ليتنا بقينا أيام ما رفع الكباريتي الخبز
أخبار البلد - ما كان أحد يتوقع، أن صورة شخصية جمعت بين رئيس الوزراء الأسبق عبد الكريم الكباريتي ورئيس الديوان الملكي الأسبق مروان المعشر، نشرها المعشر على موقع "فيسبوك" يمكن أن تثير كل ذلك اللغط وعواصف الغبار.
الصورة التي أخذت في قاعة بناء أجسام، وأظهرت الرجلين اللذين ما زالا شابي الروح، في عمريهما الحالي، في أفضل لياقة، بدت، بالنسبة للبعض مدعاة للسخرية والتذكير بأزمة رفع أسعار الخبز عام 1996، في الحكومة التي ترأسها آنذلك الكباريتي، وشغل المعشر منصب وزير إعلامها، على اعتبار أن رفع الخبز أنهك أجسام الأردنيين، فيما يبني المذكوران عضلاتهما.
الحق أن مثل هذا الرأي قفز على الحقائق؛ فرفع أسعار الخبز أيامها قوبل ببديل نقدي، يُدفع للمواطن، قطعته حكومة لاحقة، وتجاوزت ذلك؛ إلى رفع الدعم عن السلع الأساسية وتحرير الأسعار، دون أن ينتقدها المنتقدون ويتظاهر المتظاهرون.
بل إن سيلاً من الحكومات أتت بعد حكومة الكباريتي، رفعت جلّ الأسعار والضرائب والرسوم، ما يجعلنا نقولها، بلا وجل: ليت الأمور توقفت عند رفع أسعار الخبز!!
النقطة الآخرى التي طالت المعشر شخصياً هي رئاسته للجنة الملكية التي أعدت الأجندة الوطنية، باعتبارها تنتمي إلى الماضي، وباتت أثراً بعد عين، وجرى استبدالها باللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي يترأسها رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي، فليت الذين انتقدوا الأجندة اطلعوا عليها، بما حوته من رؤى تحديثية، قد نختلف او نتفق معها، لكنها ووجهت بمعارضة شرسة من الحرس القديم.
لذا.. تحسب الأجندة لمروان المعشر، لا عليه، وليس صحيحاً الغمز من قناة دور أمريكي فيها، وأحسبه من ضمن الحملة ضدها.
إرث الرجلين اللذين ظهرا في صورة عادية، تعكس بساطتهما، كسرت الجليد وأظهرت ما تحته، يستحق التوقف عنده، عند نزوعهما للإصلاح وابتكار أفكار من خارج الصندوق، ونظافة أيديهما " فعلى حد علمي لم يتهمها أحد أبداً بالإثراء على حساب المصلحة العامة" ، وتثمين ذلك الإرث أو محاسبته ونقده، دون المواقف المسبقة والهجوم الجاهز على آرائهما وتاريخهما وحتى عضلاتهما وآفاقهما.
الصورة أظهرت أن السنين حين تمضي، تغير في الوجه والملامح والشعر الذي ينحو لرماد، لكن جمر القلب يبقى مشعاً ونابضاً بالدفء مثلما العقل بالفكر المبدع الخلاّق.