القمة الخليجية: رسائل تحذيرية لإيران.. وطلبات مبطنة...

طالب قادة دول مجلس التعاون الخليجي في ختام قمتهم العادية في الرياض امس الثلاثاء السلطات السورية بوقف القمع، ودعوا ايران في الوقت ذاته الى الكف عن "تدخلاتها المستمرة" في شؤونهم الداخلية.
كما اعلن القادة "تبني" اقتراح العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الانتقال الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد لمواجهة "التحديات"، عبر تشكيل هيئة تتولى تقديم التوصيات الخاصة بذلك.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي خلال مؤتمر صحافي ان "سورية امر يخص الجامعة العربية واهم امر هو وقف القتال وسحب آليات الدمار من المدن واطلاق المحتجزين".
واضاف "اذا كانت النوايا صافية، فيجب ان تتم هذه النقاط فورا".
وتابع الفيصل ردا على سؤال ان "البروتوكول (بعثة المراقبين) جزء لا يتجزأ من مبادرة" الجامعة العربية.
ووقع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد  اول من امس الاثنين في القاهرة على بروتوكول لجامعة الدول العربية يحدد الإطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب التي تقرر ارسالها الى سورية حيث يقمع النظام منذ اكثر من تسعة اشهر حركة احتجاج شعبية غير مسبوقة.
من جهته، طالب البيان الختامي للقمة "الحكومة السورية بالوقف الفوري لآلة القتل ووضع حد لإراقة الدماء، وإزالة أي مظاهر مسلحة، والافراج عن المعتقلين كخطوة اولى للبدء في تطبيق البروتوكول" الموقع، كما دعا الى "تطبيق كافة بنود المبادرة العربية".
وعلى الصعيد الايراني، عبر البيان عن "بالغ القلق لاستمرار التدخلات الايرانية في الشؤون الداخلية" لدول مجلس التعاون و"محاولة بث الفرقة، وإثارة الفتنة الطائفية بين مواطنيها، في انتهاك لسيادتها واستقلالها". وطالبت الدول الخليجية "ايران بالكف عن هذه السياسات والممارسات".
كما اكد القادة "متابعة مستجدات الملف النووي الايراني بقلق بالغ واهمية التزام ايران بالتعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية" وشددوا على "جعل منطقة الشرق الاوسط بما فيها الخليج العربي، خالية من اسلحة الدمار الشامل والاسلحة النووية".
وتابع البيان ان الزعماء "استنكروا محاولة اغتيال سفير" السعودية لدى واشنطن عادل الجبير ودعوا "المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته امام هذه الاعمال الارهابية، ومحاولة تهديد استقرار الدول".
الى ذلك، قال الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني ان القمة قررت "تبني مبادرة الملك عبد الله لتشكل دول المجلس كيانا واحدا ومواجهة التحديات".
واضاف ان زعماء دول الخليج و"ايمانا منهم بأهمية المقترح وايجابيته لشعوب المنطقة وبعد تبادل الآراء وجهوا المجلس الوزاري بتشكيل هيئة متخصصة لدراسة المقترحات التي تم تداولها".
وتابع الزياني ان "الهيئة ستقدم تقريرا اوليا في اذار (مارس) 2012 الى المجلس الوزاري لرفعها الى القادة على ان ترفع توصياتها النهائية الى اللقاء التشاوري للقادة".
وكان الملك عبد الله بن عبد العزيز خاطب قادة دول الخليج خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الاثنين قائلا "اطلب منكم ان نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحد".
لكنه لم يحدد شكل الاتحاد او الآلية التي سيعتمدها او المراحل اللازمة لذلك.
وبحث القادة شؤون السوق الخليجية المشتركة وخصوصا الاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي في ظل استمرار تعثرهما.
وفضلا عن الهموم الخليجية، طغت على اعمال القمة الاضطرابات في الدول المحيطة والمخاوف من ازدياد النفوذ الايراني وخصوصا في ظل الانسحاب الاميركي من العراق وتداعيات ما قد يسفر عنه من فراغ امني.
واعلن قادة دول الخليج "دعم موقف الكويت بشأن إنشاء ميناء مبارك الكبير باعتباره يقام على ارض كويتية وضمن مياهها الاقليمية، وعلى حدود مرسومة وفق قرارات الامم المتحدة".
وكان انشاء الكويت لميناء مبارك الكبير في جزيرة بوبيان اثار غضب العراق الذي يعتبر ان موقع انشائه سيعوق وصوله الى مياه الخليج التي تعد منفذه الرئيس لبيع نفطه، وهي الاتهامات التي رفضتها السلطات الكويتية.
وشدد القادة على "ضرورة استكمال العراق تنفيذ كافة قرارات مجلس الامن الدولي ومنها الانتهاء من مسألة صيانة العلامات الحدودية (...) والتعرف على من تبقى من الاسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات والارشيف الوطني" الكويتي.
كما جدد القادة مواقفهم تجاه العراق و"احترام استقلاله ووحدة اراضيه وسلامته الاقليمية، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية تجنبا لتقسيمه".
ودعوا "كافة الاطراف والمكونات السياسية في العراق الى تحمل مسؤولياتهم لبناء عراق آمن موحد مستقر ومزدهر بعد الانسحاب الاميركي".
وفي هذا السياق، قال الفيصل ان الانسحاب الاميركي من العراق "شأن اميركي عراقي اما ما سيلي ذلك من ردود فعل وتفاعلات، فلا نعلم كيف ستكون الامور".
واضاف "اعتقد انه بالسرعة الممكنة، لا بد ان يوضح العراق سياسته تجاه دول المنطقة حتى تستطيع ان تتجاوب معه بالشكل المطلوب".