مخطط لحصار محافظة بيت لحم عبر الجدار الفاصل


كشف الدكتور جاد اسحاق مدير عام معهد اريج للبحوث الخاصة بالاراضي في تصريحات خاصة  مساء امس النقاب عن مخطط إسرائيلي يجري تنفيذه منذ مطلع شهر اب الماضي يكرس حصار محافظة بيت لحم جنوب الضفة الغربية عبر جدار الفصل العنصري وجدار من المستوطنات التي تحتوي المحافظة من كافة الجهات وتخنقها.

وقال الدكتور اسحاق  «ان مشروع توسيع التجمع الاستيطاني غوش عتصيون في غاية الخطورة يحاول ترسيخ توسيع حدود بلدية القدس لتصبح حدود بلدية القدس الكبرى التي تشمل ثلاث تجمعات استيطانية جديدة وهي بزجات زئيف وغوش عتصيون ومعاليه ادميم.

واوضح جاد وبهذا تكون إسرائيل قد زادت عدد سكان القدس بحيث يصبح الفلسطينيون اقليه لا تتجاوز 15% حسب المخطط الاستيطاني الجديد. وقال انه تمت اضافة 120 ألف مستوطن وحرمان ما يزيد عن 150 الف فلسطيني من القدس. ولفت الى ان هذا يعني ان بيت لحم كمحافظة ستصبح 87% من اراضي محافظة بيت لحم تحت السيطرة الإسرائيلية. وقال جاد انه تم تهويد محافظة بيت لحم وسلخت عن توأمها التاريخي مدينة القدس. فهناك الجدار العزل يوازية جدار من المستوطنات التي ترسخ العزل والضم لاراضي المحافظة التي عملياً تخضع لعملية توسيع المستوطات بشكل يحضن المحافظة.

وختم ان هذا القرار يعني ان محافظة بيت لحم خسرت 22 الف دونم من اراضيها في القدس وفي غلاف الجدار الفاصل العنصري، مؤكداً ان هذه المساحة الكبيرة هي ضعف مساحة المدن الثلاث بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا مجتمعة.

إلى ذلك، هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس أربعة منازل لفلسطينيين في منطقة «المخور» في بلدة بيت جالا بشمال مدينة بيت لحم. وقال مدير بلدية بيت جالا نديم سمعان، إن جرافات الاحتلال هدمت أربعة منازل قديمة تم إصلاحها حديثًا في منطقة «المخور» التابعة لأراضي بلدية بيت جالا، يستخدمها المزارعون في المنطقة. وأشار سمعان إلى عدم تسليم سلطات الاحتلال أي إخطارات مسبقة بالهدم. يذكر أن المنطقة التي تتواجد بها هذه المنازل قريبة من منطقة الأنفاق التي تفصل مدينة القدس المحتلة عن مجمع «كفار عتصيون» الاستيطاني.

كما سلمت سلطات الاحتلال خمسة مزارعين من بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت اخطارات خطية لاخلاء اراضيهم وعدم ممارسة اي نشاط زراعي فيها وذلك باعتبارها املاك حكومة حسب ادعاء الاحتلال. وأشار سكرتير بلدية قراوة بني حسان حسام عاصي الى ان المزارعين الذين تم اخطارهم يملكون الاوراق الثبوتية اللازمة التي تثبت ملكيتهم للارضي. يذكر ان الاراضي المهددة بالمصادرة والاخلاء تعرف باسم «بئر ابو عمار» وقد تعرضت لاعمال تجريف ومضايقات من قبل قوات الاحتلال لعدة مرات خلال الاشهر القليلة الماضية.

في سياق آخر، حمّل ديمتري دلياني امين عام التجمع الوطني المسيحي في القدس المحتلة، الحكومة الاسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداء الذي نفذته مجموعة من المستوطنين في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول على كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية بالقرب من موقع معمودية السيد المسيح -عليه السلام- على ضفاف نهر الأردن تحت اعين جنود الاحتلال. وأكد دلياني في بيان صحافي تلقت (بترا) نسخة منه، إن «قيام المجموعة الارهابية اليهودية بتحطيم محتويات الكنيسة وتدنيس هيكلها ورفع صورة الارهابي الصهيوني زئيف جابوتنسكي مكان صلبانها وايقوناتها يعكس مدى الحقد والكراهية الدينية والسياسية لدى المجرمين المستوطنين، ومدى تواطؤ جيش الاحتلال معهم الذي منحهم أكثر من أربع ساعات لممارسة جرمهم داخل الكنيسة». واسفر الاعتداء عن انتهاك حرمة الكنيسة وتدنيس هيكلها المقدّس وكسر صلبان وايقونات وتحطيم أثاثها وابوابها. وقد قام جنود الاحتلال بإخلاء المستوطنين الساعة الواحدة من صباح أمس اي بعد أكثر من اربع ساعات قضاها المستوطنون في ارتكاب جريمتهم داخل الكنيسة تحت مراقبة جنود الاحتلال.

وفي قطاع غزة، اعلنت مصادر طبية فلسطينية عن اصابة فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الاسرائيلي احدهما خلال عملية توغل. وقالت المصادر الطبية ان الجيش الاسرائيلي توغل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة وفتح النار على المواطنين مما ادى الى اصابة فلسطيني بجروح وصفت بانها متوسطة، نقل على اثرها الى المستشفى. وافاد شهود عيان ان الجيش الاسرائيلي توغل شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة صباحا قرب الشريط الحدودي مع اسرائيل وسط اطلق نار. من جهة اخرى اوضحت المصادر ان الجيش الاسرائيلي فتح النار في اتجاه المواطنين شمال بيت حانون شمال قطاع غزة مما ادى الى اصابة فتى بجروح طفيفة. كما كشفت عائلة فلسطينية، أن احد ضباط جهاز الامن العام الاسرائيلي «الشاباك» اتصل بها مساء الاثنين وابلغها بأن إبنها المتواجد في سيناء قد تم اختطافه وهو الآن متواجد في السجون الاسرائيلية ويخضع للتحقيق.

سياسيا، رفع علم دولة فلسطين أمس لاول مرة في مقر اليونسكو في باريس، وهي اول منظمة تابعة للامم المتحدة منحت الفلسطينيين في 31 تشرين الاول الماضي العضوية الكاملة على الرغم من معارضة الولايات المتحدة واسرائيل. فقد رفع العلم في حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والمديرة العامة لمنظمة الامم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ايرينا بوكوفا أمس في طقس ممطر. وفي الوقت نفسه بث النشيد الوطني الفلسطيني داخل اليونسكو وسط تصفيق العديد من الموفدين الحاضرين. وقال الرئيس عباس ان الانضمام الى اليونيسكو «اعتراف اول بفلسطين» معربا متمنيا «ان يكون ذلك فأل خير على انضمام فلسطين الى منظمات دولية اخرى». وقال عباس في كلمة في مقر اليونيسكو «ان مشاهدة علمنا يرفع اليوم في مقر للامم المتحدة امر مؤثر». وقال «ان انضمامنا اليوم مصدر فخر لنا. ففلسطين، ارض تلاقي الحضارات تولد من جديد. بالرغم من جميع الصعوبات الناجمة عن الحصار، لطالما حافظنا على تراثنا». واكدت المديرة العامة لليونيسكو ايرينا بوكوفا من جهتها انها تريد «الايمان بان الانضمام الى اليونيسكو فرصة لاثبات ان السلام يبنى بالتربية والثقافة». وقال ناصر الفقعاوي وهو مسؤول حركة فتح في فرنسا «انه عيد بالنسبة لنا. انه نصر. ننتظر الان ان تعترف الامم المتحدة بالدولة الفلسطينية. انه امر اصعب لكنه سيتحقق يوما».