مقابلة وزير الخارجية مع محطة lbc اللبنانية

 
نقف إحتراما وإجلالا لكل رجالات الأردن الذين ينبرون دائما للدفاع عن هذا الوطن الطيب وعن إنجازاته ورموزه بكل كفاءة وإقتدار وأمام كل العالم من خلال ظهورهم على شاشات تلفزيونية واسعة الإنتشار سواء في العالم العربي أو خارج هذا العالم.

هذه المقدمة نضعها لنتحدث عن المقابلة الطويلة التي أجراها مذيع محطة lbc اللبنانية مارسيل غانم مع السيد ناصر جودة وزير الخارجية يوم الثلاثاء الماضي هذا المذيع الذي يشهد له الجميع بكفاءته الإذاعية وثقافته السياسية وقدرته على إحراج ضيوفه بأسئلته المحضرة بعناية والتي يطرحها بجرأة متناهية.

المذيع المخضرم لم يترك شأنا سياسيا أو إقتصاديا أردنيا لم يناقشه مع وزير الخارجية ويبدو أنه حضّر لهذه المقابلة بشكل جيد جدا ولفترة ليست بالقصيرة وطرح أسئلته المتلاحقة على السيد جودة معتقدا أن بعض هذه الأسئلة ستحرجه وتخرجه وتجعله يتورط في بعض الإجابات وبالتالي يمكن أن يحرج دولته وقد ركز المذيع الذي يحفظ درسه جيدا على الشأن السوري وحاول إحراج الوزير أكثر من مرة خصوصا بشأن العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا ولماذا طلب الأردن إستثناءه من هذه العقوبات فكان جواب وزير الخارجية واضحا لا لبس فيه ولا غموض فالأردن وافق مع أغلبية الدول العربية على هذه العقوبات لكنه في المقابل له مصالحه الإقتصادية التي لا يمكن المساس بها والتي تنعكس على شعبه سلبا أو إيجابا فالبضائع المستوردة عن طريق موانىء البحر الأبيض المتوسط تأتي عبر الموانىء السورية والمستوردات من تركيا تأتي أيضا عبر الطريق البري الذي يربط بين الأردن وسوريا وتركيا وهذه مسألة بالنسبة للأردن لا يمكن التجاوز عنها أبدا وقد حاول المذيع التلفزيوني إعادة طرح الأسئلة حول هذه المسألة من جوانب أخرى للموضوع لكن الوزير كان دائما جاهزا للرد على هذه الأسئلة بكل كفاءة وإقتدار ولم يستطع المذيع إحراجه ولو مرة واحدة وعندما أغلقت جميع الأبواب في وجه المذيع غانم حول المسألة السورية لجأ إلى مسألة أخرى وهي لماذا لم يسحب الأردن سفيره من سوريا تمشيا مع قررات الجامعة العربية فكان جواب الوزير أن مجلس الجامعة ترك هذه المسألة لتقدير كل دولة وكل دولة حرة في أن تسحب سفيرها أو تبقيه في دمشق.

لم يترك المذيع المخضرم شأنا داخليا أو خارجيا لم يطرحه على وزير الخارجية فقد تطرق إلى علاقة الأردن مع حماس ومع جماعة الإخوان المسلمين وعرض تقريرا مصورا أجريت فيه مقابلات مع عدد من الأردنيين وعلى رأسهم السيد حمزة منصور أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي وطرحوا آراءهم بكل صراحة وقد رد الوزير على هذه الآراء بكل كفاءة وإقتدار وخصوصا حول الحراك السياسي الذي يشهده الأردن خلال الأشهر الماضية وقال بأننا نفخر بأن رجال الأمن العام لم يطلقوا طلقة واحدة خلال المظاهرات التي عمت بعض المدن الأردنية بل بالعكس فإن رجال الأمن العام كانوا يقدمون الماء والعصير للمتظاهرين وأكد أن جلالة الملك عبدالله الثاني أعطى الضوء الأخضر لتحويل أي فاسد للقضاء مهما كان موقعه أو منزلته وأن لا أحد فوق القانون.

وزير الخارجية أجرى عدة مقابلات سابقة مع محطات عربية وأجنبية وقد أثبت خلال هذه المقابلات أنه يحفظ درسه جيدا وأنه يقود الدبلوماسية الأردنية بكل كفاءة وإقتدار وصاحب عقل نير مؤرشف يحفظ الوقائع والتواريخ ويستطيع الرد على كل الذين يحاولون تشويه صورة الأردن والتشكيك بمواقفه السياسية فكل المحبة والشكر والتقدير لوزير خارجيتنا المخضرم.



nazeehgoussous@hotmail.com