المتاجرة الصهيوـ أمريكية بحقوق الانسان


في ذكراها 62 في العاشر من ديسمبر من هذا الشهر احتفل العالم أجمع بالذكرى 62 عاما للإعلان العالمي لحقوق الإنسان وسط صمت واضح وتجاهل لهذه المناسبة الأممية خلافا لما اعتدنا عليه في كل الأعوام السابقة لهذه المناسبة حيث ترتفع الأصوات وتبح الحناجر وتجف الأقلام وحتى بعض المحطات الإعلامية في الدول البوليسية تضع إشارات على صدور إعلاميها وذلك كنوع من المشاركة في ذكرى هذا اليوم ، الذي أجمعت عليه البشرية ليكون إعلانا عن حقوق الإنسان بعد قروننا طويلة من الحروب وسفك الدماء ، يكفي أن نذكر أنه في الحرب العالمية الثانية وحدها سقط ملايين البشر ما بين قتلى وجرحى ومشردين والتي عقبها بعد ذلك هذا الإعلان الخالد الذي نحتفل . ولقد أجمعت البشرية أن يكون هذا اليوم اعترافا بحقوق الإنسان على مستوى العالم وقد صدر في تلك المنظومة وباسمها والتي عرفت باسم الأمم المتحدة ، ولكن ماذا كانت النتيجة ، دفعنا نحن العرب المسالمين ثمن جرائم إذا وجدت أصلا لم نكن طرفا بها ولن نناقش بصحة تلك الجرائم أو عدمها ,اقصد هنا بما يسمى بالهيلوكوست والمزاعم عن إبادة ستة ملايين يهودي ، ودفعنا نحن العرب الثمن في حدث كما أسلفت إذا كان صحيحا لم نكن طرفا به ، واقتطعت من أمتنا قلبها وعنوان حضارتها ومدنيتها فلسطين الحبيبة ، وسلمت للصهاينة ليقيموا دولتهم المزعومة على أرض ليست لهم وذلك باعتراف التوراة ذاتها بقولها حرفيا في سفر التكوين عن فلسطين (( أنها أرض الكنعانيين أي العرب )) وبعد ذلك واصلت الامبريالية العالمية ممثلة بالولايات المتحدة الصهيونية الحرب الباردة على حليفها الذي بفضله هزمت النازية والفاشية وهو الاتحاد السوفيتي الذي كان عنوان النصر وقائده على النازية والفاشية وهو من دفع الثمن لذلك النصر التاريخي أكثر من عشرون مليون إنسان وثلثي ثروة البلاد الوطنية حتى هزمت النازية والفاشية ، وبدلا من إقامة العدل والمساواة بين الأمم والشعوب ووقف سفك الدماء قامت أمريكا وحلفائها وعملائها بجرائم وإبادة للجنس البشري أفظع من النازية والفاشية ، وبعد ذلك قادت حليف الأمس الاتحاد السوفيتي للحرب الباردة حتى سقط وانهار من الداخل لأسباب كثيرة وعوامل يطول شرحها وعلى رأسها نتائج الحرب العالمية الثانية وكانت أمريكا طيلة خمسون عاما من الحرب الباردة أكثر دول العالم ادعاءا لحقوق الإنسان وهي أكثر الدول الاستعمارية انتهاكا لتلك الحقوق . يكفي أن نقول أن جرائمها في كل مكان من هذا العالم ولنا نحن العرب النصيب الأكبر من تلك الجرائم فهي من قتلت وشردت شعبنا العربي في فلسطين بواسطة الكيان الصهيوني ودعمه ، وهي من احتلت العراق وليبيا وأفغانستان وقسّمت السودان وتسعى لتقسيم باقي الوطن العربي ، ونهبت الثروات الطبيعية في وطننا العربي وهي من قتل زعيمين عربيين الشهيدين صدام حسين ومعمر ألقذافي ، كما أنها من يدعم صهاينة العرب من الداخل سواء في الخليج المحتل أو في باقي بلاد العرب . تمر الذكرى الثانية والستون للإعلان العالمي عن حقوق الإنسان هذا العام حزينة وكئيبة على أمتنا العربية تحديدا فقد انتهى الاستعمار من كل دول العالم إلا في وطننا العربي فقد أصبح هو المخلص في نظر عملاء الناتو في ليبيا المحتلة والمرتزقة من مجلس العمالة والخيانة السوري الذي يسمونه غربان الخليج المحتل بالمجلس الوطني ، وفي سوريا تتآمر أمريكا لإسقاط نظامها الوطني وهو آخر قلاعنا الصامدة بالتنسيق مع أجهزة المخابرات في دول الجوار العربي للأسف ولكن سوريا الصامدة بشعبها ونظامها الوطني التي صبرت صبر أيوب على جامعة إيدن وسفالة عملاء أمريكا وتلك الجامعة هي أسوأ مخلفات بريطانيا . وفي ذكرى هذه المناسبة ندعو كل من يدّعون المدنية وحقوق الإنسان رفع صوتهم والمطالبة بإعادة فتح تحقيق احتلال العراق وهناك الكثير من الأسرار لا تزال غامضة واحتلال ليبيا وقتل الزعيمين الشهيدين صدام حسين ومعمر ألقذافي والأخير الذي كان جريحا بعد قصف أمريكا له كما قال رئيس وزراء روسيا بوتن ، والمؤامرات التي تتعرض لها سوريا من أمريكا وعملائها أصبحت لا تحتمل . إن أمريكا في هذه الذكرى ربما اختجلت من الحديث عن حقوق الإنسان ويديها لا تزال تقطر دما من جرائمها في كل مكان ولكنها تركت الحديث لدويلة قطر العظمى التي صدقت نفسها وأميرها الذي لم يخجل من الانقلاب على والده وحبسه في (...........) وبعد ذلك يحدثنا هذا المارق عن الديمقراطية وحقوق الإنسان بواسطة بوقه الصهيوني قناة الحصيرة . وبعد ما أصدق وأعظم الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال قبل من أكثر من 1400 عام ، متى استعبدتم الناس ولقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا . عبد الهادي الراجح alrajeh66@yahoo.com