سارة

اخبار البلد - أمس في المول، داهمني صوت: سارة.. سارة.. كانت هنالك سيدة تنادي.. هل من المعقول, كل هذا الهدير وسارة لا تسمع, تبين لي فيما بعد أن سارة طفلة كانت مع أمها, وضّيعتها الأم.. وأنا نشمي.. هرعت مع عامل وافد, وصاحب محل, ومراهق متطوع للبحث عن سارة, وجميعا وقفنا مع األم نسأل عنها.. ماذا ترتدي وكم عمرها وما لون جاكيتها، وفي أي اتجاه ذهبت؟.. واألم أجابت عن كل الأسئلة.. بحثت في األدراج, وفي زوايا المحالت.. بحثت عند المدخل, وصعدت للطوابق العلوية... كانت الساعة تقترب من منتصف الليل، والجميع غادر )المول(.. وقلت في داخلي سأعود لألم.. ربما وجدوها, أو ربما عادت سارة.. فعال حين عدت كانت سارة في حضن أمها، وكانت الأم توبخ فيها... القصة باختصار أنها شاهدت مكانا للعب الأطفال وذهبت إليه، ولم يكن يبعد المكان كثيرا عن تواجدنا... سارة تستحق الحب والدمع, لم تتجاوز السادسة.. ولكنها جميلة.. وكل براءة الدنيا سكنت بين العيون.

 

العامل الوافد كان فرحا ويخاطب سارة: )ما ايصحش كده.. ما اتسيبيش امك يا سارة مرة تانية(... والمراهق كان ينظر لألم ويقول: )أنا كنت عارف رح تلقيها واهلل كنت عارف...(.. وصاحب المحل كان يمتلك من النذالة ما يكفي للقول: )اتفضلي مدام علينا... عنا اكسسوارات حلوة الك ولسارة(... وأنا بقيت صامتا.. خرجت وأنا أتذكر قصيدة لحبيب الزيودي، اسمها )زول سارة(.. كتبها البنة شقيقته وغناها عمر العبدلات, كانت من أجمل ما غنى... المهم أننا وجدنا سارة.. وعادت لحضن أمها, وأنا ما زلت ضائعا... سارة ذكرتني بالضياع... فذات مرة لم أفقد في )المول(, بل فقدت في وطن حينما كنت في عمر سارة... وللأسف لم يبحث أحد عني فيه، وها أنا مازلت مستمرا في الضياع.