إعلان تلفزيوني مهين عن تمكين المرأة على طريقة مدرسة الروابي .. من المسؤول
اخبار البلد - أسامه الراميني
تمكين المرأة يعني تقوية النساء في المجتمع وتعزيز دورهن وحضورهن ومواجهة التحديات التي تواجههن خصوصاً وأن المؤشرات العالمية للفجوة بين الجنسين وضعت المرأة العربية تحديدا على ذيل القائمة والمرأة الأردنية وهي جزء من المرأة العربية لا تزال تعاني بالرغم من تحسن المؤشر في جهة ما أو في مكان آخر ، ولذلك باتت المنظمات الدولية تهتم بتمكين المرأة الأردنية سياسيا واقتصاديا وإنسانيا واجتماعيا باعتبار أن تمكين المرأة يصنع منها إنسانة ناجحة متقدمة تمتلك الصلاحيات لصنع القرارات ، ولكن هل تمكين المرأة يكون بطريقة الأمم المتحدة أو المنظمات الإنسانية المعنية بشؤون المرأة التي أرادت الوصول إلى قلوب وعقول المستهدفين من خلال إعلان تلفزيوني قصير يتم بثه وإعادة نشره على الكثير من المحطات المتلفزة وعبر وسائل التواصل الإجتماعي بشكل مهين سافر لا يخدم أبداً الفكرة التي نسعى لتعزيزيها ؟ حيث إن أسلوب طرح الإعلان رديئ ومتخلف ويحتاج إلى وقفة لمعاجلة آثاره ، فالإعلان التلفزيوني ببساطة يصور معلمة تحمل عصاً أطول منها في غرفة صف به مجموعة من الطالبات اللواتي يرتدين زي مدرسي "مريول أخضر" ويتحوطن حول المعلمة التي تحاول بصوت عالٍ مجلجل مقرونة بعصاً طويلة وصراخ أن تروج لمفهوم تمكين المرأة سياسياً ومجتمعياً، فهي تصرخ وتقول "وين بتكون المرأة" فيكون الجواب على لسان الطالبات "في الحكومة" ويعاد السؤال وتختلف الإجابة هذه المرة "بالبرلمان" ويكرر السؤال ثلاث ورباع فيكون الجواب في "الاعتصامات والأحزاب" ولا نعلم حقيقة ما علاقة الطالبة المدرسية بتمكين المرأة سياسياً أو حزبياً ، فتمكين المرأة لا يكون على طريقة مدرسة الروابي سيئ الذكر كون المعلمة التي تريد فرض التمكين السياسي داخل غرفة الصف في الإعلان هي إحدى معلمات مدرسة الروابي الذي خلق جدلاً وفتنة في المجتمع الأردني عندما تم عرضه عبر منصة "نتفلكس" قبل شهور وأساء إلى العلاقات الخاصة في مدارس البنات وأساء أكثر إلى العادات والقيم المجتمعية للفتاة الأردنية ، تمكين المرأة له أسسه وكيانه وله أدواته وفلسفته ولا يكون من خلال فكر القائمين على إعلان تمكين المرأة على طريقة مدرسة الروابي فحينها لا نريد تمكين سياسة أو اقتصاد .