لقد طفح الكيل ايها الفاسدون ، فاَن الاوان


شهد الايام القادمة مزيدا من حالات سقوط فاسدين في ايدي القضاء ؟ ام ان هناك حصانة تمنع المحاسبة ؟

 ام توجد ظهورا محمية ترهب من يريد الوصول اليها ؟

 لم يبقى ما يقدم لهذا الشعب والاوضاع الاقتصادية تعصف به وتحاصر قوته سوى محاسبة من اوصلهم الى مثل هذه الحالة على مدى سنين طويلة مضت ،ظنوا خلالها  ان الطريق ممهدة وان المجال متاح لنهب قوت الشعب واطمأنوا لذلك  وركنوا ، ولكن مع حركة ورغبة الشعب المدعمة باصرار القيادة ، فلا اعتقد ذلك  وان مسلسل السقوط سيقف عند شخص محدد او اسم لطالما كان محاطا بهالة القوة والتحكم ، فلا بد للحقوق ان تعود لاهلها  ولا بد ان يحاسب من سولت له نفسه بالتلاعب بالشعب وعلى راي المثل ( ما بيضيع حق وراه مطالب ) .

لم تكن مبادرة الملك بالافصاح عن سجل اراضي الديوان عبثا او من اجل اثبات براءة بقدر ما هي ايذان واقرار بان لا حصانة لاحد ، وان القانون فوق الجميع وان اموال الشعب ليست مرتعا للفاسدين ، وحتى مقولة الظهر المسنود بدت هشة  فالدعامة اضحت لا  تقدران تسند نفسها ،  مما يدع بما لامجال للشك فيه ان نرى في الايام القادمة رموزا واسماءا مدعومة ظهورها بالوهم والخيال بجانب من سبقهم - داعم ومدعوم - ليلتئموا مع بعضهم  ويتحدثون بحسرة عن الذكريات والمغامرات وفنون العبث طرق وسرقة اموال الشعب.

كثيرة هي بؤر الفساد التي تحتاج الى ارادة لكي تفتح ويكشف الغمام عنها فها هي مؤسسات الدولة بما فيها من مشاريع غالبها الاعم ذات كلف عالية تفوق حد التصور، وعطاءات لا ترتبط بالواقع  ، وشركات مساهمة عامة - تكاد ان تكون وهمية - تبخرت من خلالها ارصدة المواطنين ،  وشركات البورصة التي تحمل في طياتها الكثير من القيل والقال ، وامتيازات مبعثرة هنا وهناك ، وشخصيات  ينظر اليها المواطن الفقير بحسرة  متسائلا الم نكن نحن وذاك في نفس الحارة نلعب وابوه مثل ابونا فقير الحال فكيف اصبح اليوم مهابا والملايين تعبيء جيوبه . الم يكن موظفا براتب محدد مثل اخونا الذي لو جمع راتبه مدى الحياة لما امكنه من شراء شقة تقيه حر الصيف وبرد الشتاء و يتحمل تبعات سدادا قساطها اولاده بعد الممات وهو يمتلك الاراضي والعقارات والسيارات وارصدة في البنوك .

ان الشعور بالعدالة مهم جد لكي تبقى الحياة مستمرة والشعور بالرضى هو انعكاس لها ، ولكن عندما تفقد ، سيتحول الرضا الى نقمة ورغبة في الانفلات والانتقام  وحينما لا يبقي للانسان ما يخسرة ، صحيح ان المجتمع طبقات متفاضلة فوق بعضها البعض وهذه سنة الحياة والكل يعيها ويتفهمها ولكن ما لا يتفهمه ولا يستوعبه المواطن تلك القفزات المفاجئة لهذه الطبقات بحيث ينقسم المجتمع الى قسمين طبقة المسحوقين وطبقة المتنفعين فتزاد الطبقة السفلى عددا وبؤسا والعليا تزداد غنا وفحشا ، فلا الفقير قادر على العيش ولا الغني مكتف بنهب ما هو ليس له  .

ان المال العام امانة بيد البعض الذين اصبحوا بحكم الوظيفة مؤتمنين عليه او اصبح البعض منهم بحكم المحسوبية سيدا له تتولد لديه القناعة بان خزائنه متاحة له ، وكانها خزائن ورثها عن ابيه ، كيف لا وقد وصل اليها عن طريق فاسد علمه فنون فتح القاصات وزرع المحسوبيات ، وحين تفرغ  لا يهمه ذلك  لانها مسئولية الدولة تعيدها كما كانت ، اما كيف ؟ هو غير مسئول عن ذلك !. ان الشعب ينتظر بفارغ الصبر رؤية الفاسدين يتساقطون موجهين نظرهم الى القضاء لينصفهم وليعيد شيئا مما نهبوه الى الشعب "صاحب الحق". بايدي الاخيار من هذا البلد ، وكفى مراهنة على قدرة تحمل المواطن .فلم يبقى من طاقتهم ذرة يراهن عليها  .