في أزمة مواجهة مع إيران.. إسرائيل: أين ذهبت المليارات المخصصة للجيش؟
كان هذا الشرط بعد علاوة شاذة بحجم 5 مليارات دولار لميزانية الدفاع بهدف استكمال هذه الجاهزية. لا يخفي رئيس الوزراء نفتالي بينيت بأنه فوجئ من فجوة بين الخطاب القتالي لسلفه حيال إيران، وما يجري عملياً. يتبين أن الحكومة السابقة أقرت للجيش خططاً بعيدة المدى لتطوير وشراء قدرات حيال إيران، ولكن قسماً من المال في السنوات الثلاث الأخيرة ذهب إلى أماكن أخرى. تبين أن مدى تأثير ورقابة القيادة السياسية على بناء القوة العسكرية كان طفيفاً.
إذن، لعلهم اشتروا مجنزرات حديثة، أو سفناً، أو حسنوا الجيش البري، وهي مواضيع مهمة بلا شك. لكن قسماً من المال الذي كان مخصصاً للتصدي لإيران، ويدور الحديث عن مليارات، لم يستغل للأهداف التي خصص لها. حين كان آيزنكوت رئيساً للأركان؛ أي عهد الاتفاق النووي مع إيران، أقر للجيش أن يحرف قسماً من الميزانيات السنوية إلى أهداف أخرى. ولكن ثمة حجارة أساس التطوير والتسلح بوسائل قتالية محطمة للتعادل. وأحياناً يكون معنى الخروج عن القاعدة هو أن مشاريع حيوية مثل طائرات الشحن بالوقود، لا تنفذ في الوقت المناسب. وثمة موضوع هامشي إلى جانب هذا: مليارات تضيع هباء.
تسلم رئيس الأركان كوخافي مهام منصبه في عهد أوسط: الاتفاق النووي ألغي، ولكن الإيرانيين لم يقتحموا الحدود بعد. وفي هذه النقطة، كان يفترض بالقيادة السياسية والعسكرية أن ترسم مجدداً مسار سباق التسلح. وهذا لم يحصل.
فما الذي حصل في الأشهر الأخيرة وأدى بالمنظومة السياسية والعسكرية أن تستيقظ بصراخات النجدة، وأن تضخ 5 مليارات دولار على عجل؟
فالإيرانيون يحوزون الآن عشرات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب إلى 60 في المئة، وشهادات إحياء المشروع النووي تتجمع على مدى أشهر. الجداول الزمنية هي ما تغيرت. وهذه، كما يقدرون في إسرائيل، تقلصت جداً. لدى الإيرانيين اليوم أكثر من 400 جهاز طرد مركزي من الطراز القديم.
عندما التقى رئيس الموساد دافيد برنيع، هذا الأسبوع، نظراءه في الولايات المتحدة، كان الطرفان يعرفان بيقين بأن المحادثات في فيينا عديمة الغاية. هذا الأسبوع، حين يصل وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة، سيطرح ضائقة الأزمنة وطريق المحادثات المسدود على الطاولة. وإن إقرار الولايات المتحدة استعراضاً محدوداً لقوتها العسكرية بهدف توضيح جدية نواياها، أمر قد يطرح مرة أخرى على جدول الأعمال. وسواء كانت إسرائيل شريكة في مثل هذه الخطوة أم ستدفع ثمنها، فهي ملزمة بأن تكون منسقة مع الولايات المتحدة، حتى الحرف الأخير.
عندما ينطلق نقد عن اعتبارات بناء القوة، يختبئ الجيش خلف انعدام الاستقرار السلطوي. يعرف رئيس الأركان أفيف كوخافي أن هذه ليست القصة. فهو نفسه يدعو في السنة الأخيرة إلى بحث دائم، مرة كل شهر، يعرض عليه فيه وضع كل مشروع. غير أن هذا كله بقي حتى الآن في ملعب الجيش. لعل القيادة السياسية الآن، في ضوء الأزمة المحتدمة حيال إيران، ستعود لتؤدي دورها التقليدي: أن تولي وتشرف على بناء القوة العسكرية.