أميركا تجمد قضايا المنطقة!

أخبار البلد - لقد وضعت دول منطقة الشرق الأوسط جل القضايا والأزمات التي تعصف بهذه المنطقة الساخنة والمتوترة بيد أميركا والتي تتعامل معها وفق سياستها ورؤيتها الخاصة، فلذلك قيل أن ٩٩% من أوراق حل قضايا ومشاكل المنطقة بيد الولايات المتحدة. وهذه الاخيرة بصفتها الدولة الأولى عالميا والمتحكمة في جل قضايا العالم تتعامل مع هذه القضايا بما يخدم مصالحها ويحقق أهدافها، فلذلك تجدها تُسرع حل قضايا وتعيق حل أخرى وتزيد أزمات قضايا وتجمد أخرى ، فتجدها لا تتعامل مع القضايا بمبدأ إنهاء أزمات ومشاكل الدول والشعوب، بل بما يحقق لها مصالحها ويخدم سياستها فقط دون النظر لإعتبارات أخرى. فالنواحي والقيم الإنسانية والأخلاقية وحقوق البشر لا وجود لها في سياسة أميركا خاصة، والمبدأ الرأسمالي عامة. وكون هذه قاعدة أساسية وأصيلة في مواقف أميركا وسياستها، نجد أنها في هذه المرحلة جمّدت التعامل مع قضايا المنطقة وأبقت مسألة إدارة أزمات ومشاكل وقضايا المنطقة لأتباعها من دول وسياسّي المنطقة يديرونها دون حلول والسبب الذي دفع واشنطن لذلك هو التفرغ الكلي والكامل للتصدي للصين.


لا شك أن صعود الصين لا سيما في الجوانب الاقتصادية يقلق أميركا كثيرا ويشكل لها عقبة ليست سهلة. فلذلك كان التوجه الأميركي في هذه المرحلة والوقت نحو تركيز الجهود في الوقوف في وجه هذه القوة الصاعدة إقتصاديا والمتوهجة في محيطها الأقليمي وهذا يتطلب تفرغا كبيرا ، فلذلك كان هذا التوجه نحو سياسة تجميد قضايا وأزمات المنطقة وعدم أعطائها أولوية في هذه المرحلة والفترة لأن بقاء أميركا منشغلة بقضايا المنطقة يشتت طاقاتها ويُعطي الصين فرص مواصلة الصعود والتقدم . فالقضية الفلسطينية التي تعتبر القضية الأولى والمركزية في المنطقة وتشكل حجر الرحى والزاوية في أزمات المنطقة، قضية مجمدة في سياسة أميركا، فلذلك كان الملاحظ أن إدارة الرئيس جو بايدن لم تعطها أولوية كبيرة . وما يعنيها هو المحافظة على الوضع الحالي للقضية وعدم تبني أي حلول لها ، حتى أن إدارة بايدن منذ أن جاءت، لم تبادر بالحديث الإعلامي فيما يتعلق بالقضية كما جرت العادة من قِبل الإدارات الأميركية المتعاقبة .

إن الأمة بحاجة لوقفة جادة تدفعها للإنعتاق والخلاص من رِبقة السياسة الأميركية وتتحمل وحدها حلول قضاياها وفق رؤيتها المبدئية، فتوقف يد العبث الدولية عن العبث والتخريب والتدمير في بلادنا ، وعندها يحل على المنطقة الأمن والاستقرار والخير بدلا من الحروب والأزمات والمشاكل التي تطحن المنطقة وجعلتها خرابا.