في ذكرى البوعزيزي الذي أحرق نفسه لنعيش نحن

-في مشهد بسيط ، عرضت القنوات الفضائية، تقريرا، عن شهيد التاريخ العربي، محمد البوعزيزي ، في ذكرى حرق نفسه، يوم 17/12/2010، بعد أن غير ذلك الجسد المحترق بنار الظلم تاريخ العرب الحديث، وصنع ثورات شعبية وليست عسكرية، خلصتنا من مخالفات الأنظمة الاستعمارية التي جلست على رقابنا، كي تمنع حناجرنا، من الكلام، وتمتد بأيديها إلى جيبونا، فتسرق قوت أطفالنا .. ينعمون هم ونجوع نحن  .

وأخيرا، استيقظ العرب، وانتبهوا أنهم بشرا، من حقهم أن يكونوا شعوبا مستقلة، حرة، لها حرية تملك، وتقرر مستقبلها بذاتها لا بأشخاصها الحاكمة. حتى جاءت تلك اللحظة التي غيرت، البشر من سوق خضار كان يبيع فيه محمد البوعزيزي ابن الستة وعشرين عاما، الخضار، والفواكه، على عربة بسيطة، وبكل ما تحمل الكلمة من قهر، تصفعه الشرطية فاديا حمدي، وتصادر خضاره، لتذله أمام بائعي السوق، قبل أن تضع بضاعته المصادرة في سيارتها، الخاصة، فيقرر البوعزيري حرق نفسه، مخترعا نظاما عربيا جديدا ، إن لم تكن حرا أيها المواطن العربي فاحرق نفسك.

كان على الشعوب العربية أن تجعل ذلك اليوم هو عيد الاستقلال لها، فكل تلك الاحتفالات السابقة، كانت زائفة، وكاذبة، فعن أي استقلال كان للشعب التونسي، أو المصري ، أو الليبي، الذين كانوا تحت سطوة عائلة، الرجل يعيش بين الكافيار، وشواطئ، البحار والسيدة تسرق، والأبناء يتمعنون، كيف كانت مصر تدار من ولد مثل جمال مبارك، وليبيا من مجنون مثل القذافي ونفط الشعب الليبي يضيع على مراهقات أبناءه الجنسية، ، تلك الإهانة التي تتكرر مئات المرات في الشارع العربي، للإنسان، المنتهك سياسيا واقتصاديا، ويتعرض  للذل، واختطاف شخصيته، فلا يجوز له سوى ممارسة حقه في دفع ضرائب،أما الباقي فيصب في القصر الرئاسي وحزبه الحكم.

في دول قومية وعلمانية ورجعية، فرض نظام الحكم الحزبي، الذي فاق بقدسيته، الأديان، وكان الرئيس هو الرب المعبود،فما هو مصيرك إن فكرت أن تنتقد أو تسال أو تقترح، وما عليك سوى أن تصف لتزوير الانتخابات، وتبدي انذهالك بخطابات السيد الرئيس، وبعد كل هذا يخرج عليك الموهومون والمرعوبون ، بان هذه الثورات صهيونية، وأمريكية، لصناعة شرق عربي جديد.

البوعزيزي كان عود الكبريت الذي أشعل الغازات التي تسربت من شعوب، صبرها نفذ، ولم تعد قدرة على استدانة، أي صبر جديد، فإحياء كاملة يقودها ضابط مخابرات صغير، يعين النائب، والرئيس والوجهاء، وحتى العملاء، يكتب خطبة الشيخ،وكلمة النائب، ولم يتبق سوى أن يتحكموا في الليلة التي ينام أهل الحي مع زوجاتهم، وفي نهاية حفل عيد الاستقلال عليك أن تحتفي بهم وتكرمهم، وطبعا لا اقصد الرئيس فهذا عليك أن تسبح به ليلا ونهارا، بل ذلك الرقيب الذي كان يقود الحي.

حرق البوعزيزي فأدفأ ليل الشتاء العربي، وبدأ الربيع مبكرا، لينتهي عصر الذل، إن كان عبر الجنرال الفيس بوك أو شمس الحرية قناة الجزيرة، التي كانت لها شعاع الدفء، فانتفضت الشعوب النائمة، وطبقت ذلك المثل الشعبي الذي كنا نقوله دوما، احرقوا خالكم احسنلكم. واليوم، بكل حرية,,,نقول محمد البوعزيزي عربي وحمزة الخطيب وأطفال درعا عرب، وخالد سعيد عرب أم زعمائنا القومجين.

Omar_shaheen78@yahoo.com