«صنع في فلسطين»: طارق جبارين يتجه للعالمية بإنتاجه آلة «الكلارينت»

أخبار البلد -في مكان بسيط، وبأدوات بسيطة، تمكن الفلسطيني طارق جبارين (27عاما) من صناعة آلة «كلارينت» الموسيقية، بعد عامين من العمل والتجربة.


جبارين الساكن في البلدة القديمة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، يعد الصانع العربي الوحيد في مجال صناعة.

يقول إنه أراد أن «يضع اسم فلسطين على الخريطة الثقافية والموسيقية العالمية من خلال إنتاج آلات الكلارينت».

وينقش على مصنوعاته عبارة «صُنع في فلسطين» التي يريد من خلالها أن يوصل للعالم رسالة معنوية مفادها أن يبقى وطنه المحتل فلسطين حاضراً في وجدان كل إنسان، وأن هذه الصناعة هي فلسطينية بحتة.

البداية

وعن بدايته في الحرفة، يقول «جبارين» إنها كانت مع عطل فني أصاب آلة الأوبوا الخاصة به (من أهم الآلات الخشبية النفخية) فحاول جاهدا إصلاحها دون جدوى، لكن، في عام 2010 التقى بفني آلات موسيقية نفخية ألماني الجنسية في مدينة رام الله، حيث كانت الخطوة الأولى للبدء في صيانة الآلات.

انتقل جبارين إلى العاصمة الألمانية برلين لدراسة فن صيانة تلك الآلات، غير أن حصوله على منحة دراسية من مؤسسة عبد المحسن القطان (فلسطينية) وبالشراكة مع القنصلية الفرنسية في القدس لدراسة الآلات الموسيقية في باريس دفعه لتغيير وجهة الدراسة.

درس فن صيانة الآلات الموسيقية النفخية، وصناعتها، وعمل مع أهم الشركات الفرنسية المتخصصة في صناعة تلك الآلات، على حد قوله.

غير أن طموحه لتأسيس مشغل ومصنع خاص يحمل اسم بلده فلسطين، دفعه للعودة إلى رام الله عام 2015.

يقول الصانع جبارين إنه تلقى دعما ماليا من عائلته، لتأسيس مشروعه الذي بدأ بصيانة الآلات الموسيقية، غير أنه واجه مصاعب عديدة لإنتاج تلك الآلات، أبرزها توفير المواد الخام.

بعد عامين من العمل والتجربة، نجح في صنع أول نموذج لآلة الكلارينت. يقول إن عازفا فرنسيا هو أول من عزف على تلك الآلة وأبدى إعجابه بها، وعن ذلك يقول إنها «الانطلاقة الحقيقة للمشروع».

وأطلق على مشروعه لاحقا اسم «جبارين لصناعة الآلات الموسيقية» نسبة إلى عائلته.

وهو يستخدم خشب «الأبنوس» لصناعة تلك الآلة، ومعدن خليط من النحاس والزنك، وتطلى الآلة بالفضة أو الذهب حسب طلب زبائنه

ويشير إلى أنها باتت مصدر دخل حقيقي، يمكن البناء عليها وتطويرها

طموح جبارين بدأ بتغطية حاجة السوق الفلسطيني، وقد نجح في ذلك حسب قوله.

وقال «بعد أن استطعت سد حاجة السوق المحلي في الضفة الغربية من آلة (الكلارنيت) بدأت بالتوجه للسوق الفلسطيني».

وأضاف «بحثت مطولا لأجد أي صناعة عربية في هذا المجال فلم أجد، وأعتقد أني الصانع العربي الوحيد، وأطمح لأن أسد حاجة السوق العربية».

طموح

جبارين أنتج عديد الآلات التي سوقت في دول عربية كثيرة أبرزها دول الخليج العربي، ومنها وصلت لدول أخرى كفرنسا والولايات المتحدة.

وأشار أن العازف العراقي وسام خصاف، يستخدم آلة من إنتاجه، بالإضافة إلى عازف دنماركي يحظى بشهرة واسعة.

طموح جبارين لا نهاية له، حسب قوله، فيسعى بالشراكة مع مؤسسة عبد المحسن القطان، لإعداد جيل فلسطيني يصنع الآلات الموسيقية، ويقوم بصيانتها. وأضاف «نحاول أن نخلق فرص عمل للموسيقيين، ونطمح لصناعة آلات موسيقية ذات جودة عالية،

وقال «أطمح لأن نكبر المشروع ليكون شعار «صنع في فلسطين» في عديد دول العالم».