ما حظوظ سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية الليبية؟
أخبار البلد - يطرح ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية المقبلة في ليبيا، تساؤلات عن حظوظه في هذا الاستحقاق الانتخابي ومكانته على الساحة السياسية بعد عشرة أعوام من سقوط نظام والده، وبعد الملاحقات القضائية التي لا تزال تهدد مستقبله السياسي.
وقدم نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الأحد، ترشحه بصفة رسمية للانتخابات الرئاسية المنتظر إجراؤها في 24 كانون الأول المقبل.
وعبر سيف الإسلام عن رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية منذ تموز/ يوليو الماضي، في حوار مع صحيفة ”نيويورك تايمز" الأمريكية.
غير أن حالة من الغموض رافقت هذه المسألة إلى حين تقديمه ترشحه بصفة رسمية لدى فرع مفوضية الانتخابات في سبها.
”الطعن في الترشح"
وقال المحلل السياسي الليبي هيثم الورفلي، إن ”تقديم سيف الإسلام ترشحه لمفوضية الانتخابات، لا يعني قبول ملفه بالكامل، حيث إن هناك أطرافا ستقدم طعونا حول ترشحه، لكن في حال قبول ترشحه سيكون له حظوظ في بلوغ الدور الثاني".
وفي السياق ذاته، قال الكاتب الليبي محمد يسري، إن ”نجل الزعيم الليبي الراحل يتمتع بشعبية واسعة وله حظوظ كبيرة ويؤيده كثيرون، ولكن بعيدا عن ذلك لا بد أن يكشف سيف الإسلام عن برنامجه الانتخابي وأولويات ترشحه خلال الأيام القادمة".
وأضاف يسري أنه ”من الناحية القانونية لا شيء يمنع ترشح سيف الإسلام، ولكن عمليا هناك ضوابط وشروط وبرنامج يجب الكشف عنه لأنه على أساس هذا البرنامج يتم التصويت".
”تدخل دولي"
وعلق رئيس حزب الائتلاف الجمهوري الليبي عز الدين عقيل، بالقول إن ”ترشح سيف الإسلام نتيجة طبيعية لتدخل ما يسمى المجتمع الدولي في ليبيا، والذي أسقط الدولة الليبية بعد أحداث فبراير 2011، ثم دعا الليبيين إلى الحوار من الصخيرات إلى تونس لجنيف".
وأضاف عقيل: ”بالتالي فإن ما حصل أن المصالحة الوطنية في ليبيا تحققت ومن الطبيعي أن يشارك الجميع في الاستحقاق الانتخابي".
وتابع أن ”مسألة حظوظ سيف الإسلام القذافي في الانتخابات الرئاسية تحددها إرادة الشعب".
ورأى أن ”المجتمع الدولي وإن نجح في توحيد الفاعلين السياسيين الليبيين، فإنه لم يوحد الشعب الليبي الذي بقي ممزقا له أهواء وميول مختلفة".
واعتبر أن ”حظوظ كل طرف تتوقف على مدى قدرة كل مترشح على إعطاء الشعب ما يريده وعلى برنامجه ورؤيته وأولوياته ومشروعه".
”مطلب"
بدوره، قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي محمد صالح العبيدي، إن ”ترشح سيف الإسلام كان مطلبا لدى طائفة واسعة من الليبيين، في استحضار لفترة حكم والده معمر القذافي".
وأضاف أن تلك المرحلة ”يرى كثير من الليبيين أنها كانت مرحلة ازدهار واستقرار لليبيا ورفاه للمواطنين الذين كانوا ينعمون بالخدمات المجانية وبمستوى معيشي متطور قياسا بما تعيشه ليبيا اليوم من فوضى".
ونبه العبيدي إلى أن ”سيف الإسلام لا يزال في المقابل يواجه ملاحقة قضائية من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم خلال الحراك الشعبي الذي انتفض ضد حكم والده مطلع العام 2011.
واعتبر أن هذه المسألة وجب حسمها قبل النظر في ملف ترشحه من مفوضية الانتخابات".
وبحسب العبيدي فإن ”الحنين إلى الماضي لا يكفي والشعب الليبي يجب أن يُحكّم العقل لا العاطفة في اختيار من سيحكم البلاد في المرحلة القادمة".
”مرحلة جديدة"
ورأى الباحث الليبي سالم أسويري أن ”ترشح سيف الإسلام القذافي يفتح مرحلة جديدة بعد اندلاع الأزمات السياسية في الدولة الليبية، والتي أدت إلى انقسام الشعب إلى طرفين وظن كل منهما بعد وقف إطلاق النار أنه المنتصر والحقيقة أن الجميع انتصروا طالما أنهم تركوا الحرب واتجهوا إلى الانتخابات".
وأضاف أسويري أن ”سيف الإسلام له حظوظ كبيرة في الفوز، منوها إلى أن ذلك بدا جليا خصوصا عندما تم تداول صور له عقب اختفائه عن الأنظار لمدة طويلة".
وتابع: ”أرجح أن يحصل سيف الإسلام على أصوات كثيرة، عقب الفوضى التي عانت منها البلاد في العشرية الأخيرة".
تلاعب بإرادة الشعب
وأعرب عضو المجلس الأعلى للدولة عادل كرموس، يوم الأحد، عن رفضه ترشح سيف الإسلام القذافي للانتخابات الرئاسية، معتبرا أن ترشحه ”يؤكد وجود خلط للأوراق وتلاعب بإرادة الشعب"، بحسب قوله.
وحول الموقف المتوقع للمجلس الأعلى من ترشح القذافي، بين كرموس: ”موقفنا منذ البداية قانوني صرف، معارض للقوانين الانتخابية من حيث عدم موافقتها للإعلان الدستوري والاتفاق السياسي بعدم التوافق مع مجلس الدولة وإصدارها عن البرلمان منفردا".
وأشار إلى أن ”تلك القوانين تخالف العديد من التشريعات المتعلقة بالجنسية، وكذلك القانون العسكري".
وتابع: ”كل هذه القوانين ضرب بها عرض الحائط لغرض إدخال من تمنعهم هذه القوانين من المشاركة في الانتخابات".
وأضاف أنه ”في الأصل اعتراضنا قانوني موضوعي، وإذا ما استمر الأمر على ما هو عليه، سيكون الأمر شخصيا برفض أشخاص معينة بأسمائهم".