أخبار البلد - ما كان يقبل فى الماضي قد لا يكون مجديا فى المستقبل فالعالم يتغير والويات المجتمعات تتبدل هى الجملة التى يمكن استنباطها من اجتماعات مجموعة العشرين التى عقدت فى روما ماخرا ، فالتسابق على امتلاك اسلحة استراتيجية لغايات المنعة الذاتية لم يعد مجديا ولن يحقق الفائدة المرجوة فى فرض ايقاع او ترسيخ مكانة فى منظومة الضوابط والموازين الاستراتيجية فالنظام العالمي لن يعترف بمكانة الدور مهما حملت عناوينه من اثقال وازنة او امتلكت مضامنيه لاسلحة استراتيجية ردعية او حتى سعى بمقدراته لتعزيز مراكز نفوذه الاقليمية او توسيع دوائر تاثيرة لتشمل محيط محتواه فالمجتمع الدولي لن يشرعن دورا اقليميا بطريقة احادية ولن يعطي مساحة تاثير لدولة اقليمية دون توافقات مقبولة على ان تكون هذه التوافقات ماطرة بمحددات واضحة ومعلومة مهما امتلكت هذه الدولة من ادوات ذاتية قد تحقق لها درجة الردع الوقائية او تجعلها قادرة على توفير درجة المنعة المجتمعية اللازمة لدواعي الحماية الذاتية او لغايات فرض ايقاعها فى المجال الحيوي لها.
فالتسابق على امتلاك اسلحة استراتيجية نووية كانت او اس 400. هو مسار غير مقبول دون الحصول على اذن يجعل من هذا السلاح يشكل اداة وقاية وليس اداة تهديد تستخدم لتهديد المحيط او فرص سياسية الاستبداد على الشعوب وهى الجملة الخبرية التى يجب ان يفهمها الجميع ويدرك ابعادها ويفهم مراميها ففى حال شرعنت ايران لامتلاك قوة استراتيجية فى المنطقة فان منظومة الضوابط والموازين تستدعى وجود مركز عربي يحقق نقطة التعادل فى الجانب الاخر فى المعادلة والدول المرشحة لامتلاك ذلك هى مصر والسعودية وهى الدول التى تحقق العمق الاستراتيجي العربي لكن لامتلاك مصر القوة البشرية والسعودية للقوة المالية فان الاردن سيكون المرشح الامثل لتحقيق نفطة التعادل المطلوبة وهذا ما يمكن ان يشكل نقطة التعادل فى ميزان العلاقة الاقليمية .
وكما ان ذلك ينتظر يكبح تمادى النفوذ الايراني بحاضنة مصرية وخليجية وكما ان ذلك سيضمن عدم غلو بعض التيارات الاسرائيلية فى بناء مناطق نفوذ توسعية تهدد السلم الاقليمي و تسمح بولادة منظومة شراكة اقليمية حقيقية تسهم فى حماية منطقة مهد الحضارات وقيمها الانسانية وكما تقدم رسالة سلمية من ابناء سام الى ابناء حام ويافث فلقد آن وقت لوقف كل اشكال الضغط والشد الذى مازال يمارس على هذه المنطقة وابنائها .
فان الوقت قد حان للسماح للمنطقة وشعوبها من مشاركة حقيقية وليست استهلاكية او استغلالية بل معرفية وتنموية لتسهم مجتمعات هذه المنطقة مع حركة البشرية فى كل علومها المعرفية ولا سيما فى برنامج التغير المناخي الذى يهدد سلامة الانسان فى صحتة وسلامة عيشة فى ظل التغير البيولوجي الحاصل والذى فحال لم يتم استدراكة فانه سيسمح باعادة تكوين منظومة بيولوجية جديدة يهدد وجودها السلامة الصحية للبشرية فى ظل عدم وجود اجسام مضادة تسمح للجسم الانساني الوقاية الذاتية هذا اضافة الى تهديدات اخرى جيولوجية وطبوغرافية وهى تهديدات حقيقية تهدد السلم الدولي والامن البشري .
وعلى صعيد متصل فان العالم الذى بدا يتجة لتنفيذ برنامج جديد يقوم التواصل الافتراضي المعايش فانه بحاجة الى مشاركة الجميع دون طبقية معرفية حتى يتم الانتقال بالبشرية الى اطوار اخرى يتوقع ان تلغى فيها الخصوصية وترسمل عبرها اطرا جامعة ومتوافقا عليها تحوى منظومة منهجية واخرى فكرية ويشارك فيها الجميع عبر لغة رئيسية واحدة فى الدخول الى عتبة جديدة يتغير فيها العالم وتتبدل اولوياته.