المحامي سامي الخوالدة يكتب - يحيى السعود مثالاً


- خرج سعادة النائب يحيى السعود بتصريح ليس شديد اللهجة وحسب بل تعدى ذلك ليكون تهديداً صريح للمعارض ليث شبيلات، ابناء نفس المدينة يتنازعون على الوطن ومن منهم أكثر ولاء من الآخر، شبيلات يعتقد ان الرسائل التي يخرج بها علينا بين الفينة والاخرى تتهم رمز الدولة وقائد المسيرة ستدعو الاردنيين للشك في قيادتهم التي ساروا معها كل الطرق وواجهوا بها كل المصاعب حتى بات الاردن مهوى أفئدة العالم. 
اتهام شبيلات لقائد الوطن بنهب اراضي الدولة كانت مبررات يحيى السعود في الرسالة التي وجهها عبر وسائل الاعلام وعدم قناعته بطرحه وان شبيلات يريد زعزعة امن الوطن واستقراره ويسعى الى مصالح شخصية ولم يقدم للوطن اي شيء وحتى لابناء محافظته التي لم يتعرف عليهم يوماً بحسب تعبيره. 
يحيى السعود مثال حيّ لما يدور في شوارع الوطن، وهنا لا بد من الدولة ان تتنبه لهذا الامر، منذ بداية المسيرات والاحتجاجات والمهرجانات المعارضة تشكلت مجموعات أخرى ضد هذه التحركات فاطلق عليها عدة مسميات من قبل المعارضة ومع الاسف وصلت هذه المسميات الى حد الاساءة الى اللحمة الوطنية والى ابناء الوطن، فأسموهم بلطجية وزعران وحتى أذناب النظام. 
تنطلق مسيرة معارضة من جهة وينطلق بالطرف الاخر مسيرة مضادة لها وكل يتهم الاخر بتهم ومسميات غريبة الى ان يصل للاشتباك بين الطرفين وهنا يقف الامن ( فزيعاً ) بين الطرفين وقد تقع اصابة بين أفراد الأمن الذين لا يملكون حتى هروات ليدافعوا بها عن انفسهم ان تعرضوا الى أي اعتداء. 
الامن العام بكل أجهزته التي شهد ويشهد لها البعيد قبل القريب بالمهنية العالية وحسن التصرف وادارة الامور يقف اليوم مكتوف الايدي لا يحمل حتى هروات لحين وقوع صدام بين الطرفين ومن ثم يحاول التفريق بينهم وترجى الاطراف بالابتعاد كل منهما عن الاخر، وهذا الأمر لا يستطيع أحد انكاره لأن الفيديوهات ملأت الانترنت. 
قبل اسابيع طلب النائب السعود من رموز المعراضة مغادرة البلاد ويوم أمس هدد شبيلات بقلع لسانه وغداً سيحدث ما لا يحمد عقباه، وكذلك الشارع الذي باعتقادي سيتحول من مشادات كلامية واشتباك بسيط الى امور أخرى قد تؤدي بنا الى الفتنة وشرخ نسيج الوحدة الوطنية. 
قبل عدة شهور أخبرني أحد الأصدقاء انه على معرفة بأحد رجال الأمن الذين تعرضوا للطعن من قبل السلفيين في الزرقاء، الامر الذي دعاه لزيارة في المستشفى ليطمئن عن حالته فكان والده متواجداً مع ابنه المصاب، وسألته عن الذي حدث، فرد والده غاضباً وقال لي ان ابني لم يكن يحمل اي سلاح ليدافع به عن نفسه وانا لدي مسدسي الخاص سأعطيه له حين يخرج من المستشفى ليدافع عن نفسه مستقبلاً، واضاف متسائلاً ( أي جهاز أمن هذا الذي لا يستطيع حماية نفسه ). 
كلنا سمعنا بما حدث حين تجمع مجموعة من حركة 24 اذار امام مصفاة البترول وبالمقابل تجمع مجموعة اخرى معارضة لهم وأخرج عبدالله محادين مسدساً فالقت الاجهزة الامنية القبض عليه، لو ان الطرف الاخر ايضاً كان يحمل سلاحاً وقاموا بإطلاق النار على بعضهم لمنعت المسيرات والتجمعات في الوطن الى الابد. 
اعتقد ان ما يصدر من المعارضين للمعارضة - اذا صح التعبير - وكما سمعت من بعضهم هو شعورهم بالتقصير الامني والحكومي وعدم قدرة الحكومة والاجهزة الامنية من القيام بواجباتها، ومبرراتهم هي ان المعارضة اسائت للكثير من رموز الوطن بهتافاتها وشعاراتها وقطعت الطرقات وتحاول زعزعة الامن والاستقرار، وفي المقابل لو أن الحكومة وضعت حداً ولم تجامل ليث شبيلات لما خرج يحيى السعود مهدداً ومتوعداً.