أخبار البلد - الطبيب وليد البنّا ، صاحب العمر ٣٥ عاما، والمولد في غزة بفلسطين. غادر وليد غزة عام ٢٠٠٣ متوجها الى المانيا لدراسة الطب وهو يملك القليل من المال. واستطاع ان يحصل على قبول ليدرس الطب بجامعة كولون الالمانية بعد منافسة مع عدد كبير من الطلبة الاجانب. وخلال ست سنوات عام ٢٠٠٩، استطاع إتقان اللغة الالمانية والحصول على شهادة الطب بتفوق. وَمِمَّا يذكر أنه عمل خلال دراسته في الكثير من وظائف الخدمات ليستطيع ان يسدد مصاريف الحياة أثناء دراسته الطب في المانيا، فأهله لم تكن عندهم القدرة المالية ليصرفوا عليه. كان حلمه ان يصبح جراح اعصاب، وهذا التخصص ليس من السهولة الحصول على مكان تدريب له في المستشفيات الالمانية وخاصة لطبيب اجنبي. ولكن تفوق وليد بدراسة الطب وشخصيته اللامعة ساعدته بالحصول على وظيفة طبيب مقيم في جراحة الاعصاب Achenفي المستشفى الجامعي بمدينة آخن
خلال فترة التدريب أكتشف صعوبة تشخيص جلطات الدماغ ، ولاحظ ان الوسائل المتاحة باستعمال منظار كبير لفحص شبكية العين لمعرفة إمكانية حدوث جلطة ثانية في الدماغ غير كافية. ومن المعروف ان جلطات الدماغ تحدث عند ملاين المرضى في العالم وتؤدي الى وفاة نسبة كبيرة منهم.
استطاع الطبيب المتدرب وليد ان يطور كميره صغيرة توضع على عينين المريض لدراسة التغيرات في شبكة العين المرتبطة عضويا بشبكة اعصاب الدماغ. وبهذا الاختراع استطاع الطبيب وليد الحصول على الجائزة الاولى من الجمعية الالمانية للأعصاب وطب الطوارئ عام ٢٠١٧. ويوم السبت الماضي في ٢٤ نوفمبر ٢٠١٨ ، فاز بلقب مخترع العرب الاول، وحصل على مبلغ ٣٠٠ الف دولار كجائزة عن اختراعه.
قصة الطبيب وليد البنّا، قصة اجتهاد وتعب كبير اثناء الدراسة، ولكنها ايضا قصة نجاح وتفوق كانت مختزنه في نفس ابن غزة الذي كان يعيش في أكبر سجن في العالم، ولكنه تغلب على كل الصعوبات، واستطاع ان يتفوق وينافس أقرانه في بلد البحث العلمي والاختراعات في المانيا. فالف تحية حب وتقدير وفخر بهذا العالم الطبيب الفلسطيني العربي الذي أعلن بأنه سيكون في خدمة وطنة وكافة البلدان العربية.