نبيل صوالحة يجسد شخصية عون الخصاونة لأول مرة على المسرح


اخبار البلد _ ظهر الدكتور عون الخصاونة رئيس الوزراء لاول مرة على المسرح من خلال الشخصية التي قدمها الفنان نبيل صوالحة وقام بتجسيد شخصية الخصاونة كما كان يفعل مع الشخصيات والزعماء الذين اعتاد تقليدهم. وذلك ضمن أحداث مسرحيته الجديدة التي عرضها في فندق شيراتون احتفاء بأطفال اليونسيف وجاءت بعنوان" سَلَطَة سياسية". صوالحة يبدا المسرحية بالحديث عن الفساد ويقول ابطال العرض" إرحل الفاسد يمشي من هون".

ثم يعقد رئيس الوزراء ـ بالمسرحية ـ مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن الاصلاح وانه ترك المحكمة الدولية في لاهاي ليفاجأ بكمّ هائل من الفساد وعليه ان يواجهه.

وفي مشهد طريف يختفي رئيس الوزراء ليعود ممزق الثياب بعد ان تعرض له البلطجية.

وتتابع المسرحية احداثها بتناول مشاكل البنات في الوزاج ونوعية الشباب المتقدمين للزواج. وتتجلى لارا صوالحة في تجسيد شخصية الفتاة التي تبحث عن عريس رومانسي " شبه جورج قرداحي" وتغني له اغنية نانسي عجرم " يا سلام أد ايه حلو الكلام". وكأنها تدعو الى الحب على طريقة الافلام ، أفلام زمان الرومانسية.

وكذلك نجد مشكلة الابناء الذكور ومتاعب الاب معهم. ويتعرض نبيل صوالحة للغلاء في العاصمة عمّان وكونها من اغلى مدن العالم ويتساءل لماذا؟

كما ينتقد الوزراء والمؤولين الذين يركبون سيارات فخمة والبلد طفرانة. وايضا تظهر شخصية السجين خالد شاهين وتعرض المسرحية كيفية القاء القبض عليه في لندن في " الكازينو".

وكالعادة يستعرض نبيل صوالحة بالتقليد شخصيات عدد من الزعماء العرب الراحلين والاحياء مثل المغفور له بإذن الله جلالة الملك حسين والرئيس الراحل جمال عبد الناصر والسادات وياسر عرفات وحافظ الاسد الذي يستغرب من الاوضاع في سوريا في عهد ابنه الرئيس بشار. وكذلك تظهر شخصية الرئيس الراحل صدام حسين واخيرا معمر القذافي. وفي نهاية المسرحية يصرخ الفنان نبيل صوالحة: صار لي خمسين سنة بقلد الرؤساء ومعظمهم ماتوا، مين بدي اقلد هلا؟

يقول الفنان صوالحة: طلبوا مني ( يقصد القائمين على العرض) تقديم عرض مسرحي كوميدي. واخترت ان تكون "خلطة" او "سلطة سياسية" تحتوي على عدة فقرات كوميدية ضاحكة.

وفي النهاية، نحن امام "خلطة" إجتماعية فنية سياسية ضاحكة. ونحن في الاردن بحاجة لأن نقول ما في قلوبنا "المضغوطة" وكذلك لان نضحك من اعماقنا قبل ان ننفجر. وشارك نبيل صوالحة بطولة المسرحية كل من: "لارا صوالحة وبان المجالي وعلاء قيسي وخليل ابو حلتم وعادل مصطفى".

سيرة ومسيرة فنان

لو اردنا ان نتحدث عن الفنان نبيل صوالحة بعد رحلته الطويلة مع الكوميديا ومع الفن ، لطال الحديث. لكننا سنختصر:

كان همه الأول العمل المسرحي فسعى ومجموعة من رواد الحركة المسرحية الأردنية لتأسيس فرقة المسرح الأردني وكان مقرها بداية في بيته في جبل عمان.

ولإيمانه بضرورة أن يبقى الفنان متجددا دائما ، درس في العام 1974 المسرح في لندن ، وعاد إلى الأردن وأسس مركز الأميرة هيا الثقافي في العام 1976 وأداره لمدة 18 عاما.

وفي منتصف التسعينيات ونتيجة شعور صوالحة بـ"الفراغ الداخلي" كما يقول ، قرر العودة إلى لندن لدراسة الكتابة المسرحية ، وكتب هناك عدة مسرحيات.

ومنذ عودته إلى الأردن في العام 2000 وحتى الآن كتب صوالحة للمسرح عددا من المسرحيات التي ناقشت هموم وأوجاع المواطن العربي ، فأضحك الكثيرين خلال مواسم مسرحية رمضانية وصيفية اشاعت روح الفرح في المسارح العمانية.

وافتتح مسرحه الكوميدي السياسي الناقد بمسرحية(دوت كم حجار) ، ثم تلتها( اكزيون كل شيء للبيع). وواصل حراكه المسرحي بمسرحية (هلوسات) ، (مواطن بلا حدود)، (خلوة منسفية)، وغيرها.

ويزيد" ولأول مرة في العالم العربي يتم وضع الزعماء العرب بأسمائهم وشخصياتهم على خشبة المسرح ، وضمن قضايا مختلفة من مؤتمرات القمة ، إلى السلام والتطبيع ، وحقوق الإنسان العربي". ويعتقد بأنها فترة ذهبية في تاريخ المسرح الأردني والعربي ، "لأننا حصلنا على حرية لم يحلم بها فنان عربي".

ويؤكد بأن هذه الحركة غيرت من عادة الذهاب للمسرح لدى الجمهور الأردني ، مشيرا إلى أن" المسرح كما عرفناه نخبوي وليست له قاعدة جماهيرية ، والآن أصبح الكثير من الأردنيين يفكرون بالذهاب إلى المسرح ، وتحديدا المسرح الكوميدي والسياسي".

وبين بأن المسرح الآخر ما زال نخبويا ، مضيفا" ولكنه نخبوي حتى في بلاد الغرب ، فالمسرحية الكوميدية في لندن تعرض على أعوام ، بينما المسرحيات الأخرى تستمر من شهر إلى ستة شهور فقط".

ويشير إلى أن عامة الجمهور الأردني مسرحه "القعدات البيتية والطبائخية أكثر من المسرحية والثقافية". ويعزو ذلك لدخول التلفزيون إليه قبل المسرح "فزاد ذلك من بيتوتيته".

هموم

ويركز صوالحة في عروضه المسرحية المختلفة على هموم المواطن السياسية والاجتماعية ، ويعلل ذلك بالقول"لا نستطيع إنكار همومنا الاجتماعية التي جاءت هي أصلا من ضياعنا السياسي". ويشير إلى تفوق المسرح السياسي على المسرح الثقافي في الأردن ، ويعزو ذلك إلى رغبة المواطن في سماع همومه وقضاياه وتعريتها أمامه على الخشبة.

مزاد وكلمات

وفي بدء الاحتفالية القيت كلمات لمسؤولي منظمة اليونسيف وتم عرض مشاهد عن اطفال العالم في رومانيا والاردن وباكستان وغيرها من الدول مع دعوات لمشاهير للحفاظ على الاطفال من العنف والاعتداء الجسدي الذي يتعرضون له ومن هؤلاء النجوم الفنان كاظم الساهر ونانسي عجرم وصابر الرباعي ومحمود قابيل وغيرهم من المشاهير.

كا اقيم مزاد من اجل جمع تبرعات لصالح اطفال اليونسيف وقدمت مؤسسات وشركات هواتف وساعات وتذاكر سفر ضمن المزاد العلني. وتبرعت الشركات وفندق شيراتون بمبلغ 10 الاف دينار لصالح اليونسيف.