أوسلو أساس الداء ..

أخبار البلد - 

اتفاقية «اوسلو « هي أساس الداء والبلاء.. فهي الراس الذي يقود قطار التطبيع ، فلولا سيئة الذكر هذه ، لما انهار الجدار العربي ، بهذه الصورة المأساوية المرعبة..

 

ورغم كل ذلك ،كنا وما زلنا نتمنى على الاشقاء العرب ،ان لا ينجروا الى مغارة الضبع الصهيوني، فالكيان الصهيوني الغاصب ليس خطرا على فلسطين وحدها .. بل يشكل خطرا على الامة كلها .. فتاريخه حافل بالعدوان على الاردن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والسودان وتونس ..الخ، وتاريخه الاسود هذا يفضح مخططاته واهدافه العدوانية التوسعية ..

 

فقد شارك في العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 .. وأجبر على الانسحاب من قطاع غزة بعد فشل العدوان .. عندما امر الجنرال ايزنهاور الرئيس الاميركي ابن غوريون رئس وزراء العدو بذلك .

 

وقامت بتدمير المفاعل النووي العراقي 1981، وغارت على بور سودان وعلى حمام الشط في تونس، مخلفة مئات القتلى والجرحى من الشعبين الفلسطيني والتونسي.. واحتلت جنوب لبنان ، واقامت دويلة سعد حداد الطائفية وحاصرت بيروت ثلاثة اشهر ، وارتكبت اقذر مجزرة في التاريخ مجزرة «صبرا وشاتيلا» بمشارك حلفائها ..حزب الكتائب اللبنانية .. واقترفت مجزرة بحر البقر في مصر بقتل مئات الطلاب .. الى جانب قتل المئات من الاسرى المصريين ودفنهم في رمال سيناء..

 

وها هو يحتل الجولان السوري ويرفض الانسحاب ، ويشن غارات شبه يومية على الاراضي السورية ، وقام بدعم المنظمات الارهابية، التي عاثت في الارض السورية خرابا وتدميرا وتقتيلا ..

 

لم يكتف العدو الصهيوني بذلك، بل قامت بدعم المتمردين في جنوب السودان، واسهم فعليا في انفصال الجنوب السوداني ، ودعم الاكراد في شمال العراق ، واقام محطة للتجسس في اربيل .. تعتبر المحطة الاكبر للموساد في المنطقة.

 

لقد اثبتت الاحداث ان العدو لا يفهم الا لغة القوة ، ولم تفلح المعاهدات والاتفاقيات التي عقدت مع عدد من الدول العربية في نقله الى ضفة السلام الحقيقي ، بل ازداد شراسة وارهابا لفرض الامر الواقع..

 

نظرة سريعة الى سجل «اوسلو» المخزي ، نجد ان العدو استغل الاتفاقية لرفع وتيرة الاستيطان، فصادر 68% من اراضي الضفة ، و86% من اراضي القدس ، هذا ويبلغ عدد المستوطنات 199 مستوطنة و 221 بؤرة استيطانية، وعدد المستوطنين 935 الف مستوطن ارهابي.

 

وها هو رئيس وزراء العدو «بينيت» يعلن في «الكنيست» بانه لن يسمح باقامة دولة فلسطينية على اراضي دولة اسرائيل ..!!

 

المفارقة المؤلمة انه في الوقت الذي نلاحظ فيه تغيرا في الراي العام الدولي بعد ان ضاق ذرعا بجرائم اسرائيل.. نجد ان ان قطار التطبيع يتسارع.. فلقد طالب نواب ديمقراطيون الرئيس الاميركي بوقف المساعدات عن اسرائيل .. وطالب برلمانيون بريطانيون الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الى جانب مجلس النواب الايرلندي والاسكتلندي ودول عدم الانحياز ودول اميركا الجنوبية واغلبية الدول الافريقية...الخ.

 

وقبل ان نختم لا بد من التاكيد ان عددا مهما من المفكرين والمؤرخين الاسرائيليين ، وعلى راسهم عالم الاثار الشهير «فلنكشتاين» ينكرون ادعاءات اسرائيل الدينية .. ويقول «لا يوجد ارتباط بين اسرائيل والقدس .. والنبي سليمان لم يبن الهيكل في القدس» .. كما يفضح المؤرخ الاسرائلي المعروف « ايلان باببيه» في كتابه « التطهير العرقي في اسرائيل» عنصرية اسرائيل وجرائم التطهير العرقي التي ارتكبتها ويؤكد انها تسير الى زوال ، وستلاقي مصير نظام «الابرتهايد» البائد في جنوب افريقيا.

 

باختصار..

 

سيكتشف المطبعون ان عاجلا او اجلا انهم استعجلوا في هرولتهم الى تل ابيب ،، وان اسرائيل لن تغير ولا تبدل لانها محكومة بايدلوجية عنصرية لا تعترف بالاخر « الصهيونية»» ..

 

وسيكتشفون كما اكتشف عتاولة الصهاينة ان هذه الارض عربية .. وان حبل الكذب قصير حتى ولو دعمته القوه الهمجية.. فشعب قاتل مئة عام ولم ينحن، ومستعد لان يقاتل مئة عام اخرى ، شعب يستحق الحياة.. وهو صاحب الارض، وهم طارئون شأن 27 قوما اخرين عبروا فلسطين ثم هربوا « عابرون في كلام عابر» .

 

المجد لشعب الجبارين