لماذا احتفت مصر بولي العهد؟

أخبار البلد-لم أشاهد في السنوات الأخيرة احتفاء مصريا بمسؤول عربي أو أجنبي كما احتفت القاهرة بزيارة ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني. 

ملوك ورؤساء وأمراء دول لم يحدث أن كانوا موضع اهتمام مصر على هذا النحو. 

ولي العهد التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء مصر وحضر مناورات عسكرية، ووقع اتفاقيات والتقى شيخ الأزهر وقادة الكنيسة القبطية وزار المتحف المصري وقناة السويس. وسيلتقي مع كتاب وصحافيين مصريين وشخصيات أخرى. لم يبق مسؤول في مصر لم يلتقِ الأمير. 

وربما تكون أول زيارة خارجية بهذا المستوى لولي العهد، زيارة رسمية تتضمن برنامجا حافلا مليئا بالزيارات واللقاءات التي تحظى باهتمام إعلامي مصري. 

بالتأكيد اختيار مصر لم يكن عبثا، ولم يأت على سبيل الصدفة، أو العشوائية في الاختيارات! 

مصر فتحت الأبواب، وكان واضحا أنها تريد صناعة حدث من وراء الزيارة التي رتبت منذ وقت لتخرج بهذه الطريقة المريحة جدا، وكما خطط لها من قبل الأردن ومصر طبعا، وأظن أن السيسي كان يريد أن تخرج الزيارة بهذا الشكل الناجح. 

كيف يمكن قراءة هذه الولادة السياسية الجديدة لولي العهد وبإرادة ومباركة من مصر؟


لا نذكر أن زعيم دولة عربية تجاهل مصر في زيارته الخارجية الأولى، فمصر بعيدا عن اسم رئيسها وشكل النظام السياسي الذي يحكمها تبقى أحد الموازين السياسية في الوطن العربي، وكما يقال "بيضة القبان". 

وولي العهد كان يدرك ذلك، ويعرف قيمة المكان الذي يتواجد فيه، لذلك كان حضوره مكملًا للصورة وللهدف الكبير من الزيارة، الذي هو، ربما، رسائل باتجاهات عدة داخلية وخارجية.