شُكر مضاعف للأخوة دول الخليج العربي ...

قبل أن ابدأ وقبل كل شئ، اقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله ، لذا نقدم شكرنا مضاعف للأخوة دول مجلس تعاون الخليج العربي، الاول على المساعدات التي قدمتها للأردن وما زالت، والثاني نشكرهم على ترددهم لضم الاردن الى النادي الخليجي، ونعظم شكرنا أكثر اذا رفضت، أو تراجعت الحكومة الاردنية عن مواصلتها لمفاوضات الانضمام، فقد شعر الاردنيون بالإهانه من الطريقة بالمفاوضات وسلوك المفاوض الاردني خلال المفاوضات، مما ولد شعور لدى دول مجلس التعاون الخليجي بضعف همتنا وقلة حيلتنا، وكأننا طالبين الدخول والانضمام من أجل تحميلهم اعبائنا المالية ومشاكلنا السياسيه وهذا غير صحيح، فكانت صدمه مدوية على شعبياً في الاردن مما دفعه للمطالبة بالتوقف فوراً وبدون تردد في المفاوضات، لحفظ ماء الوجه وصون للكرامة والعمل الصادق والجاد للاعتماد على الذات، في سبيل بناء دولة قوية بإمكانياتها وقدراتها، ولا يجوز ان يبقى الاردن بعد اليوم مطية لدول المساعدات المشروطه والمنح المذله من الدول الكبرى، كيف لا وقد خبِر شعبنا التجربه التركيه وعندما كانت الحكومات العلمانيه هناك، تلهث خلف الاتحاد الاوروبي لقبول انضمامها لهذا النادي الاقتصادي الضخم، كونها تعاني من مشاكل اقتصاديه كبيرة ومديونيه عاليه وفقر وبطاله شديدين، وكان ذلك بسبب تفشي الفساد الذي كان مستشري في كل مفاصل الدوله، حتى وصل لحكم تركيا حزب التنميه والعداله بقيادة زعيمه اوردوغان، فتوقفت عن المطالبة للانضمام للسوق الاوروبية، وقرر معالجة مشاكل تركيا بهمم رجاله وقدراته.
دخل حزب التنميه والعداله بكل قوة لقيادة تركيا، بعد تخطيه كل الصعاب والتحديات التي وضعها قادة الجيش والقادة السياسيين العلمانيين خلال مسيرته الطويلة، وبعد وصوله الحكم قرر أن يخوض معركته الثانية بتنفيذ برامجه لبناء الدولة التركية القوية، فبدأ بمكافحة الفساد المالي والاداري، وفصلت بين التجارة والسياسة، وأعلن حربه على الشللية في الحكم والمحسوبية، فقام ببناء بيِئةٍ وبنُيةٍ تشريعية تضمن وتُنظم حياة الشعب التركي في كل مجالات حياته، فبدأت الحكومة بتطبيق أدق أسس العداله بين افراد الشعب، ومحاسبة العابثين بمقدرات وطنهم، والتخلص من القيادات التي لها ولاءات خارجية على حساب الولاء والانتماء لوطنهم، ولم تترك فئة تتحكم برقاب العباد، فأصبح الجميع تحت مظلة الدستور والقانون، لتصبح تركيا الآن القوة الضاربة والمؤثرة ويُحسب لها الف حساب كقوة اقتصادية وسياسية وثقافية وعسكرية اقليمياً وعالمياً ، فتحسنت حياة المواطن التركي وتضاعف دخله، وازدهرت مشاريعه في كل مناحي وارجاء الدولة، وراحت بضاعته تغزوا كل دول العالم، وسوقت نفسها سياحياً وثقافياً، ولم تعد تركيا بحاجه لدعم الاتحاد الاوروبي وزال الشعور بضرورة الانضمام اليه، والطريف بالأمر ان العلمانيون الذين تحدوا وبشراسه وصول حزب التنمية والعدالة للحكم، باتوا من عداد المؤيدين لحكومة اوردوغان وحزبه، وأما في المقابل فتشهد دول الاتحاد الاوروبي ازمة اقتصادية عاتية، اوصلت بعض دولها الى مرحلة الافلاس، وراحت تلملم أشلائها وتساقطت من بينها حكومات في اليونان وايطاليا، واخرى على الطريق، وهناك حال الكثير من دول العالم ليس بأفضل .
برأيي، حان الوقت لنفهم في الاردن وندرك ان الحل بين ايدينا، وانه لا يجوز ان نُشعِر الاخرين بضعفنا وقلة مواردنا ونحن ليس كذلك، وليس من مصلحتنا ان نترك مفاتيحنا للحل بأيدي غيرنا إن كان عربي شقيق او اجنبي صديق، فإن الاردن ليس بحاجه الى الكثير للخروج من ازمته، فجُل ما نحتاجه توزيع منطقي وعادل لعوائد التنميه لكافة مناطق المملكة من خلال مشاريع تنموية ذات جدوى اقتصادية مدروسة وحسب حاجة المنطقة وطبيعتها وامكانية نجاح هذه المشاريع فيها، لا أن تُقَدم كمساعدات وهبات بأسلوب الفزعات التقليديه وبدون مراعاة اصول العمل المؤسسي المبني على خطط وبرامج الجكومة، وما يحصل الآن بالعمل، انما هو فقط ديكور اعلامي يظهر فقط بطولات فرديه، بأن زار فلان واجتمع علان وقرر وتبرع حميدان، وغيرها من المصطلحات التي عفا عليها الزمن، نحن بحاجة الى مسؤول بدرجة رجل الدوله المخلص بحق، رجل دولة ينظر للماضي ليصوب مسيرة الحاضر، ويفكر بالحاضر كأساس لبناء المستقبل، ويفكر الف مرة بسمعة بلده وازدهاره وتحسين حياة شعبه، نحن كل ما نحتاجه صدق النوايا وقوة الاراده والاخلاص في العمل، والتخلي عن "الانانيه والمطامع والمطامح الفرديه واللغة التخوين للأخر"، عندها سيكون الاردن بأحسن احواله، ونراه وهو كذلك بأذن الله تعالى "عزيزاً، عزيزاً، عزيز" بأهله وقيادته .
Eng.sobeidat@yahoo.com