أبطال ال" Live" ينتهكون الخصوصية..!!

أخبار البلد-


كالحمقى وربما هي حالة مرضية تفوق الحمق يتسابق البعض وبالذات السيدات، بعمل "Live” في المطاعم والمولات والمدن الرياضية والشوارع وحتى وهم وهن يقودون سيارتهم، ويعتقدون أنهم يقدمون المتعة والجديد لمن قد يشاهدون مسلسلات الحمق المتتالية، والتي قد تؤدي إلى إنتهاك خصوصية الآخرين دون قصد، وقد تكون النتائج كارثية بحيث تتسبب في هدم العلاقات الإجتماعية بين الأسر وقد تؤدي للطلاق أو المشاكل وقد تصل حد القتل في مجتمع عشائري له عاداته وتقاليده الراسخة وثقافته التي لا يتنازل عنها.

ومن خلال "Live” الحمقى واعتذر للأصحاء فكرياً عن هذه الكلمة إلا أنها حقيقة، فهذا "اللايف" قد يتسبب في مشكلة كبرى في حال نقل صورة رجل يسير مع شقيقته في مول دون علم زوجته، أو زوجة وصديقاتها في المول دون علم الزوج، فلكل بيت مشاكلة الخاصة والتي قد يدمرها حماقة مرضى نفسيين يعشقون الشهرة ويبحثون عنها في شتى المواقع، وحتى في المدن الرياضية فإن بعض الأصدقاء والصديقات يمارسون رياضة المشي سويا، لكن في حال نشر فيديو مصور لهم فقد يخلق مشاكل إجتماعية للفتاة والشاب، وهذا قد يقود لما هو أبعد وكل ذلك لأجل ممارسة البعض هوايته بإظهار أنه "وأنها" يمارسون الرياضة بين رياضيين ، فيما البعض يقوم بنقل المهرجانات الثقافية "Live” ويقوم بتصوير الجالسين بدلاً من التركيز على الشاعر، وبالتالي فإن ما يجري هو إنتهاك صارخ لخصوصية الآخرين الذين لا يرغبون بان يعرف الاخرون مكانهم.

فأنا "وهنا أنا عني الجميع" قد لا نرغب بأن نخبر زوجاتنا وأهلينا وأصدقائنا عن مكان وجودنا، فربما نجلس مع صديق ولا نريد لا أحد أن ينغص علينا اللقاء، أو تجلس فتاة مع من تُحب ويتحاورون في مكان عام، وقد يتشاركون في هواية المشي، وجميع هذه الأمور خصوصية لمن يقومون بها، فمن منح حمقى ال "Live” الحق بإنتهاك هذه الخصوصية ومن عينهم رُقباء على الشعب؟، لنجد أن هذه الحالة المرضية تحتاج إلى حلول وقوانين تصون خصوصية الفرد من الإنتهاك، وحياة الآخرين من القتل والبيوت والأسر من الضياع.

أما ال "Live” الذي يقوم به البعض بتسليط الكاميرا على نفسه والحديث في مواضيع تهم العامة، فهذا أمر له حدود وقوانين تعاقبه إن أخطأ بحق أحد أو تجاوز حدود "الدالات" الثلاث، وبالتالي يبقى تحت السيطرة ولا يؤثر على بقية أفراد المجتمع إلا إذا كان حمقه قد تجاوز الحدود، وعندها سيجد من التعليقات ما يردعه، ومن النقد ما يُلزمه الحجه ليميز الخبيث من الطيب، ويدرك من يشاهدون المتحدث إن كان المتحدث عالماً أو جاهلا، وهذا يحدد نسبة متابعيهم، لذا فأقولها انني لست من أنصار حُمق ال "live” إلا لإظهار الحق في بعض القضايا وليس لأجل التسلية.

آخر الكلام
- - - - - -
إن أدوات مثل تويتر وفيسبوك تمنح حق الكلام لفيالق من الحمقى، ممن يثرثرون في الحانات فقط، دون أن يتسببوا بأي ضرر للمجتمع، وكان يتم إسكاتهم فوراً، أما الآن فلهم الحق بالكلام مثلهم مثل مَنْ يحملون جائزة نوبل. إنه غزو الحمقى».

الفيلسوف والروائي الإيطالي «أمبرتو إيكو» في مقابلة مع صحيفة لاستامبا الإيطالية.

أبطال ال" Live" ينتهكون الخصوصية .. !!