صحيفة: واشنطن رفضت تقديم موعد تسليم إسرائيل طائرات تزود بالوقود جواً لضرب إيران
أخبار البلد ــ أخبرت الولايات المتحدة إسرائيل أنها قد لا توفر لها طائرات لتوفير الوقود جوا قبل عام 2024 وسط توتر بين البلدين حول كيفية التعامل مع إيران.
وفي تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز” وأعده ديفيد سانغر ورونين بيرغمان وهيلين كوبر، قالوا فيه إن إسرائيل طلبت من إدارة جو بايدن في الأسبوع الماضي تسريع تسليم الطائرات لتوفير الوقود جوا، والتي قد تكون مهمة في أي عملية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ولكنها أخبرت أن الطائرات المطلوبة نفذت مؤقتا من المخزون وهناك احتمال ألا تسلم الطائرة الأولى منها قبل عام 2024، وذلك نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
وتقدم وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس الأسبوع الماضي عندما التقى مع وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن والمسؤولين الأمريكيين البارزين في واشنطن. وفي الوقت الذي أخبر فيه المسؤولون الأمريكيون غانتس أنهم سيعملون على زيادة الإنتاج، إلا أن وقت التسليم مهم لإسرائيل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تفاصيل النقاشات لأول مرة. وتخشى إدارة بايدن من إحياء رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت التهديدات بضرب المنشآت النووية الإيرانية بعد حديثه عن فشل المسار الدبلوماسي، وأن إيران باتت قريبة من الحصول على قدرات إنتاج القنبلة النووية.
وجاء الطلب الإسرائيلي لطائرات تزويد الوقود جوا وسط خلافات بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية التعامل مع المشروع النووي الإيراني، فقد حققت طهران تقدما ملموسا في عملية إنتاج الوقود النووي، رغم الهجمات المتكررة وعمليات التخريب التي قامت بها المخابرات الإسرائيلية على منشآت تخصيب اليورانيوم ومصنع يقوم بتصنيع أجهزة الطرد المركزي.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن بينيت خصص ميزانية كبيرة للقيام بتدريبات للهجوم الجوي ويرى أن المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي سيؤدي إلى صفقة قاصرة ستعطي إيران الفرصة لتسريع تصنيع القنبلة النووية. وطلبت إسرائيل طائرات تزويد الوقود جوا (كي سي- 46) في آذار/ مارس لكي تستخدمها في تزويد الوقود لمقاتلاتها في الجو حتى تصل إلى أهدافها في إيران وتعود.
ومن المتوقع أن تقدم شركة بوينغ 8 طائرات من هذا النوع بكلفة 2.4 مليار دولار حيث ستقوم بتسليم أول دفعة منها عام 2024. لكن سلاح الجو الأمريكي بحاجة إلى هذه الطائرات حيث يقوم ببناء وجود لها في منطقة الصين الهندية ومواجهة الصين فيها. وتعود الطائرات التي تملكها إسرائيل من هذا النوع إلى خمسين عاما وتم تصميمها على نموذج بوينغ 707، وهي لا تزال صالحة للعمل، إلا أن النموذج الجديد (كي سي- 46) سيعطي إسرائيل قدرات واسعة لأنها تستطيع تزويد المقاتلات وقاذفات القنابل بالوقود وتحصل عليه هي الأخرى وهي في الجو. والقدرة على التزود بالوقود مهمة، وإلا اعتمدت المقاتلات الإسرائيلية على الطائرات القديمة أو الهبوط في الإمارات أو السعودية، وكلا البلدين منافس لإيران، لكن أيا منهما لا يريد التورط في الهجوم والمساعدة به.
وأشارت الصحيفة إلى أن تمويل الطائرات هذه سيأتي في النهاية من أموال دافع الضريبة الأمريكي. وسيتم دفع ثمنها إلى شركة بوينغ من حزمة المساعدات السنوية الأمريكية إلى إسرائيل.
وتعلق الصحيفة أن النقاش حول ما يجب تقديمه من قدرات لإسرائيل وسرعة توفيره قديم. ففي عام 2008، تجاهل الرئيس جورج دبليو بوش طلبا من رئيس الوزراء إيهود أولمرت لتزويد إسرائيل بقنابا مخصصة خارقة للملاجئ وقاذفات قنابل من طراز "بي-2” مع استئجار 10 طائرات تزويد وقود، والتي قال أولمرت إنها ضرورية في أي عملية إسرائيلية ضد المفاعل النووي الرئيسي في "نطنز”.
وقام جزء من العملية على استعارة قدرات الولايات المتحدة لتزويد المقاتلات بالوقود جوا. وطالب نائب الرئيس في حينه ديك تشيني بتقديم كل ما طلبته إسرائيل، لكنه خسر النقاش. وألمح بوش وتشيني إلى الحادثة في مذكراتهما، لكنها لم يذكرا أنهما أخبرا الإسرائيليين عن عملية سرية تهدف لتخريب الجهود الإيرانية عبر أجيال جديدة من الأسلحة الإلكترونية.
وأُعطي للعملية اسم سري "الألعاب الأولمبية” وتحول إلى جهد أمريكي- إسرائيلي مشترك أنتج فيروس "ستاكس نت” ودمر أكثر من ألف جهاز طرد مركزي إيراني. وطورت إسرائيل لاحقا قدرات أخرى وتدربت عليها، وفي أثناء إدارة باراك أوباما، اقترب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من مرة من القيام بعملية ضد إيران، وذلك حسب مسؤولين إسرائيليين، ومقابلة الصحيفة مع نتنياهو عام 2019. ولكنه تراجع في اللحظة الأخيرة، خوفا على ما يبدو من ضرر لا يمكن إصلاحه في علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة.
وفي عام 2017 عندما قررت إسرائيل أنها بحاجة لاستبدال طائرات التزود بالوقود جوا، لم تقدم حكومة نتنياهو مباشرة طلبا، وكان البرنامج النووي تحت السيطرة، وهذا بسبب نقلها نسبة 97% من الوقود النووي خارج أراضيها، بناء على اتفاقية 2015 والتي عارضها بشده نتنياهو.
وأبطأت إسرائيل في هذه الفترة عمليات التدريب على الغارات. وأحيا المخططون العسكريون الإسرائيليون الخطط، حسب مسؤولين سابقين وحاليين قالوا إنه تنفيذ غارة يعني ضرب المنشآت عدة مرات، وخاصة مفاعل فوردو، مركز تخصيب اليورانيوم المخبّأ داخل جبل في قاعدة عسكرية إيرانية. لكن الوقت سيكون قصيرا وعلى المقاتلات التزود بالوقود جوا وبشكل سريع. ويعتقد المسؤولون الأمريكيون أن الهجوم على المنشآت الإيرانية ليس قريبا، وأن تحضير بينيت وبشكل علني لعمل عسكري هو محاولة منه للحصول على شروط متشددة في أي اتفاق بين الغرب وإيران.