.. نعرف، دون انتظار التفاصيل!

.. كنا نقول، وقبل يومين فقط، هناك فخ في العراق تركه الأميركيون لما بعد انسحابهم. وظهر أن الفخ كان أسرع مما نتصوّر، بعد هجوم المالكي على السُنّة (نائب رئيس الجمهورية، ونائب رئيس الوزراء)، وخروج القائمة العراقية من الحكومة بمقاطعتها، ومن البرلمان بعدم حضور جلساته!!.
في دمشق أيضاً لغم كبير بمناسبة توقيع بروتوكول الجامعة العربية.. ويتواءم مع فخ العراق، وعلى خط موازٍ هناك ما يشبه كل ذلك بدعوة خروج السلاح من بيروت أو ببقائه فيها، بمحاكمة قتلة الحريري أو باحباطها، بضعف المشاركة السُنّية في الحكم أو بطغيان التيار الديني المسلح الشيعي على المشهد كله!!.
ماذا بعد من الألغام والأفخاخ؟!. عندنا محاولات في اليمن تشبه محاولات الاعتصام والتظاهر في القاهرة تستهدف المبادرة الخليجية وإطلاق الفوضى الانفصالية في الجنوب، والحوثية الطائفية في الشمال.. والاعتصام والتظاهر لأي سبب ودون سبب في الشوارع والميادين!!.
أما مصر، فإننا كنّا نتصوّر أن مجرد حدوث الانتخابات سيهدئ التوتر, وينقل التحرك من الشارع الى صندوق الاقتراع, ولكننا كنا متفائلين. فحركة الشارع وجدت أنها خرجت من «الثورة» بلا حمص, وأن الجيش والاخوان المسلمين خطفوا الحصيلة.. فاعتصموا امام رئاسة الوزراء ومنعوا الرئيس من دخول المبنى, وحاولوا اشعال النار في مجلس الشعب, استباقاً للانتخابات, ووضع الدستور, وانتخاب رئيس جديد للجمهورية!!
نستطيع دون تردد أن نقول إن الناظم في العراق وسوريا ولبنان, وحامل فتيل التفجير هو.. طهران!! فهي بذلك تحاول انقاذ النظام السوري بالامتداد اليه شرقاً عبر حكومة اللون الواحد في بغداد, والامتداد اليه غرباً بحزب الله.
إن فهم ما يجري الان في العراق يجعلنا اقرب الى استيعاب الصورة. فملاحقة نائب رئيس الجمهورية الهاشمي قضائياً بتهمة الارهاب ومحاولة اسقاط نائب رئيس الوزراء المطلك, هو عزل كامل للسنة العرب عن الحكم.. فردة الفعل الاولية السنية, كانت مقاطعة وزراء الائتلاف السنة, وتوقف القائمة العراقية عن حضور نوابها لجلسات البرلمان, واستباق محافظات الغرب السنية لذلك فقرارها بالتحول إلى إقليم وهو النموذج شبه الكونفدرالي في دستور السفير بريمر.
إن قبول دمشق السهل بالتوقيع على البروتوكول العربي، هو قبول مغامر وخطير. لأن مجرد وجود لجان المراقبة العربية سيؤدي إلى خروج الناس كلهم إلى الشوارع.. خاصة إذا رأوا أن وحدات الدبابات انسحبت. فهل أن دمشق مستعدة للفضيحة، أم أنها تملك أوراقاً تخبئها لاستعمالها في تفجير الألغام؟!.
لقد تخلت روسيا والصين أمس عن مساندة النظام السوري، حين قرر البلدان عدم معارضة مشروع قرار يندد بالنظام في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، (133 صوتاً) واختارت الدولتان الامتناع عن التصويت، فماذا بقي من حيطان خارج سوريا ليسند نظام الأسد ظهره عليها غير إيران والعراق وحزب الله في لبنان؟!. وهل ذلك يكفي دون تخريب كبير في البلدين العربيين: العراق ولبنان؟؟.
.. نعرف، دون انتظار التفاصيل!!.