئذ سيتم دفع الفرق للمواطن.

 

وزف الرئيس التركي بشرى للمصدرين، الذين يواجهون صعوبة في التسعير بسبب تقلبات أسعار الصرف، موضحا أنه سيتم تحديد سعر صرف طويل الأجل للشركات المصدرة عبر البنك المركزي بشكل مباشر، وفي حال حدوث فروقات سيتم دفعها بالليرة للشركات المعنية.

كما لفت إلى أنه من المعلوم وجود نحو 5 آلاف طن من الذهب لدى المواطنين "تحت الوسائد" (يحتفظون بها في المنازل) تقدر قيمتها بـ 280 مليار دولار، وأنه سيتم تطوير أدوات جديدة لتشجيع المواطنين على إدخال مدخراتهم من الذهب في النظام المالي.

وشدد أردوغان على حرص الحكومة على تحقيق الاستقرار في الاقتصاد والحد من تقلبات سعر الصرف عبر مواصلة الالتزام بقواعد السوق الحر، وتشجيع الإنتاج والتصدير والاستثمار.

 

"صعود صاروخي"

 

وبينما يتابع الأتراك الهبوط القياسي لليرة الذي رسم على وجوههم ملامح الحيرة والترقب خاصة بعد اقترابها من حاجز الـ19 ليرة للدولار الواحد، تبددت فجأة تلك الملامح وتحولت إلى فرحة مصدرها صعود صاروخي للعملة التركية مقابل العملة الأمريكية بعد خطاب أردوغان الذي وصفه البعض بـ"الساحر".. فماذا حدث؟

 

بشكل مفاجئ، ارتفعت الليرة التركية بأكثر من 33 بالمئة بعد تصريحات أردوغان لتصل إلى 12.2756 مقابل الدولار. وفي إجابة لم تحمل كثيرا من التفاصيل، قال رئيس اتحاد البنوك التركية، إنه تم تحويل نحو مليار دولار إلى الليرة التركية.

 

لكن المحللين الاقتصاديين على قنوات الإعلام التركي لم يقفوا كثيرا عند تفاصيل تصريح المسؤول المصرفي، وقالوا إن الرئيس التركي كالساحر يحمل دائما في جعبته الكثير من المفاجآت، مؤكدين أنهم لم يكن يتوقعوا هذا الصعود الصاروخي لليرة التركية.

  

 

 

 

 

ومن جانبه، ربط الخبير الاقتصادي أحمد مصبح بين قرار الرئيس أردوغان بتحديد سعر صرف طويل الأجل للشركات المصدرة عبر البنك المركزي بشكل مباشر وتحمل الحكومة دفع الفروقات بالليرة للشركات المعنية، وبين اجتماع وزير المالية الاثنين وجمعية البنوك التركية، قائلا: "يبدوا أن الاجتماع كان إيجابيا".

 

وأضاف في تدوينه عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "على الأغلب وفق هذا القرار وما يتضمنه من تحمل الحكومة لجزء كبير من  مخاطر وخسائر الشركات بسبب تقلبات سعر الصرف، تم بيع كميات من الدولار من طرف الشركات والبنوك والقطاع الخاص لتعزيز الليرة، الأمر الذي ساهم بشكل في صعود كبير لليرة خلال ساعات من 18 إلي 14 مقابل الدولار الواحد".

 

واعتبر مصبح قرار أردوغان بأنه خطوة من شأنها إعادة جزء من الثقة وتبديد التخوفات المستقبلية وتقليل مخاطر سعر الصرف، مستطردا: "لكن يبقى تخفيف وتيرة التصريحات أمر ضروريا خلال الفترة القادمة".

 

وقبيل تصريحات أردوغان بلغ سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار 18.3674، وتراجع بعد الخطاب إلى 12.2756، عند الساعة 23:00 بالتوقيت المحلي.

 

 

وقال الباحث الاقتصادي أحمد أبو زعيتر، عبر حسابه في "فيسبوك"، إن تحسن سعر صرف الليرة مقابل الدولار يؤكد أن قيمة الليرة التركية أمام الدولار في الفترة الأخيرة ليست حقيقية ولا تشير إلى حقيقة الاقتصاد التركي.

 

وأضاف: "ما حدث هو نوع من إعادة الثقة التي فُقدت جراء حملات التخويف والتهويل الإعلامية داخليا وخارجيا من إنهيار الليرة التركية".

 

وأردف: "هذا التحسن الكبير لا يعني أن مشاكل الاقتصاد التركي قد حُلت ولكنها بالتأكيد تعني أن المشكلة في غالباها أزمة ثقة لكن من وجهة نظري مبالغ فيها بشكل كبير، لذلك المطلوب هو العمل على طمأنة المستثمر والمستهلك بشكل كبير". 

 

"رقصة محافظ البنك المركزي"

 

ودشن مغردون أتراك وسما باسم "#SeninleyizErdoğan" بمعنى (نحن معك يا أردوغان)، عبروا فيه عن دعمهم وتضامنهم الكامل لسياسات وقرارات الرئيس التركي.

 

أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا نشر مقطع فيديو قديم لمحافظ البنك المركزي التركي وهو يرقص، تزامنا مع صعود صاروخي لليرة التركية، واحتل مقطع الفيديو الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وفي أول رد فعل لصعود الليرة مقابل الدولار، أعلن اتحاد شركات المحروقات التركية إلغاء زيادة الأسعار التي أعلنت اليوم على البنزين والمازوت والغاز ليوم غد الثلاثاء.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر : عربي 21