الابداع ما بين الواقع و الصور

أخبار البلد-

 

في الآونة الأخيرة نسمع كثيراً عن الأفكار الابداعية و الابداعات البشرية دون أن نرى الوجه الحقيقي الذي يقف وراءها كل ما يوجد في أرض الواقع مجرد صور مشوهة بفلاتر تجميلية و زخم اعلامي منفر دون محتوى هادف مقنع يعكس الجوهر الحقيقي للمادة المطروحة أو الشخص المعني هل الأنا و فرض وجودها هو الهدف باستحقاق أو بدونه و هل تلك الأنا هذه بديل أكثر استحقاقاً لسنوات من العطاء الخبرة و البناء الهادف هل هذه الأنا صاحبة إرادة حرة و توجهات سليمة نابعة من أسس راسخة لخدمة الصالح العام أم مجرد دمى متحركة بخيوط محبوكة معقودة بأيادى متوارية خلف الكواليس لتحقيق مصالح ذاتية ما بين فرض توجهات تكتلات السيطرة على مواقع معينة أو بالاحرى أغلب المواقع و مراكز القوي مع إحكام قبضة أذرع الأخطبوط على تلك الواجهات الإعلانية المجملة و المنمقة لاستخدامها كيفما يُرى وقت ما يُشاء لتحقيق المصالح و الغايات المطلوبة حسب التوجهات و الرغبات الشخصية لأصحاب تلك الأيادي الخفية !!!!

هل ما تمتلك هذه الأنا المفروضه على أي من الساحات ما يتطلب لتقف أو تملأ مكانها بحق بدون زيف مبالغات .. أو إدعاءات كاذبة ؟؟؟

أليس هناك أمور تكتسب بالتجربة .. ما بين الاخفاقات و النجاحات بالوقت و الصبر بمعاركة مصاعب الحياة بالتخطيط الاستراتيجي و التنمية المستدامة الداخلية و الخارجية .. على الصعيدين الشخصي و العملي و ليست مجرد أقلام مأجورة تقنيات حديثة أهازيج الكترونية و حملات هجومية إعلامية لفرض الذات ضد مجهول في صراع مفترض ليس له وجود بناءاً على خلق أعداء وهميين للعب دور الضحية و استعطاف ذوي الشأن و القرار كلٌّ في موقعه حسب النظام المحيط استدراراً للرحمة و طلباً للمساعدة نصرةً في حرب ليس لأصلها وجود و دائماً باللعب على قيثارة المشاعر .. الحمية العربية و الشهامة في نصرة المظلوم !!!!

أليس هذا هو التوجه التقليدي الذي درجت عليه الطبول الفارغة التي تضج رؤوسنا بقرعها المتواصل بداعي أو بدون داع ؟

و ما زالت تجد مسانديها و مناصريها و جمهورها الذي يصفق بحرارة مفتعلة لتلك الايقاعات الصاخبة العشوائية الخالية من أدنى أسس الخبرة في التنسيق المحترف و التخطيط الواعي و الهادف . للحصول على الأمل بمستقبل واعد يصنع تغييرات حقيقة و ليس مجرد مهاترات و بطولات زائفة استعراضية على وسائل التواصل و العالم الافتراضي

أليس الأحرى بدلاً من هذا الاستعراض المقيت المبالغ فيه قولاً و فعلاً أن يتم بجدية العمل على تطوير و تنشأة شخصيات قوية فاعلة مدربة باحترافية على العمل و العطاء بابداع ذاتي غير منتحل . ليكونوا أسس صلبة لبنية مجتمعية مستقبلية قادرة على إحداث تغييرات فارقة نحو واقع و مستقبل أفضل للأجيال القادمة ؟؟؟

أما آن الأوان .. و بعد ما مررنا به من أزمات حروب و أوبئة أن نقمع هذه الظاهرة المستحدثه منذ بضع سنوات في شتى ميادين الحياة و عدم السماح بتماديها و استفحالها لنكن على الأقل حقيقين مع أنفسنا .. من حولنا و مجتمعاتنا بلا رياء

ليس كل أرض خصبة لتُنبت

ليس كل الأشجار و إن علت مثمرة

و ليس كل من سقاها لم يغرقها