هل سيرحل رونالدو قبل سولشاير؟

اخبار البلد - بعد الخسارة المذلة بالخمسة أمام ليفربول في "أولد ترافورد” كان الكثير من المتابعين في انكلترا يتوقعون رحيل سولشاير عن مانشستر يونايتد، لكن غياب البديل الجاهز، والفوز في الأسبوع التالي في لندن على توتنهام بالثلاثة خفف الضغوطات، قبل أن تعود الأصوات المنادية برحيل المدرب النرويجي لترتفع مجددا بعد الخسارة في دربي مدينة مانشستر أمام السيتي بهدفين لصفر، ويزداد الضغط الاعلامي والجماهيري على ادارة المان هذه المرة لأنها عجزت عن التصرف، في وقت يتحدث البعض عن دعمها لمدربها رغم التهديدات غير المباشرة التي أطلقها محيط رونالدو بأنه سيرحل نهاية الموسم إذا لم يتمكن الفريق من التواجد ضمن الأربعة الأوائل للمشاركة في دوري الأبطال، وهي المأمورية التي تبدو صعبة بعد 11 جولة يحتل على أثرها المان المركز السادس بفارق تسع نقاط عن تشلسي بأربع هزائم وتعادلين.

سولشاير وكأنه في عالم آخر قرر بعد الخسارة أمام السيتي الذهاب في عطلة عائلية الى النرويج، ومنح اجازة مدتها أسبوع للاعبين غير الدوليين بمناسبة فترة التوقف الدولي، وكأن الفريق يعيش ظروفا عادية، والبيت لا يحتاج الى إعادة ترتيب، يتطلب منه تقييم الوضع مع مساعديه والبحث عن الحلول لمشاكله الدفاعية والهجومية، وعن خيارات فنية أخرى خاصة بعد إصابة بول بوغبا التي ستبعده عن الملاعب لمدة شهرين، واصابة رافاييل فاران وسانشو من قبل، ما أثار عديد التساؤلات في الأوساط الاعلامية التي لم تستوعب كل هذه الثقة التي يحظى بها المدرب بعد خسارته أمام الجار السيتي، وتلك الخسارة التاريخية أمام ليفربول بالخمسة والتي كان يمكن أن تسقط الادارة والاطار الفني حتى ولو لم يتوفر البديل، وحتى ولو دفع الفريق للمدرب مئة مليون جنيه استرليني كتعويض.
إدارة المان لم تتواصل مع أي مدرب لحد الآن وكأنها راضية على سولشاير وتدعمه في كل الظروف، أو تنتظر استقالته تجنبا لدفع مستحقات الاقالة، بينما يعتقد البعض بأن أليكس فيرغسون لا يزال يدعم النرويجي، في وقت تخلى عن دعمه النجم السابق ريو فيردناند الذي طالبه بالاستقالة بعدما سانده طيلة الموسمين الماضيين، اعتقادا منه بأن الرجل يحتاج الى وقت لاعادة المان الى سكة الانتصارات والتتويجات، خاصة بعدما حصل على المركز الثاني الموسم الماضي، لكن موقفه تغير بعد الخسارة أمام السيتي، فنصحه بالخروج قبل فوات الأوان، إلا أن مواقف أعضاء مجلس الإدارة التي تبقى لغزا محيرا للمتابعين والمناصرين الذين لم يجدوا تبريرا واحدا لتمسكها بالمدرب، بما في ذلك حجة عدم وجود البديل الملائم، أو دعم اللاعبين لمدربهم وتمسكهم به رغم كل الظروف.
آخر التسريبات الاعلامية تشير الى أن محيط رونالدو يسعى الى اقالة المدرب ويهدد ضمنيا بأنه سيرحل في حالة الاخفاق في التواجد ضمن الأربعة الكبار مثلما جاء في صحيفة "اكسبريس” التي قالت أن رونالدو لم يعد الى المان ليلعب في مسابقة الدوري الأوروبي التي لم يسبق له أن لعبها في مشواره، ولا يريد أن تدون في سجله الكروي الثري، وهو الذي تألق في 12 مباراة سجل فيها 9 أهداف في جميع المسابقات، كان فيها المنقذ أمام فياريال وأتالانتا في دوري الأبطال، وقاد الفريق الى الفوز على توتنهام بالثلاثة بعد النكسة أمام ليفربول، لتأتي الخسارة أمام الجار السيتي وتثير غضب بعض اللاعبين، وعلى رأسهم رونالدو الذي يبدو أنه سيكون صاحب الكلمة الفصل في تحديد مصير النرويجي الذي سيكون بعد فترة التوقف الدولي أمام تحديات كبيرة لن يصمد بعدها اذا أخفق أمام فياريال في دوري الأبطال، وتشلسي وأرسنال في الدوري على التوالي، خاصة وأن الفريق مقبل على لعب 10 جولات في البريميرليغ في غضون أربعين يوما بمعدل جولة كل أربعة أيام.
كل المدربين الذين أخفقوا في انكلترا رحلوا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني بسبب سوء النتائج الا سولشاير، على غرار ستيف بروس من نيوكاسل، ونونو اسبيريتو سانتو مدرب توتنهام، والألماني دانيل فاركه مدرب نوريتش، ودين سميث مدرب أستون فيلا، احتراما للقاعدة المعمول بها في العالم بضرورة تغيير المدرب عندما يفشل الفريق، إلا ما يتعلق بسولشاير الذي يبدو أنه سيدفع برونالدو إلى الرحيل الصيف المقبل في اتجاه فريق يسمح له بالمشاركة في دوري الأبطال وإنهاء مشواره في قمة العطاء. فهل سينجح رونالدو في الدفع بترحيل سولشاير، أم أن النرويجي سيدفع برونالدو الى الرحيل، ويقود جماهير المان يونايتد إلى التخلي عن فريقها؟