فطام

فطام

كم كان المشهد مضحكا ومحزنا في آن واحد ، عندما كان الطفل يبكي بحرقة بينما والدته مشغولة دون اكتراث بتلقيط الملوخية ، متجاهلة ذلك النحيب لعلة انها تريد فطم (العيل) .

نظرات حزينة تتوزع منه هنا وهناك ، ودموع تنثر دون ان تجد احدا ليمسحها ، ولهفة مجهضة لرشفة حليب تطفأ الظما وتعيد انسياب الطعم في أورقة الروح .

في هذه الأثناء قد تأتي احدى الجارات للمشاركة بحفلة تلقيط الملوخية ، ويكون معها طفلها الذي ما يزال يرضع ويشرب الحليب ، فتتحول تلك النظرات الحزينة الى نظرات حقد وحسد ، ثم تتحول الى نظرات تربص وخبث ، وتركيز للنيل من رضاعة الحليب .

وفعلا ... ولانشغال الامهات ، ينقض على رضاعة الحليب ويلوذ هاربا فيها ، متناسيا مع لذة الحليب بكاء الطفل الآخر .

يقال بان اول الفطام صعب بالنسبة للطفل فهو لن يتقبل مباشرة شيئا غير الحليب ، لكن آخر الفطام سيكون نمو للذاتية وتنقح للشخصية وانتقال لعالم أفضل .

لذا سيبقى السؤال ... أما آن فطام الفاسدين ؟!

لا عن الحليب ........ بل عن الدم .


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com