جنرال إسرائيلي يواصل تحذيراته: ما يجري في النقب والجليل أخطر على إسرائيل من قنبلة إيران
الهوية اليهودية
ويستذكر هكوهن عرض الحاخام المعروف سلوبتشيك الهوية اليهودية كهوية مرتبطة معا في عهد مصير وعهد غاية أو هدف. في الهامه سعى مفكرون يهود في العصر الجديد بعد الكارثة وإقامة إسرائيل – إلى إقامة هوية يهودية على أساس غاية مشتركة وليس فقط على أساس مصير كارثي مشترك. ويقول هكوهن إنه في هذه الأثناء، وفي ظل قصر يد القيادة الإسرائيلية لان توفر هوية إسرائيلية – يهودية على القوة الجامعة لوعي غاية مشتركة – اختارت القيادة الفرار إلى البعد الموحد المركز حول قلق وجودي مشترك. هكذا بنيت الحاجة السياسية لرعب النووي الإيراني.
ليس ملجأ فقط
الصهيونية بين غايتين
ويتابع «منذ بدايتها تأرجحت القصة الصهيونية بين غايتين؛ من جهة الغاية العتيقة لخلاص إسرائيل. من جهة أخرى غاية بالحد الأدنى لها كملجأ آمن ليهود مضطهدين. على الفجوة بين الغايتين وقف اللواء بيني بيلد بتهنئته للعام 2020». كتب بيلد: «لو كان بوسعي لأردت في السنة القادمة ان يشطب من القاموس ومن وعينا تطلع الصهيونية كما عرفه الكونغرس الأول في بازل في 1897 وبقي ساري المفعول حتى يومنا هذا: «لاقتناء ملجأ آمن على أسس محكمة علنية للشعب اليهودي في بلاد إسرائيل. أريد لهذا التعريف لمجال إقامة اليهودي في حدود معترف بها وآمنة من قبل الراعين والمال ان يشطب وان يأتي بدلا منه تعريف يتناسب وفكرة الدولة اليهودية لهرتزل ألا وهو إقامة دولة يهود في بلاد إسرائيل، من قبل اولئك اليهود الذين ملوا حياة المنفى والسكن الفرعي الهامشي ومستعدون لان يعطوا حياتهم من أجلها.
النقب قبل طهران
ويقول هكوهن إنه بالنسبة لأولئك الذين يرون في إسرائيل ليس أكثر من ملجأ آمن، فإن التهديد النووي الإيراني يبعث بالتأكيد على الإحباط لأنه رغم كل مساعي القرن الأخير، لم تنجح الصهيونية إلا باستبدال تهديد وجودي من نوع الجريمة الجماعية في كيشنوف، بتهديد وجودي من نوع قنبلة نووية إيرانية. ويقول إن النقاش الجوهري في أمن إسرائيل يجب ان يتطور، ولا يمكنه ان يجرى بشكل تقني فقط على أساس حسابات المخاطر والتهديدات. ويرى ان النقاش مطالب بنظرة ثاقبة إلى أساس الغاية والرؤيا بروح دافيد بن غوريون: لا الأمن هو الأساس بل خلاص إسرائيل: جمع المنافي، نهضة قومية. ويعتبر هكوهن أنه في إبعاد الإسرائيليين عن وعي غاية الخلاص، بات التهديد الإيراني بالنسبة للقيادة والمجتمع الإسرائيلي مهربا من التصدي لتحديات النهضة القومية. ويقول انه رغم المثابرة الإيرانية للوصول إلى قنبلة نووية، مطلوب فحص متجدد لتصنيف هذا التهديد في المكان الأول في سلم الأولويات القومي لإسرائيل.
الخطر الداخلي أكبر
موضحا أن السلاح النووي يندمج دوما في منظومة شاملة من الوسائل القتالية والميول الاستراتيجية ويقول إن هذا السلاح مخصص بشكل عام دور شبكة أمان، لأخذ مخاطر في مجالات الاحتكاك التقليدية. ويؤكد أن التركيز الزائد لحكومات إسرائيل على التهديد النووي على مدى السنين مس بقدر كبير بتركيز الجهد في ساحات أخرى بما فيها الساحة الداخلية المتضررة هي أيضا ففقدان السيادة الإسرائيلية في النقب وفي الجليل يهدد للمدى البعيد إسرائيل بقدر لا يقل عن التهديد الإيراني. ويمضي في تحذيراته «فضلا عن ذلك، في تركيز جهود الحكومات على المجال الإيراني، نشأ ارتباط واشتراط- حتى وان لم يكن صريحا- بين تأييد الإدارة الأمريكية لمطالب إسرائيل في الساحة الإيرانية وبين ما هو مطلوب من إسرائيل في الساحة الفلسطينية. لقد أدى هذا التعلق، ضمن أمور أخرى إلى امتناع متواصل من جانب حكومات إسرائيل عن البناء في القدس في المناطق المفتوحة، مثل قلنديا». ويخلص هكوهن للقول «في الوقت الذي انشغلنا فيه بإيران، نشأت لإسرائيل تهديدات جديدة: احتمال الانهيار الداخلي الكامن فيها أخطر بعدة أضعاف من التهديد النووي من طهران».