نهاية مسؤول شوو.. باع!!
لن يثنيني برد الليل ، ولا الدرجات الصفرية الصباحية عن قراري ..فقمّة سعادتي هذه الأيام أن أكون هناك ، اضع فرشتي ولحافي على باب قصر العدل، وعلى طريقة صديقي « نابليون « * أعلق «قلايتي» و»كيس خبزي» وأدواتي على شبك الحماية ، وألوذ بــ «طباخ الغاز» بعيداً عن الهواء وعيون المارة لأغلي إبريق شاي صغير صغير.. كما لن اشعر بالحرج اذا ما احتجت الى غسل ونشر «غياراتي» ومقالاتي وتعليقها فوق الباب الرئيسي وعلى أي حبل قريب يتيح لها الجفاف والقراءة بسهولة ويسر.
سيكون مقرّي الدائم الذي أعيش فيه وعليه بقية عمري...فأطرب إلى نقر أقدام المارين من امامي على الرصيف ،كما اطرب الى صوت»فغش» البيض المسلوق على حافة عربة قريبة ما زال يدفع صاحبها فقره وعوزه ثمناً لسياسات «الفاسدين»، وأستنشق بمحض إرادتي دخاناً معتقاً بالقهر من صدر احد سائقي السرفيس المتخمين بتطمينات الأخبار وضجر الركاب ومطبات الإحباط..سأشرب عمان الساخنة المغلية «بوجعي»- أخيراً- على طريقتي ..
لن ترعبني تهديدات الأمن بضرورة المغادرة ، ولا رجاء موظفي قصر العدل، ولا ثياب المحامين السوداء وأحذيتهم الطويلة ..سأبقى هناك واقفاً منتظراً بفارغ الصبر قدوم «سيارات الجويدة» بلونها الشهي اللامع..أريد ان أراهم واحداً واحداً..اريد ان ارى « اصحاب الألقاب :من دولة ومعالي وعطوفة وسعادة « ينزلون من صندوق «الاتهام»، مكبلين ،مقيدين ، وهم في قمّة يأسهم وضعفهم وتبدد هالتهم ، لا حاشية ، لا مستشارين، لا مرافقين ،ولا منافقين..حتى الحرس الذي يرافقهم..يرافقهم خوفاً منهم هذه المرة لا عليهم..سأطاردهم حافي القدمين أشعث الشعر وفي رقبتي رغيف خبزي ..سأطاردهم من الباب الرئيسي الى بهو القصر الى ممرات المحاكم وغرف القضاة..سأزكم انوفهم برائحة حنقي وغضبي وأنا أحمل حفنتي تراب بقبضتيّ..لأقول لهم بصوت عالٍ : (( تراب الأردن الذي بيع..جاء اليوم لينتقم منكم !!.. منكم انتم..!!.هل ترونه؟ ها هو يضحك منتصراً..يا من اختصرتم الوطن بكرسيِِّ ..حان الآن وقت الوقوف..يا من كنتم «بدر» الظلم والظلام ..حان الآن وقت الخسوف .. يا صاحب الضمير المباع.. سيحرقك رغيف الجياع...يا من لازمتمونا كأوجاعنا حان الان وقت الشفاء منكم )) سأظل أطاردهم بصوتي الخشن ، وصفع اقدامي العارية على وجه البلاط حتى أؤذيهم ، الى ان يغلق القضاء بابه في وجهي....عندها ساعود الى اشيائي «النابليونية»..ألتحف أملي ..أتوسد وجعي، وأظل أصلي وأبتهل...لميزان الحق ان يعتدل...
* نابليون: أحد دراويش عمان.