تحذير هام.. احذروا اسواق المتاجرة بالعملات
أخبار البلد- كتب جرير خلف -فجأة لا تعرف كيف يأتيك اتصال من بلد أوروبي غالبا أو من تركيا ( هكذا يدل الرقم المتصل..)، فيأتيك من خلال هاتفك صوت ناعم يتحدث بإحدى اللهجات الشامية وتشعرك بكلمات بسيطة انك السيد والأستاذ والمعلم وبما انك العبقري الفذ فلا بد لك أن تنطلق في عالم المال والمتاجرة بالعملات والأسهم والنفط.. حيث ستكون هذه الفتاة أو الشاب مديرة / مدير حساباتك لاحقا عند اشتراكك بإحدى الباقات التي تتيح لك (بونصا) وشاشة آنية لسوق العملات مع رافعة للرصيد بمئات الأضعاف للمبلغ المودع من قبلك.
سوق المتاجرة بالعملات هو اكبر هذه الأسواق وأكثرها جاذبية للزبائن المتعجلين على الملايين التي ستأتي بكبسة زر وهذه السوق مختصرة لدى بعض هذه الشركات بكلمة (الفورين اكسشيبغ)، وموضوعنا هنا ليس بالشركات الحقيقية المضاربة التي تعمل بأسواق المال بالفعل وهي بالمناسبة قليلة جدا.. بل موضوعنا هنا مجموعة من الشركات المحتالة التي دخلت السوق من خلال الهواتف الجوالة والبريد الالكتروني والحسابات المصرفية المخفية في أوروبا والتي لا تعرف أين تصب. وهي الشركات التي نشأت لتتغذى على بساطة بعض العامة وعلى طمع البعض الآخر.. حيث أنشأت شركات مختصة ليس لها مقر سوى الكيان الصهيوني وبعض دول الكاريبي التي ليس لها مطار أحيانا.
وكتابتي هنا عن تجربة شخصية استطعت من خلالها الوصول الى نبع المحتالين في بعض (الشركات) وهي شركات تتشابه بالاسم مع المختصر الانجليزي لكلمة (سوق العملات) حيث تخلط بعض الحروف أو تبدل رقم مكان حرف في اسمها ليكون اسمها ذو صفة مالية، وهذه الشركات الوهمية (بالغالب) استقطبت العديد من (المستثمرين) من دول الخليج العربي خاصة.
فقد قامت عدة شركات بالتواصل معي بالهواتف الجوالة وبالايميلات الشخصية والتي حاصرتني بكل الوسائل للإيداع المالي في حسابهم ( معظم الحسابات كانت بسويسرا) وحتى لو بألف دولار (للانطلاق) بسرعة الصاروخ لعالم الاستثمار والمال..!!، ولكني والحمد لله ربما كنت الوسيلة التي جعلت احد المتواصلين معي من هذه الشركات يفضح الطابق بعد ثورة ضمير ويصرح لي بعد فترة بالحذر من الإيداع بعدما صرحت له بأني سأودع مبلغ مائة ألف دولار (لحظة مزاح كانت في حينها لم يدركها)..!!
حينها قطع الخط بعد التحذير لي بالتروي ليتواصل معي بعدها بواسطة بريده الالكتروني ليقول لي ما صدمني الصدمة الكبرى بان الشركة التي تحاورني هي عبارة عن شركات يملكها عدة محتالين من الكيان الصهيوني والمقر الرئيسي لهم في تل الربيع (تل أبيب) وان الهواتف التي كانت تأتيني من أوروبا ما هي إلا تحويلات خطوط من (الكيان الصهيوني) لأوروبا ومن ثم للخليج العربي ، وان هذا المندوب هو من عرب فلسطين المحتلة عام 1948 وبأنه استقال بعدما اكتشف الموضوع وبأن الفتيات المتصلات بالعادة من هم بنات الجولان ومن بنات بقايا جيش لحد اللبناني العميل الذين هربوا لفلسطين المحتلة بعد تسليم الجنوب بصفقة لحزب الله.
هذا الشاب الذي لم يقبل العمولات الحرام التي كانت ستأتيه.. قام بالتوسل لي للاتصال بأكثر من عشرة أشخاص من الخليج العربي لسحب نقودهم من هذه الأسواق وقام بإعطائي أرقام هواتفهم الجوالة واخبرني أن جلوسهم خلف الشاشات لساعات طويلة هو ما كان يؤلمه حيث أن الشاشات التي كانت تفتح لهم هي شاشات صهيونية وهمية مربوطة في تل الربيع (تل أبيب) وهم قادرون على شطب رأس المال واستحلاب الزبون بأي وسيلة لاستمرار الإيداع والخسارة المستمرة وهكذا..!
(اللهم إني بلغت فاشهد)
جرير خلف