مزايدون تقطعت بهم السبل







- بالطبع هم بضعة أفراد ، "وبضعة هذه تعني من 3-9 فقط" ، يجمعهم مرض تضخم الأنا ، الهوَس ، الإستعراض ، الأضواء ويندمجون في نظرية خالف تُعرف ، عنزة ولو طارت ، يُهددون الخصوم الوهميين بأكبر الحجارة ، يستمرئون قذف الحجارة على القامات الأكثر علواً ، يغضبون من الإنجاز في الإصلاح ، الشفاقية ، تنفيذ مكافحة الفساد وزج المشتبه بهم في السجون ،،،لماذا...؟
- إتصل أحدهم شاكيا إلى الوزير التوفيقي ،الذي ينظر إلى الستة ملايين أردني بمنظار الوطنية الأردنية ، العربية والإسلامية بأن نهجه " نهج الوزير " يكاد يُفقده عمله أو بمعنى آخر يسحب من تحت قدميه بساط المزايدة ، ما دفع "المعارض...!" المزايد بجدارة ، إلى المسارعة لدلق قيئه ورشقه بمطولة "رسالة" من الخزعبلات التي لم تُبق ولم تذر أردنيا إلا وأزكمت أنفه وتقزز ، لأن دَعيّنا هذا هو دون الكل مصاب بعزة آثمة ، تسول له أناه أنه القيم على الطهر ، النزاهة ، الصدق ، الحقيقة والشفافية ، وحسب هرطقاته فإن بقية الناس متهمون حتى يثبت العكس ، > ومن ثم لا يأتي على سيرة الدراويش ...!
دعيُّ آخر من البضعة لا ينثني عن تنصيب نفسه وصيا على الأردن والأردنيين ، ما دفع من أهلنا من عشائر الحجايا إلى إصدار بيانهم الأخير ، يحذرون فيه صيّادي المواقف ومقوّلبي الأسباب لغاياتهم ، لأن الدعيّ هذا سعى إلى تجيير براءَة نشامى الحجايا في إحتجاجهم المحدد العنوان والهدف تجاه الأراضي الأميرية في مناطقهم ، فأبحر الدعيُّ إلى محاولة تأطير هذا الإحتجاج الذي شابته بعض الأخطاء ، في أطر سياسية بأبعاد إستراتيجية لم تخلو من عزف على وتر مشروخ ، يُعيد إلى الأذهان هجينية ماركس ولنين التي إحترقت أسفارها وتشظت نظرياتها بأيدي أصحابها ومعتنقيها .
- لك الله يا وطني من شراذم لا يُعجبها العجب ، تغتصب الفرح لتُجهض المسيرة والمسرة، تتقافز كما الغربان حول أكوام القمامة ، تتباها بإيذاء الحقيقة بإستغلال بشع لنقيصة هنا أو خطئ هناك ، لم تحظ الحكومة بفرصة لمعالجتها ، في الوقت الذي تبرز فيه مئات القضايا المطالبية ، قليلها مُحق ومعظمها مُفتعل لأسباب وعوامل متباينة ، لنرى أننا ذهبنا بالوطن إلى الفوضى بدلا من الإصلاح ، نطالب بالحرب على الفساد كسوسة تنخر جسد الوطن،وفي ذات اللحظة نمارس أسوأ أشكال الفساد ، نقطع الطرق ، نُرهب السواح ، نوقف عجلة الإقتصاد ، نمنع سوق الجمعة "" سوق الفقراء من بائعين ومشترين"" في وسط العاصمة ، أما الأسوأ والأشد مرارة هو السماح لعصابات من السقطلية الذين يُغلقون المصانع ، يوقفون عجلة الإقتصاد ويحرمون مئات العمال من أجورهم ، التي تدرأ غائلة الجوع عن أسرهم وأطفالهم ،كل ذلك وفينا من يدعي الإسلام ،وفينا من يختفي وراء أيدلوجيات ذات مثل عليا ، على الأقل في مجال حماية الفقراء ، العمال وصغار الكسبة ، وغير ذلك جميعنا حريص على الوطن والإصلاح...!
- عن أي وطن وعن أي إصلاح يتحدثون...؟
- لأن من المُعيب على المرء أن يتباها بكرامته بتقزيم أخيه "مواطنه" كما ورد في أسفار الوزير راكان المجالي حين سألته عن تواصله مع أكثر الناس تطاولا على مؤسسة العرش ، إذ قال راكان : ليس بيننا من هو مستورد ، كلنا أردنيون وكلنا من ذات الطينة ، والحوار هو سبيل الحكومة لإستعادة الناس ، وهي الكلمات التي تدفع إلى الرهان على وطنية الأردنيين ، على العقلانية والوعي على الأردن ، الجغرافيا والديموغرافيا وإسرائيل...! ، إذ لسان حال الوزير راكان يقول إن الحكومة وقد شرعت أبوابها لكل الأردنيين من الأحزاب ، القوى ، الجماعات ، الحركات ، النقابات ، الشخصيات ،مؤسسات المجتمع المدني والأفراد ، فإن لحظة وعيّ أردنية على مدى الكيد الصهيوني للأردن ، كفيلة لإندماج الجميع في ورشة عمل إصلاحية ، تقضي على الفساد والفاسدين وتؤسس لتمكين الشعب الأردني من الوصول إلى حكومة برلمانية ، وتعطي فرصة للدولة والحكومة لمعالجة الأوضاع الإقتصادية ، والتي ستبدأ بالإهتمام بتنمية المحافظات .
- وعليه ، هل سيُعيد الأردنيون قراءَة المشهد الوطني ...؟
نبيل عمرو-صحفي أردني
nabil_amro@hotmail.com