شعوب تحارب الخارج وتقاوم الداخل
أخبار البلد -في ظل جائحة كورونا التي ضربت العالم منذ سنتين واصابت ما اصابت الدول من دمار اقتصادي واثار نفسية مدمرة ما زالت جاثمة على صدور العالم حتى الان .
وتحاول الكثير من دول العالم تخطي الازمة ومعالجتها للخروج من الاوضاع الاقتصادية التي تعاني منها وإيجاد حلول لكبح جماح رفع الاسعار ووقف التضخم العالمي الذي يشهد الان ارتفاعا متواصلا لاسعار النفط الذي يعتبر المحرك والعصب الرئيسي للاقتصاد بعد ان تحركت عجلته.
وفي ظل الانشغال العالمي لإيجاد الحلول المناسبة لعبور العام القادم بأفضل نسب للنمو الاقتصادي ومساعدة شعوبهم على تحقيق حياة كريمة بتوفير سبل العيش الكريم وتهيئة الظروف المناسبة لذلك،
نجد العالم العربي وكأنه خارج المعادلة او انه ليس معنيا بهذه الاحداث في ظل انشغاله بامور وقضايا اخرى ، اما بخصومات او حالات من الحرد السياسي ، ومقاومة التحديث والإصلاح..حتى النوايا احيانا تجد لها معارضة وتتعرض للمقاومة والرفض دون اي مبرر الا الرفض او المناكفة بين بعض الجهات والقوى او الاحزاب الداخلية التي لا ينظر بعضها الا لمصتلحه ومكتسباته .
فكل جهة او مجموعة لا ترى اي تقدم او تغيير الا من زاويتها. فقط ، وانها المخولة او صاحبة الحق في تبني او عرض اي مشروع وكأنه امر منزل.
حالة يغيب عنها الحوار الحقيقي او النظرة الجادة الى الدولة نفسها او تطلعات الشعوب.
مشهد تتسيده جهات وفئات بعينها تتناحر فيما بينها للظفر بالمكاسب على حساب الشعب الذي انتظر طويلا وما زال يتنظر املا ، أوحتى بصيص منه على الاقل .
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد فقط حتى ان إنجازاته هوجمت وتعرضت لمقاومة شديدة من هذه الجهات التي ترفض اي منجز لا بل تحارب اي فكرة نحو التطور والنهوض ، وبنفس الوقت تنصب نفسها وصية على الشعوب التي حاولت وما زالت منذ اكثر من عشر سنوات تقاوم الفساد وتتظاهر تحت شعارات واحدة ومتقاطعة اساسها الحرية والكرامة والعدالة ومحاربة الفساد لتصطدم بقوى خفية لا يهمها الا مصالحها وبقاءها في الساحة حفاظا على هذه المصالح.
قوى تركب الموجة اذا شعرت ان الكفة ليست بمصلحتها لفترة مؤقتة طبعا ، سرعان ما تنقلب على الناس وتطلعاتهم ضاربة بعرض الحائط كل التضحيات التي قدمتها الشعوب من اجل الحرية والكرامة والعيش الكريم تحت مظلة العدالة والديمقراطية .
حالة من المد والجزر تشهدها الساحة العربية يكتب فصولها ويضع نهاياتها شخصيات سياسية واقتصادية حفاظا على مصالحها او تبعا لاجندات خاصة وطمعا يتحقيق ذلك فإنها على أتم الاستعداد لعقد اي تحالفات او صفقات تصب في هذا الاتجاه دون اي اعتبار للدولة والشعوب .
نعم ينشغل عالمنا العربي بصراعات داخلية ويعيش حالة انفصام عن مجريات الامور في الوقت الذي يسعى العالم من حولنا للخروج من ازمته ليهزم كورونا وتبعاته وبنفس الوقت يفرض رأيه على قراراتنا ويبسط نفوذه على ارضنا لتحقيق اهدافه واجنداته .
وكأن شعوبنا مكتوب عليها ان تحارب العالم الخارجي وان تقاوم اصحاب المصالح في الداخل.